“السبع”.. صراع “فانتازي” داخل بيئة الغجر

الفنان باسم ياخور من مسلسل السبع ـ 17 آذار 2025 (ET بالعربي)

camera iconالفنان باسم ياخور من مسلسل السبع ـ 17 آذار 2025 (ET بالعربي)

tag icon ع ع ع

‏في إطار “فانتازي” افتراضي، بعيد عن أي زمان أو مكان محدد، كخيار درامي أعطى مساحة واسعة لتشكيل عالم خاص من العشائر والغجر والبيئات المختلفة، مع تداخل بين الواقع والأسطورة، عُرض مسلسل “السبع”.

العمل الذي تولى بطولته الفنان السوري باسم ياخور، حمل توقيع المخرج فادي سليم، وكتب نصه سيف رضا حامد عن فكرة لبشار مارديني، فيما أنتجته شركة “غولدن لاين” المعروفة بأعمالها الضخمة.

‏حبكة قائمة على الصراع

‏تدور القصة حول شخصية “السبع”، التي يؤديها باسم ياخور، رجل يعيش صراعات مع قوى عديدة تتحكم بالمال والنفوذ، بينما يطارده ماضٍ مأساوي يفرض نفسه على حياته ويعيد إشعال نيران الانتقام.

‏المسلسل يفتتح أحداثه بواقعة مأساوية تعود لسنوات مضت، ويترك شبحها يظلل مسار الشخصيات اللاحقة، وتتوزع خطوط الدراما بين العائلات المتصارعة على المصالح، وبين الحب والكراهية والخيانة والانتقام.

‏اللافت أن العمل لم يكتفِ بالتصادم التقليدي بين الخير والشر، بل اشتغل على مناطق رمادية، حيث يتحول الأصدقاء إلى أعداء، وتتبدل التحالفات وفق المصالح، وتتشابك العلاقات العاطفية وسط مناورات خادعة.

‏خطوط العمل

‏في الحلقات الأولى، تنطلق حبكة المسلسل من سر خطير تدور حوله الحكاية ومعظم ما يتشعّب منها، فـ”ثريا”، بالتواطؤ مع “عزيز”، يدعيان الأبوة للطفل “رزق” بعد سرقته، ويُكملان حياتهما بكذبة، والطفل هو شقيق “السبع” من دون علمه، لكن السر خرج عن اثنين، ليشكل تهديدًا على العائلة، وهنا تبدأ معالم الابتزاز والمناورة والتلويح.

‏وتستمر الحلقات في رفع وتيرة التوتر، فتقتنع شخصيات بالتحالف والخداع، وتظهر علاقات حب معقدة، ما يزيد من حجم الصراع، بالترافق مع كشف مفاجآت تتعلق بهوية بعض الشخصيات وعلاقتها ببعضها، وصلات دموية بين عائلات مختلفة في العمل.

‏أبطال العمل

‏قاد باسم ياخور المسلسل مقدمًا شخصية مركبة تجمع بين الصلابة والانكسار، أما أمل عرفة فقدمت شخصية “ثريا”، المرأة التي تمثل نقيض “السبع” وعدوته، لكنها تنخرط في تحولات درامية تكشف أبعادًا عاطفية وإنسانية.

‏إلى جانب ذلك، برزت أمل بوشوشة بدور “زمرد”، الغجرية التي حملت نكهة خاصة من حيث الشكل والأداء، فيما أضفى عبد المنعم عمايري حضورًا قويًا عبر شخصية “عزيز/أبو رزق”، التاجر الذي يتلون حسب المصالح، ويعكس جانبًا من جشع السلطة والنفوذ.

عناصر فنية وإنتاجية

‏من الناحية البصرية، تميز “السبع” بديكوراته الضخمة وأزيائه المصممة بعناية، ما أسهم في تكريس أجواء البيئة “الفانتازية”، كما كان للتصوير والإضاءة دورهما في إبراز التناقض بين لحظات الصراع والهدوء، إضافة إلى الموسيقا التصويرية التي جاءت مكثفة وحماسية، وساعدت في تعميق التوتر الدرامي.

‏”السبع” قدّم تجربة مختلفة في الدراما السورية، عبر ابتعاده عن القوالب التقليدية للبيئات الشامية أو الاجتماعية المعاصرة، ودخوله في عالم خيالي تتصارع فيه القوى والدوافع.

‏انتقادات

‏الانتقادات للمسلسل تركزت على نقاط ضعف، أبرزها النهاية السريعة التي تركت العديد من الأسئلة مفتوحة دون إجابات، مما أشار إلى أن العمل ربما لم يُخطَّط له أن يكون منتهيًا تمامًا في جزء واحد.

‏كما انتقد بعض النقاد التكرار والرتابة في عناصر مثل العنف، والتقلبات المفاجئة التي بدت غير مبررة دراميًا في بعض الأحيان، إلا أن العمل شهد إشادة بجرأة الطرح في انتهاج بيئة خيالية، وتقديم طابع بصري مغاير للدراما الشامية التقليدية.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة