
جانب من زيارة وفد وزارة الدفاع السورية إلى موسكو - 2 تشرين الأول 2025 (وزارة الدفاع السورية/ فيسبوك)
جانب من زيارة وفد وزارة الدفاع السورية إلى موسكو - 2 تشرين الأول 2025 (وزارة الدفاع السورية/ فيسبوك)
وصل وفد من وزارة الدفاع السورية، في 2 من تشرين الأول، إلى العاصمة الروسية موسكو، في سياق تطوير آليات التنسيق بين وزارتي الدفاع في البلدين، بحسب وزارة الدفاع السورية.
ترأس وفد الوزارة رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء علي النعسان، وزار الوفد “الحديقة العسكرية الوطنية المركزية للقوات المسلحة الروسية”، واطّلع على منظومات الدفاع الجوي، والطائرات المسيرة الاستطلاعية والقتالية المذخرة، إضافة إلى المعدات العسكرية الثقيلة، وذلك في إطار تعزيز التعاون وتبادل الخبرات.
وتأتي هذه الزيارة قبل أسبوع من زيارة الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إلى موسكو لحضور القمة الروسية- العربية الأولى، التي تجمع قادة جامعة الدول العربية مع الرئيس الروسي، والتي من المقرر انعقادها في 15 من تشرين الأول.
وفي 10 من أيلول الماضي، قالت السفارة السورية في موسكو في تصريح لوكالة “سبوتنيك” الروسية، إن الرئيس الشرع، سيترأس وفدًا سوريًا في القمة الروسية – العربية المقبلة .
وسبق أن تمّ إعلان زيارة الرئيس السوري خلال المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، مع الوفد الروسي بدمشق، برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكساندر نوفاك، في 9 من أيلول الماضي.
ولم يصدر عن وزارة الدفاع الروسية، أو وسائل الإعلام الروسية أي تفاصيل عن الزيارة والمواضيع التي تمت مناقشتها خلالها.
نشر مسؤول إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية، عاصم غليون، صورة عبر حسابه في “فيسبوك” مع منظومة صواريخ يعتقد بأنها منظومة دفاع جوي روسي، وكتب على الصورة “اليوم في روسيا وفي قادم الأيام في سوريا”.
إلا أن المسؤول نشر توضيحًا بعد أن أوّلت وسائل الإعلام السورية منشوره بأنه صفقة سلاح مرتقبة بين سوريا وروسيا، وقال إن المقصد الأساسي من الصورة هو أنه في روسيا لأداء مهامه مع الوفد الرسمي السوري، وسيعود قريبًا إلى سوريا بعد الانتهاء من برنامج الجولة الرسمية.
وبخصوص السلاح الظاهر في الصورة، قال المسؤول إنه كان من ضمن الأسلحة المعروضة لدى الشركة التي قام الوفد بزيارتها، و”ما تم نشره عن صفقات شراء السلاح غير صحيح، ويراد منه تحريف الهدف الأساسي لما نشره”.
تأتي زيارة وفد وزارة الدفاع السورية بعد يومين من ذكرى التدخل العسكري لروسيا في سوريا في 30 من أيلول 2015، لمساعدة الرئيس المخلوع بشار الأسد في إعادة فرض سيطرته على المناطق التي خسرها لصالح فصائل المعارضة المسلحة.
وتسبب التدخل الروسي في سوريا بمقتل 6993 مدنيًا، بينهم 2061 طفلًا و984 سيدة، وسجلت محافظة حلب العدد الأكبر من الضحايا المدنيين، تلتها إدلب ثم دير الزور، بحسب أرقام “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.
وتتجه مؤشرات عودة العلاقات السورية- الروسية في الفترة الأخيرة إلى مسار متقدم، بعد التحول السياسي الذي شهدته سوريا في أواخر عام 2024، إثر سقوط نظام الأسد.
وتطرح التطورات على مسار العلاقات بين دمشق وموسكو تساؤلات حول احتمالات عودة فعلية بعد سقوط نظام الأسد، أم أن العوامل الإقليمية والدولية، والمصالح السياسية والاقتصادية، ستفرض مسارات جديدة وتوازنات مختلفة.
في 9 من أيلول الماضي، التقى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، وفدًا روسيًا برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكساندر نوفاك، بدمشق، واعتبر الشيباني أن علاقة سوريا وروسيا “عميقة ومرت بمحطات صداقة وتعاون، لكن لم يكن التوازن فيها حاضرًا”، مشيرًا إلى أن “الدعم الروسي الصريح” لمسار سوريا الجديد سيكون خطوة في مصلحة سوريا والمنطقة بأسرها.
نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكساندر نوفاك، قال إن تحديد وتطوير العلاقات مع سوريا يتم تحت الإشراف المباشر للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، معتبرًا أن سوريا دولة واعدة في الشرق الأوسط، وأن المرحلة التاريخية الجديدة ستكون العلاقات فيها بين الشعبين مبنية على الاحترام المتبادل، مشددًا على أهمية التعاون الثنائي.
وفي 31 من تموز الماضي، التقى الوزير الشيباني في موسكو خلال زيارته، نظيره الروسي، سيرغي لافروف، ومن ثم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في لقاء وصفته إدارة الإعلام بوزارة الخارجية السورية حينها بـ”التاريخي”.
وفي مؤتمر صحفي، أعقب الاجتماع، أعلن الجانبان إعادة النظر بالاتفاقيات الاقتصادية السابقة الموقعة بين الطرفين. وأعرب لافروف عن تطلع بلاده لتكثيف الحوار مع دمشق، قائلًا، “اتفقنا على التعاون لتجاوز التحديات كما أكدنا حرصنا على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا واحترام سيادتها واستقلالها”.
وأكد لافروف أن روسيا تعارض محاولة بعض الأطراف زعزعة استقرار سوريا واستخدامها ساحة لتصفية الحسابات، مشيرًا إلى أن الخطوات التي اتخذتها سوريا وأعلن عنها الرئيس أحمد الشرع ستساعدها على تجاوز الأزمة التي تمر بها.
فيما اعتبر الوزير الشيباني أن الحوار مع روسيا “خطوة استراتيجية” تدعم مستقبل سوريا، مضيفًا، “نحن في مرحلة إعادة الإعمار بحاجة لجميع الشركاء ونعمل على الاستفادة من دروس الماضي لبناء المستقبل”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى