ثماني دول تشارك في معرض الأسمنت في دمشق

المؤتمر الصحفي لمؤتمر ومعرض الأسمنت والمجبول البيتوني - 4 تشرين الأول 2025 (عنب بلدي/ أحمد مسلماني)

camera iconالمؤتمر الصحفي لمؤتمر ومعرض الإسمنت والمجبول البيتوني 2025 - 4 تشرين الأول 2025 (عنب بلدي/ أحمد مسلماني)

tag icon ع ع ع

عقدت شركة “سيم تك” مؤتمرًا صحفيًا خاصًا بمؤتمر ومعرض صناعة الإسمنت والمجبول البيتوني 2025، والذي سينطلق في 20 من تشرين الأول ولغاية ثلاثة أيام بمشاركات محلية وخارجية، وتحت رعاية وزارة الاقتصاد والصناعة في سوريا.

وتناول المؤتمر الصحفي الذي حضرته عنب بلدي، اليوم السبت 4 من تشرين الأول، وشارك فيه ممثلون عن الشركات لصناعة الأسمنت والمجبول البيتوني والبناء، والشركات الاستثمارية المحلية والدولية، محاور تتعلق بالتكنولوجيا الحديثة في إنتاج الأسمنت، والتحول نحو الاستدامة البيئية، إضافة إلى تسليط الضوء على الشراكات الاستثمارية التي سيتم توقيعها خلال فعاليات المؤتمر والمعرض، أهمها توقيع اتفاقية بقيمة 200 مليون دولار أمريكي لإنشاء معمل أسمنت جديد في ريف دمشق.

دعم حكومي وتسهيلات لوجستية ومشاركة دولية

أعلن مدير عام شركة “سيم تك”، جبرائيل الأشهب، الجهة المنظمة للمؤتمر ومعرض صناعة الأسمنت والمجبول البيتوني في سوريا 2025، عن انطلاق المؤتمر الصحفي الخاص ببدء فعاليات المؤتمر والمعرض، بمشاركة ثماني دول غير محلية هي: سويسرا، ألمانيا، الإمارات العربية المتحدة، الأردن، مصر، سلطنة عمان، العراق، إلى جانب الشركات المحلية العاملة في القطاعات التجارية والصناعية والخدمية المرتبطة بالإسمنت.

ولفت الأشهب، في حديث إلى عنب بلدي، إلى أن الشركات الأوروبية والغربية، التي تحتكر صناعة تجهيزات معامل الأسمنت، صارت قادرة على الوجود في سوريا اليوم، بعد أن كان ذلك مستحيلًا بسبب العقوبات السابقة، موضحًا أن السوق السوري بات ينظر إليه كسوق واعد يحمل فرصًا واسعة في صناعة الأسمنت والمجبول البيتوني.

وأشار إلى أن الحكومة دعمت بقوة إنجاح المؤتمر والمعرض، خصوصًا في تسهيل استصدار التأشيرات، حيث أسهمة رعاية وزارة الاقتصاد والصناعة في إصدارها بزمن قياسي لمختلف الجنسيات، فضلًا عن التسهيلات اللوجستية الأخرى كحجز الفنادق.

بينما قدمت شركة “سيم تك”، بصفتها الجهة المنظمة، جميع التسهيلات الممكنة ضمن إمكاناتها في مجالات التجهيزات والديكورات والتحضيرات العامة، وعملت على تنظيم لقاءات ثنائية لتكون صلة وصل بين الشركات المحلية والأجنبية، بما يضمن إتمام عمليات البيع والشراء وإبرام الصفقات، وهي الهدف الرئيس والمخرج الأساسي لانعقاد المعرض.

وكشف الأشهب أن المؤتمر سيشهد توقيع عقود بين المشاركين، في دورته السادسة للمؤتمر والثانية للمعرض، مبينًا أن هذه الدورة تحمل طابعًا استثنائيًا، نظرًا للانفتاح الذي تشهده سوريا بعد سقوط النظام، الأمر الذي يفتح الباب أمام نقلة نوعية من حيث الكم والنوع في مستوى المشاركات.

المؤتمر منصة للتعريف بالاستثمار في قطاع الأسمنت

قال مدير المؤسسة العامة لصناعة وتسويق الأسمنت ومواد البناء (عمران)، محمود فضيلة، لعنب بلدي، أن المؤتمر يمثل الأساس لتعريف الشركات الطامحة بالاستثمار في سوريا بعد مرحلة التحرير، موضحًا أن هذه المرحلة تعني انفتاحًا اقتصاديًا وسوقًا مفتوحة بكفاءات وقدرات وميزات تنافسية.

وأشار فضيلة إلى أن المؤتمر ليس الأول من نوعه داخل سوريا، لكنه يأتي بعد سلسلة مشاركات في مؤتمرات خارجية، لافتًا إلى أن الاهتمام بالسوق السوري كان حاضرًا دائمًا، ووصف السوق المحلي بأنه واعد للمنتجات اللأسمنتية، وبيئة لنشر ثقافة استخدام الأسمنت واستهلاكه، الأمر الذي جعل الشركات المحلية والإقليمية والدولية تتطلع لأن تكون جزءًا من هذا السوق الذي يتوقع أن ينطلق قريبًا مع حماس متزايد بين الشركات للحصول على حصص أكبر.

ويشكل هذا الحدث وفقًا لفضيلة، منصة تفاعلية، تتعرف من خلالها الشركات على الطرائق الاستثمارية المتاحة، والمنتجات الأسمنتية المطروحة، وأحجام السوق، إضافة إلى رصد توجهات الاستهلاك المستقبلية، سواء نحو إنشاء محطات توليد محلية، أو باتجاه المدن الصناعية الاستهلاكية، ولا سيما تلك التي تشهد نموًا متسارعًا في هذه المرحلة، منوهًا أن مثل هذه البيانات تهم جميع الشركات المشاركة.

وبحسب فضيلة، من المتوقع أن يسفر المعرض عن شراكات حقيقية بين القطاعين العام والخاص، ولو في حدها الأدنى على مستوى التشبيك، مشيرًا إلى أن أحد أهم المخرجات سيكون إنشاء قاعدة بيانات متينة تساعد الشركات الخاصة على الانطلاق من أسس صحيحة.

وفيما يخص دور مؤسسة “عمران”، أوضح فضيلة أن المؤسسة، بصفتها معنية بالمعايير، تولي اهتمامًا بالصناعة، في حين تركز وزارة الاقتصاد والصناعة على ضبط تلك المعايير، خاصة أن هناك مواصفة قياسية سورية معتمدة، يجري الالتزام بها بشكل صارم، بحيث يخرج المنتج وفقها إلى الأسواق، لتكون الوزارة الجهة المسؤولة عن ضبط العملية.

الأسمنت ركيزة أساسية لنهضة الاقتصاد السوري

وخلال تسجيل مصور تم عرضه ضمن فعاليات المؤتمر، أوضح الشريك المحلي لشركة “Sinoma CDI” الصينية في سوريا، والراعية لفعالية المؤتمر والمعرض، جابر ملندي، أن الأسمنت هو أساس عملية الإعمار، وأن نجاح القطاع لا يقتصر على الجانب التقني فقط، بل يعد جزءًا من إعادة ميلاد الاقتصاد.

وأكد أن شركة “Sinoma CDI”، وهي شركة صينية مملوكة للحكومة ومتخصصة في مشاريع الأسمنت، تمتلك خبرة طويلة مع الدول الخارجة من الحروب والصراعات، إذ قدّمت حلولًا متكاملة في التصميم والتشييد والتجريب والتشغيل.

وبيّن أن دوره كشريك محلي يتمثل في ضمان دمج هذه الخبرات العالمية مع القدرات المحلية، بما يمنح المصانع السورية نصيبًا أكبر من القيمة المضافة، سواء من خلال التصميم المحلي أو تدريب الكوادر الوطنية ونقل المعرفة بشكل مباشر.

وتطرق خلال حديثه إلى التحديات التي تواجه المرحلة الحالية، وفي مقدمتها مشكلات الطاقة، وسلاسل التوريد، والصعوبات اللوجستية، مؤكدًا أن لدى الشركة خططًا قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد لمعالجتها، إلى جانب التزامها بالتعاون مع الحكومة السورية لتجاوز هذه العقبات خلال فترة وجيزة.

محاور ضمن جلسات المؤتمر

تتناول جلسات معرض صناعة الإسمنت والمجبول البيتوني، بحسب ما جرى طرحه خلال المؤتمر الصحفي، عددًا من المحاور وأوراق العمل التي تركز على التكنولوجيا الحديثة في صناعة الأسمنت، بهدف تطوير هذا القطاع الحيوي ورفع كفاءته الإنتاجية منها:

• استخدام التقنيات الرقمية وأنظمة التحكم الذكية (RTF) ضمن خطوط الإنتاج.
• تحسين الجودة (Quality Control & Assurance) من خلال أنظمة مراقبة دقيقة وحديثة.
• عرض تجارب الدول الرائدة التي سبقت سوريا في مجال التطوير التقني في صناعة الأسمنت.

مع انطلاق فعاليات مؤتمر ومعرض صناعة الأسمنت والمجبول البيتوني في دمشق، تبدو ملامح مرحلة جديدة من الانفتاح الاقتصادي، وسط مشاركة محلية ودولية واسعة، ودعم حكومي لتسهيل حضور المستثمرين.

ويتوقع أن يسهم هذا الحدث في رسم خريطة استثمارية جديدة لقطاع الأسمنت في سوريا، بما يحمله من شراكات ومشاريع وصفقات، تعكس التوجه نحو إعادة الإعمار وتعافي الاقتصاد الوطني.

اتفاقية سورية- عراقية لتطوير قطاع الأسمنت



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة