
مباراة الكرامة وأهلي حلب في بلاي أوف الدوري السوري الممتاز - 12 تموز 2025 (SFA/فيسبوك)
مباراة الكرامة وأهلي حلب في بلاي أوف الدوري السوري الممتاز - 12 تموز 2025 (SFA/فيسبوك)
عنب بلدي – جلال ألفا
في حين أصبحت التكنولوجيا عنصرًا أساسيًا في تطوير الأداء الرياضي عالميًا، لا تزال الرياضة السورية تخطو ببطء نحو تبني الأدوات التقنية الحديثة.
وبين ضعف الإمكانات وغياب التخطيط الاستراتيجي، تبرز الحاجة الملحّة إلى دمج التكنولوجيا في التدريب والتحليل والإدارة الرياضية.
الحضور الضعيف لهذه الأدوات في الرياضة السورية سببه عدم وجود نظام متكامل وخطة واضحة للاستفادة من البيانات، وهو ما أكده المدرب والمحلل الرياضي صافي عيوش.
وقال عيوش، لعنب بلدي، إن المشكلة ليست في وجود التكنولوجيا من عدمها، بل في إدارتها وتوظيفها.
الظروف الصعبة والحرب التي مرت على البلاد، تعتبر من أهم أسباب عدم مواكبة الرياضة السورية للتكنولوجيا، وفق ما أكده المدرب في أكاديمية “كوارك” الإسبانية أحمد حسون، لعنب بلدي.
وأشار حسون إلى أن ضعف البنية التحتية في سوريا حال دون إدخال التكنولوجيا بالمجال الرياضي.
ومن أسباب محدودية استخدام التكنولوجيا الرياضية في سوريا، قلة المعدّين البدنيين المعترف بهم لدى الاتحاد و”فيفا”، بحسب حسون.
وقال حسون، إن التحدي الحقيقي لا يتمثل في تأمين الأجهزة الرقمية بحد ذاتها، بل في غياب الكادر المؤهل لإدارتها.
وأضاف أن المشكلة في سوريا تكمن بعدم وجود كوادر متخصصة قادرة على تطوير نفسها أو إدارة هذه التكنولوجيا بشكل صحيح، وأن نقص البيانات المتاحة يمنع من إجراء تحليل شامل لأداء اللاعبين.
رغم الفوائد الكبيرة لتكنولوجيا الرياضة، فإن سوريا تواجه عدة عوائق تحد من فعاليتها وتطبيقها، وأهمها العوائق المادية، وفق ما يراه مدرب أكاديمية “كوارك” الإسبانية أحمد حسون.
وأشار إلى أن نقص البنى التحتية المجهزة لا يساعد على توفير جميع الإمكانيات لمتابعة العمل بدقة.
كما أن غياب كوادر تمتك التجارب والمعلومات التي تساعد على التدريب بشكل منظم للاعبين والمدربين، وفق النظم المتطورة، يعتبر من العوائق الأساسية.
في حين يرى المدرب والمحلل صافي عيوش، أن كرة القدم تحتاج إلى خبرة وفهم تدريبي، وإدارة واعية، قبل توفر الأجهزة.
وبالنسبة لعيوش، التكنولوجيا مهمة، لكن الأهم هو الإنسان الذي يقف وراءها، لأن الأجهزة ستبقى “مجرد ديكور” في حال عدم وجود كوادر مؤهلة ومتخصصة.
يرى عيوش، خلال حديثه إلى عنب بلدي، أن سوريا بحاجة إلى استثمار في تأهيل الكوادر التدريبية والتحليلية، ومن بعدها تطبيق التكنولوجيا.
ما زالت البنية الرقمية في الرياضة السورية غائبة إلى حد كبير، فلا وجود لأنظمة تعقب متقدمة، مثل أجهزة “GPS”، أو الكاميرات التحليلية، أو أجهزة الاستشعار، التي تُستخدم في مراقبة الأداء البدني والفني للرياضيين، وفق ما قاله المدرب أحمد حسون، لعنب بلدي.
وأوضح حسون أن عملية التحليل في الدوري السوري لا تزال تقليدية، إذ تُبنى غالبًا على مراجعة مقاطع الفيديو المسجلة للمباريات، باستثناء المنتخب السوري الأول، الذي يحظى بإمكانيات تحليل أكثر تقدمًا.
وأضاف حسون أن الاتحاد الرياضي العام السابق واتحاد الكرة سخّرا كل ما هو متوفر من موارد رياضية لتطوير المنتخب، في المباريات الودية ومباريات تصفيات كأس العالم.
ونوه إلى أن إنشاء قاعدة البيانات الرقمية يجب أن يبدأ من الفئات العمرية، من أجل تطوير جميع الموارد.
أهم التقنيات الحديثة
تقنية الحكم الفيديو المساعد (VAR): تستخدم لمساعدة الحكام في اتخاذ قرارات دقيقة خلال المباريات، مثل ركلات الجزاء أو البطاقات الحمراء أو حالات التسلل.
تقنية دعم الفيديو (FVS): نسخة مبسطة من نظام مراجعة الفيديو، وصُممت لتكون أسهل تطبيقًا في البطولات التي تعاني من محدودية الموارد البشرية والمالية، ولا تستطيع اعتماد نظام “VAR” متكامل.
تقنية خط المرمى (Goal Line): أجهزة وحساسات تتأكد مما إذا كانت الكرة قد تجاوزت خط المرمى بالكامل أم لا.
أجهزة تعقب (GPS): تُستخدم لتحديد مواقع اللاعبين في الملعب، وحساب المسافات المقطوعة والسرعات ومعدل الجهد البدني.
أجهزة الاستشعار: عبارة عن أساور أو شرائط قياس، توضع بأيدي اللاعبين لتسجيل معدل ضربات القلب ومستوى اللياقة البدنية والإجهاد العضلي.
الكرة الذكية (Smart Balls): كرات مجهزة بأجهزة استشعار لمراقبة سرعة التسديد والدقة في التمرير أو التسديد.
الواقع الافتراضي (VR): تساعد اللاعبين على تحسين مهاراتهم في بيئة تدريبية متقدمة.
تعد التكنولوجيا الرياضية إحدى أبرز ركائز التطوير في العالم الحديث، إذ تسهم في رفع كفاءة الأداء البدني والفني للرياضيين، وتحسن أساليب التدريب والمتابعة الطبية، وفق رؤية المدرب أحمد حسون.
وأوضح حسون أن التقنيات الحديثة تقدم تخطيطًا علميًا كاملًا للاعب، وتساعده على الوقاية من الإصابات، من خلال معرفة قدرته البدنية ومستوى الجهد الذي يبذله في التمارين والمباريات.
ويرى المدرب صافي عيوش، أن البنية الرقمية تساعد في تحليل الأداء، من خلال معرفة المسافات المقطوعة والسرعات ومعدل الجهد ونقاط القوة والضعف الفردية والجماعية.
كما تسهم في تقديم تقارير دقيقة، تساعد المدرب على تحسين قدرات كل لاعب بشكل شخصي، وتقلل خطر الإصابات، عبر مراقبة الحمل التدريبي والبدني.
وتابع عيوش أنه من خلال البنية الرقمية، نستطيع بناء رؤية واضحة للفرق على المدى القصير والبعيد.
واعتبر أن الاستخدام المحدود للتكنولوجيا هو سبب الشرخ الكبير بين الدوري السوري والدوريات المحترفة.
شهدت سوريا عدة محاولات سابقة لتطوير التكنولوجيا في قطاع الرياضة، لكنها لم تحقق النجاح المرجو، نتيجة سيطرة النظام السوري السابق على قطاع الرياضة، بالإضافة إلى أن اتحاد كرة القدم السابق ركّز على الولاءات الإدارية والسياسية أكثر من الكفاءة الفنية.
رئيس اتحاد الكرة في عهد النظام السابق، صلاح رمضان، وعد بإدخال تقنية حكم الفيديو المساعد “الفار” (VAR) إلى الدوري السوري.
ومن ثم وعد بإدخال “الميني فار” (Mini VAR)، وذكر رمضان أن الاتحاد جلب أفضل سماعات في العالم للتواصل بين الحكام واتخاذ القرارات، دون الحاجة إلى الإشارات فيما بينهم.
وأكد رمضان أن الاتحاد بذل قصارى جهده لتطبيق نظام “الميني فار” (Mini VAR)، الذي يعتمد على وجود أربع كاميرات، وأرسل كوادر إلى خارج سوريا من أجل التدرب على التقنية، لكن كل تلك الوعود لم تُنفذ.
اعتماد تطبيق “الفار” (VAR) في سوريا يصطدم بكثير من العقبات، ولا سيما تأمين المعدات اللازمة لتطبيق تلك التقنية.
في 13 من آب 2023، وقع اتحاد الكرة في سوريا مذكرة تفاهم مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، لتزويد نظيره السوري بتقنية “الفار” (VAR).
وقال نائب رئيس الاتحاد السوري لكرة القدم في عهد النظام السابق، عبد الرحمن الخطيب، إن رئيس لجنة الحكام بالاتحاد السعودي، اجتمع مع المعنيين باتحاد كرة القدم السوري، وأرسل كتابًا إلى الاتحاد الدولي للعبة “فيفا” لإقامة دورة لتدريب الحكام السوريين، كما وعد بإرسال تقنيين فنيين للتدرب على تشغيل أجهزة “الفار”.
وقال رئيس مكتب الألعاب الجماعية السابق في وزارة الرياضة والشباب، فراس تيت، لعنب بلدي في وقت سابق، إن البنى التحتية في سوريا شبه منهارة، وتطبيق تقنية “الفار” يتطلب إعداد كوادر فنية وتقنية متخصصة، عبر دورات مقدمة من الاتحادات الدولية والآسيوية.
وأضاف أنه بعد إجراء الدراسات اللازمة، يمكن البدء بتجهيز أو ترميم البنى التحتية، وتدريب الكوادر، تمهيدًا لإطلاق تقنية “الفار” بشكل فعال.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى