
المعارضة الفنزويلية الفائزة بجائزة نوبل للسلام ماريا كورينا ماتشادو (AFP)
المعارضة الفنزويلية الفائزة بجائزة نوبل للسلام ماريا كورينا ماتشادو (AFP)
أعلنت لجنة نوبل النرويجية، اليوم الجمعة 10 من تشرين الأول، فوز زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، تقديرًا لما وصفته اللجنة بـ”نضالها الدؤوب من أجل تحقيق انتقال عادل وسلمي من الدكتاتورية إلى الديمقراطية في فنزويلا”.
وقالت اللجنة في بيانها إن ماتشادو “قدمت مثالًا استثنائيًا على الشجاعة في النشاط المدني في أمريكا اللاتينية خلال السنوات الأخيرة، وأسهمت في تعزيز الحقوق الديمقراطية لشعبها والدفاع عن الحريات السياسية رغم القمع والملاحقة”.
وأضافت اللجنة، “عندما يستولي المستبدون على السلطة، يجب تكريم المدافعين الشجعان عن الحرية الذين ينهضون ويقاومون”.
وبحسب بيان اللجنة فإن ماتشادو استوفت المعايير الثلاثة المنصوص عليها في وصية ألفريد نوبل لاختيار الفائز بجائزة السلام، فقد وحدت صفوف المعارضة في بلدها، ولم تتردد قط في مقاومة عسكرة المجتمع الفنزويلي، وظلت ثابتة في دعمها للانتقال السلمي إلى الديمقراطية.
وعلّقت ماتشادو على فوزها بالقول “أنا تحت وقع الصدمة”، مؤكدة أن الجائزة “تخص كل الفنزويليين الذين لم يفقدوا الأمل في مستقبل ديمقراطي لبلادهم”.
عقب الإعلان، هنأت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الفائزة ماتشادو، وقال المتحدث باسم المفوضية، ثمين الخيطان، “يعكس هذا التكريم التطلعات الواضحة لشعب فنزويلا لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وللحقوق المدنية والسياسية وسيادة القانون”.
ماريا كورينا ماتشادو، المولودة في 7 من تشرين الأول 1967، واحدة من أبرز الأصوات المعارضة في فنزويلا. اشتهرت بمواقفها الرافضة لحكم الرئيس نيكولاس مادورو، وقادت خلال السنوات الماضية حركات تطالب بإجراء انتخابات “حرة ونزيهة” وإنهاء ما تصفه بـ”الاستبداد السياسي”.
ظلت ماتشادو مختبئة لأكثر من 14 شهرًا بعد رفضها الانسحاب من المشهد السياسي عقب إعلان مادورو فوزه في الانتخابات الأخيرة، لتتحول إلى رمز للمقاومة المدنية.
وتعود بدايات نشاطها السياسي إلى مطلع الألفية، حين أسست منظمات تُعنى بمراقبة الانتخابات والدفاع عن الحريات العامة. ومع مرور السنوات، تحوّلت إلى أحد أبرز وجوه المعارضة المطالبة بالإصلاح الديمقراطي في البلاد.
وفي عام 2024، منحتها البرلمان الأوروبي جائزة “سخاروف لحرية الفكر”، تقديرًا “لمواقفها الثابتة في الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية”، وفق ما جاء في بيان لجنة الجائزة حينها.
ومن المقرر تسليم جائزة نوبل للسلام في العاصمة النرويجية أوسلو في 10 من كانون الأول المقبل، في ذكرى وفاة مؤسس الجوائز ألفريد نوبل، وتبلغ قيمتها 11 مليون كرونة سويدية (نحو 1.1 مليون دولار).
ويُذكر أن المعارضة الفنزويلية كانت قد قاطعت الانتخابات التشريعية الأخيرة التي فاز فيها حزب مادورو بأغلبية ساحقة، وسط اتهامات دولية بتزوير النتائج وانتهاك القواعد الديمقراطية.
جائزة نوبل للسلام واحدة من أرفع الجوائز العالمية التي تُمنح سنويًا تكريمًا للأفراد، أو المؤسسات التي أسهمت في تعزيز السلام وحل النزاعات أو دعم القيم الإنسانية.
أُطلقت الجائزة وفقًا لوصية الصناعي السويدي ألفريد نوبل، وتُمنح في العاشر من كانون الأول من كل عام، في ذكرى وفاته عام 1896، بينما يُعلن عن الفائز عادة في تشرين الأول بالعاصمة النرويجية أوسلو.
وتختار لجنة مكوّنة من خمسة أعضاء من البرلمان النرويجي الفائز بعد دراسة عشرات الترشيحات التي تتلقاها من مختلف أنحاء العالم، في عملية تتسم بالسرية والجدل في كثير من الأحيان، خاصة حين ترتبط الأسماء المرشحة بقضايا سياسية أو نزاعات مستمرة.
ولا تعلن اللجنة عن قوائم المرشحين إلا بعد مضي 50 عامًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى