اتفاقية سورية- عراقية لتطوير قطاع الأسمنت

وقعت وزارة الاقتصاد والصناعة في سوريا، اليوم، مذكرة تفاهم مع مجموعة “فيرتكس” العراقية للاستثمارات، تتضمن إعادة تأهيل وتطوير وتشغيل الخط الثالث في معمل أسمنت “حماة”.

وتتضمن المذكرة، رفع الطاقة الإنتاجية من 3300 طن يوميًا إلى 5000 طن يوميًا من مادة “كلنكر”، على مدى 13 شهرًا من تاريخ توقيع العقد.

إضافةً إلى إنشاء خط إنتاج جديد بطاقة تصل إلى 6000 طن يوميًا، ليرتفع إجمالي الطاقة الإنتاجية للمعمل إلى نحو 11 ألف طن يوميًا خلال السنوات الخمس المقبلة.

كما نصت المذكرة، وفق ما نشرته الوزارة عبر معرفاتها، على تدريب وتأهيل الكوادر العاملة وتطبيق أعلى معايير الجودة والالتزام بالمعايير الدولية الخاصة بالبيئة والسلامة المهنية والأمن الصناعي، بما يسهم في تعزيز تنافسية صناعة الأسمنت الوطنية.

مدير المؤسسة العامة لصناعة وتسويق الأسمنت ومواد البناء (عمران)، محمود فضيلة، قال لعنب بلدي، إن التوقيع مع الشركة العراقية، يعد أهم الاستثمارات في قطاع الأسمنت على مستوى الوزارات، إذ يقدر أن يصل حجم الاستثمار، حوالي 300 مليون دولار أمريكي، خلال أقصر فترة وبأعلى جودة.

وكشف أن توقيع العقد مع الشركة العراقية، سيتم خلال مدة لا تتجاوز الشهر من توقيع هذه المذكرة وسيتم التعاون وفق نظام “BOT”، مشيرًا إلى أن توقيع المذكرة سبقه دراسة أولية للطرح، ثم تطور إلى مذكرة تفاهم، ومن ثم سيتم توقيع العقد بين الطرفين.

وكان نائب وزير الاقتصاد والصناعة، باسل عبد الحنان، قد أكد خلال اجتماعه مع وفد “فيرتكس” أن هذا الاستثمار يعكس أهمية تطوير الصناعات الاستراتيجية.

العقد الإماراتي لتطوير معمل “حماة”

شهد شهر آب الماضي، توقيعًا لاتفاق بين وزارة الاقتصاد والصناعة مع شركة “A³&Co” الإماراتية المتخصصة في صناعة الأسمنت والاستدامة، يهدف إلى تطوير قطاع الأسمنت في سوريا، وتضمن الاتفاق أيضًا،  تأهيل وتطوير خط الإنتاج الثالث في معمل أسمنت “حماة”، الذي أنشئ في عام 2009، بتقنية أمريكية حديثة.

وبين مدير المؤسسة العامة لصناعة وتسويق الأسمنت ومواد البناء (عمران)، محمود فضيلة، حينها لعنب بلدي، أنه تم اختيار هذا الخط، بعد أن كشفت الدراسات أنه الأكثر جدوى فنيًا واقتصاديًا مقارنة ببقية الخطوط، إذ يتميز بمرونته وقدرته على إنتاج أكثر من 12 صنفًا من الأسمنت وفق المواصفات السورية والأوروبية.

ولفت إلى أن العديد من المعامل الأخرى قديمة ومتهالكة، وانتهى عمرها الافتراضي، ما يجعل ضخ أموال إضافية فيها غير مجدٍ، خاصة أن بعض الشركات المصنّعة لمعداتها لم تعد موجودة.

الاتفاقية مع الشركة الإماراتية لا تقتصر على إعادة التأهيل الفني، بل تتضمن دورًا استشاريًا إستراتيجيًا، إذ تضمن الاتفاق، اعتماد الشركة مستشارًا استراتيجيًا لوضع خارطة طريق لتطوير الصناعة، واقتراح سياسات واستراتيجيات متوافقة مع المعايير العالمية للاستدامة، عبر إدخال تقنيات الأتمتة والتحكم الآلي والذكاء الاصطناعي، ورفع مستوى الإنتاجية والجودة.

كما يستهدف تدريب نحو 80 عاملًا ومهندسًا في معمل “حماة” بالتعاون مع وزارات الصناعة والبيئة، مع خطط لإيفاد مهندسين إلى الخارج ضمن بعثات تدريبية، إلى جانب مذكرات تفاهم مع شركات مصنّعة لتدريب الكوادر السورية.

وحول التضارب بين الاتفاقيتين الإماراتية والعراقية في مجال تدريب الكوادر، أكد فضيلة أنه لن يكون هناك أي تضارب، إذ أن الاتفاق مع الشركة الإماراتية، تتضمن تدريب للكوادر في المواقع التي مازالت تتبع للحكومة السورية كالخط الثاني في معمل “حماة”.

ولا يتجاوز عدد الخبراء المحليين المتخصصين في صناعة الأسمنت، وفقما ذكره فضيلة سابقًا لعنب بلدي، 30 مهندسًا، معظمهم من كبار السن، ما يجعل تأهيل كوادر شابة ضرورة حيوية.

وكان معمل أسمنت “حماه” أعلن، في 17 من تموز الماضي، عن تركيب ماكينة تعبئة بصناعة ألمانية حديثة من طراز “هافر” تعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى 120 طنًا في الساعة، وتعتمد نظام تعبئة دوّارًا متكاملًا، وفقًا لما صرح به مدير المعمل، عمار الشيخ، لوكالة الأنباء السورية (سانا).

توفر الخامات والطلب يشجع الاستثمارات العربية في قطاع الأسمنت