
تعاني أسواق المواشي في رأس العين من ركود بسبب غلاء أسعار الأعلاف - أيلول 2025 (عنب بلدي)
تعاني أسواق المواشي في رأس العين من ركود بسبب غلاء أسعار الأعلاف - أيلول 2025 (عنب بلدي)
عنب بلدي – رأس العين
يعاني مربو المواشي في مدينتي رأس العين وتل أبيض شمالي سوريا صعوبات نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف، ما يزيد أعباءهم ويهدد مصدر دخلهم الرئيس.
ووصل سعر طن الشعير إلى 480 دولارًا أمريكيًا، والخبز المجفف إلى 320 دولارًا للطن، والقمح إلى 460 دولارًا، والبرسيم إلى 328 دولارًا، والنخالة إلى 375 دولارًا.
أدت قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة والجفاف المستمر إلى تراجع المساحات الخصبة من المراعي، ما أثر سلبًا على تربية الماشية وزاد الأعباء المعيشية على المربين، الذين باتوا يواجهون صعوبات في تأمين الغذاء الكافي لمواشيهم وتغطية تكاليف التربية المتزايدة.
أجبر محمد كريم (54 عامًا) من مدينة تل أبيض، على بيع 14 رأسًا من أصل 31 من أغنامه، لتأمين الأعلاف الضرورية لاستمرار تربية المواشي بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف.
وأوضح أن الأسعار المرتفعة للشعير والبرسيم والخبز المجفف وضعت المربين أمام خيارين، إما بيع جزء من مواشيهم وإما الاستدانة.
وأشار إلى أن استمرار ارتفاع الأسعار سيدفعه هو وغيره من المربين إلى بيع جزء أكبر من مواشيهم، مطالبًا بتوفير الدعم لضمان استمرار تربية ما تبقى من مواشيه.
من جانبه، حاول خالد السلمو، من قرية حميد شرقي رأس العين، توفير مرعى لأغنامه هذا العام، لكنه لم يتمكن من الحصول على أي مساحة صالحة للرعي بسبب قلة المراعي وكثرة الطلب عليها.
ولم يتبقَّ أمام خالد خيار سوى بيع مساحة عشرة دونمات من أصل 35 دونمًا من أرضه الزراعية لشراء الأعلاف لأغنامه، خصوصًا مع اقتراب فصل الشتاء.
ورغم بيع جزء من أرضه، لم يتمكن من تأمين الأعلاف الكافية لأغنامه بسبب غلاء تكلفتها.
وطالب الجهات المعنية بالتدخل لتقديم الدعم للمربين، محذرًا من أن استمرار الوضع بهذا الشكل قد يجبر العديد منهم على التخلي عن مواشيهم وترك مصدر رزقهم الوحيد.
أدى ارتفاع أسعار الأعلاف في المدينتين إلى ركود في بيع وشراء المواشي، ما تسبب بخسائر للأشخاص العاملين في أسواق بيع الأغنام المعروفة محليًا بـ”البازار”.
سمسار الأغنام قصي العزوز، من مدينة تل أبيض، قال لعنب بلدي، إن السوق يعاني تقلبات “كبيرة” هذا العام، مع ضعف الطلب على الشراء، ما أجبر المربين على بيع الأغنام بأسعار منخفضة وتسبب بخسائر للعاملين في السوق.
وأوضح أن ارتفاع أسعار الأعلاف زاد من صعوبة تلبية احتياجات المربين، وأن الوضع هذا العام يذكّره بعام 2021، الذي شهد جفافًا شديدًا أثر على الإنتاج الزراعي والمراعي.
وحذر من أن استمرار هذه الظروف يهدد استقرار السوق ويجعل الكثير من المربين مضطرين لتقليص قطيعهم أو بيع جزء منه لتغطية التكاليف.
وذكر أن دعم الأعلاف وتوفيرها بأسعار مناسبة، سيكون حلًا ضروريًا لإنقاذ المربين والحفاظ على استمرارية تجارة المواشي في المنطقة.
وتعرض قطاع الثروة الحيوانية والزراعة في المدينتين لخسائر نتيجة موجات الجفاف التي ضربت المنطقة خلال عامي 2021 و2022، إذ تشير تقديرات المجالس المحلية حينها إلى نفوق نحو 150 ألف رأس من الأغنام في تلك الفترة، فضلًا عن تصحر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وجفاف العديد من آبار الري، ما فاقم تدهور الواقع الزراعي والرعوي.
المتحدث باسم المجلس المحلي في رأس العين، زياد ملكي، قال لعنب بلدي، إن السبب الأبرز لارتفاع أسعار الأعلاف هو قلة الأمطار هذا العام وتراجع المساحات الرعوية، ما ضاعف الضغوط على مربي المواشي.
وبيّن أن غياب المراعي الطبيعية أجبر المربين على الاعتماد بشكل شبه كامل على الأعلاف، وهو ما رفع التكاليف بشكل يفوق قدرتهم على التحمل.
ولفت إلى أن استمرار هذه الأوضاع قد يدفع كثيرًا من المربين للتخلص من جزء من قطعانهم بأسعار قليلة، الأمر الذي ينعكس سلبًا على استقرار السوق المحلي.
وأكد أن المجلس المحلي يعمل على إيجاد حلول بالتنسيق مع الجهات الداعمة لتوفير الأعلاف بأسعار مناسبة، بهدف دعم المربين والحفاظ على الثروة الحيوانية في المنطقة.
ووفقًا لإحصائيات صادرة عن مديريتي الزراعة والثروة الحيوانية في رأس العين وتل أبيض، فإن نحو 3200 عائلة تعتمد بشكل أساسي على تربية المواشي كمصدر رئيس للدخل والمعيشة.
ويعاني قطاع الثروة الحيوانية في رأس العين وتل أبيض نقصًا مستمرًا في الأدوية البيطرية وارتفاع أسعارها، ووصول أدوية منتهية الصلاحية من معابر غير نظامية مع مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى