
سيارة تابعة للصليب الأحمر الدولي تنقل الأسرى كانوا محتجزين في قطاع غزة - 13 تشرين الأول 2025 (رويترز)
سيارة تابعة للصليب الأحمر الدولي تنقل الأسرى كانوا محتجزين في قطاع غزة - 13 تشرين الأول 2025 (رويترز)
بدأت صباح اليوم، الإثنين 13 من تشرين الأول، عملية تبادل الأسرى وهي المرحلة الأولى التي جرى الاتفاق عليها بموجب الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب بين حركة “حماس” وإسرائيل في غزة.
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن حركة “حماس” أطلقت سراح الأسرى الإسرائيلين الأحياء البالغ عددهم 20 أسيرًا، على دفعتين، ومن المتوقع أن يتم تسليم جثث القتلى الإسرائيلين بعد ظهر اليوم.
ويشرف مسؤول استخباراتي مصري من غزة على عملية التبادل بين إسرائيل وحركة “حماس”، وفق هيئة البث.
وأوضحت “القناة 12 العبرية” أن عدد جميع الأسرى الإسرائيليين يبلغ 48 أسيرًا، 20 منهم أحياء و28 قتلى.
وقالت المتحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء، شوش بيدروسيان، الأحد 12 من تشرين الأول، إن إسرائيل ستبدأ في الإفراج عن نحو 2000 معتقل أمني فلسطيني، بينهم 250 حكم عليهم بالسجن المؤبد، عندما يتم التأكد من استلام جميع الأسرى المتوقع استلامهم.
وأعلنت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس” في بيان، التزامها بالاتفاق الذي تم التوصل إليه والجداول الزمنية المرتبطة به ما التزمت إسرائيل.
وما تم التوصل إليه من اتفاق هو “ثمرة لصمود الشعب الفلسطيني وثبات مقاوميه”، بحسب بيان “القسام”، التي قالت إنها “كانت حريصة دائمًا على وقف حرب الإبادة وسعت لذلك منذ الشهور الأولى، لكن إسرائيل أفشلت كل الجهود من أجل حساباتها الضيقة، وفق البيان.
وتابعت “القسام” أن إسرائيل” فشلت في استعادة أسراها بالضغط العسكري، رغم تفوقها الاستخباراتي وفائض القوة التي تملكها، وهي تخضع وتستعيد أسراها من خلال صفقة تبادل، كما وعدت المقاومة منذ البداية”.
وكان بإمكان إسرائيل استعادة معظم أسراها أحياء منذ أشهر عديدة، لكنها ظلت تماطل وتكابل، وفضلت أن يقوم جيشها بقتل العشرات منهم نتيجة سياسة الضغط العسكري الفاشلة، بحسب البيان.
من جانبه وصل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى إسرائيل، اليوم، في زيارة رسمية ألقى خلالها كلمة أمام الكنيست، قبل أن يتوجه إلى مدينة شرم الشيخ المصرية للمشاركة في القمة الدولية المقررة لبحث سبل إنهاء حرب غزة، وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار بشكل رسمي.
وفي القاهرة، أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قرر منح ترامب قلادة النيل، أرفع وسام مصري، تقديرًا لـ”إسهاماته البارزة في دعم جهود السلام ونزع فتيل النزاعات، وآخرها دوره في وقف الحرب في غزة”.
وفي إسرائيل، أعلن مكتب الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، أنه سيمنح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “وسام الرئيس”، وهو أعلى وسام مدني في إسرائيل، تقديرًا لجهوده في استعادة المختطفين ودعمه الثابت لإسرائيل.
وأوضح البيان أن الوسام سيمنح خلال الأشهر المقبلة، عرفانًا بدور ترامب في التوصل إلى اتفاق تاريخي للإفراج عن المختطفين وإنهاء الحرب، ولدعمه المستمر لأمن إسرائيل وسلام المنطقة.
وقال هرتسوغ إن إرث الرئيس ترامب سيخلد في ذاكرة إسرائيل والشعب اليهودي، تقديرًا لشجاعته وقيادته والتزامه بالسلام.
كما تعتبر هذه الزيارة الأولى لدونالد ترامب منذ توليه منصبه فى 2025، حيث كانت آخر زيارة له لإسرائيل خلال فترة رئاسته الأولى عام 2017.
ويترقب العالم القمة التي ستجمع قادة عدة دول في شرم الشيخ لتثبيت اتفاق السلام المنتظر في غزة.
قالت إسرائيل وحركة “حماس” إنهما اتفقتا على وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره وصفقة بشأن تبادل الرهائن والمعتقلين، وهي المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة التي أودت بحياة أكثر من 67000 شخص وقلبت الأوضاع في الشرق الأوسط.
وبعد يوم واحد فقط من الذكرى السنوية الثانية للهجوم الذي قادته “حماس” عبر السياج الحدودي وأعقبه اندلاع الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة، أسفرت المحادثات غير المباشرة الجارية في مصر عن اتفاق الطرفين على المرحلة الأولى من خطة ترامب المكونة من 20 بندًا لإنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني.
ومن شأن الاتفاق، إذا ما تم تنفيذه بالكامل، أن يقرب الطرفين أكثر من أي وقت مضى من إنهاء الحرب التي تحولت إلى صراع إقليمي اجتذب دولاً مثل إيران واليمن ولبنان، وزاد من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية، وأعاد رسم ملامح الشرق الأوسط.
قتل أكثر من 67 ألف فلسطيني في غزة، ثلثهم دون سن الثامنة عشرة، من 7 من تشرين الأول 2023، ولم تميز الإحصائيات بين المدنيين والعسكريين، وفقًا لوزارة الصحة في قطاع غزة.
أما في إسرائيل، فقد قتل ما لا يقل عن 1665 إسرائيليًا وأجنبيًا بين 7 من تشرين الأول 2023 و29 من أيلول 2025، من بينهم 1200 في هجوم السابع من أوكتوبر، وذلك بحسب بيانات رسمية نقلتها وكالة “رويترز”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 466 من جنوده وإصابة 2951 آخرين منذ بدء العملية البرية في غزة في تشرين الأول 2023.
وتعرضت البنية التحتية في غزة لدمار واسع شل النشاط الاقتصادي في مختلف القطاعات، وأدى إلى توقف شبه كامل للحياة الاقتصادية.
وتكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر كبيرة، طالت قطاعات رئيسية كالزراعة والبناء والسياحة.
وتشير تقديرات وكالة “بلومبرغ”، إلى أن حجم الاقتصاد الإسرائيلي البالغ 580 مليار دولار، أصغر بنسبة 7% عما كان سيصبح عليه لولا اندلاع الحرب.
وتؤكد تقارير دولية تفشي المجاعة في مدينة غزة، إذ يعاني نحو 514 ألف شخص من الجوع الحاد، وفق نظام التصنيف المتكامل للأمن الغذائي.
ويظهر تحليل لمركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة تدمير أو تضرر نحو 193 ألف مبنى، في مشهد يعكس حجم الدمار غير المسبوق.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن أكثر من 90% من أبنية المدارس والجامعات في القطاع دُمرت، مشيرة إلى أن “إسرائيل استخدمت الغارات الجوية والقصف والحرق والهدم المنهجي لإلحاق الضرر أو التدمير بهذه المنشآت”.
وكشف البيت الأبيض عن الخطة قبيل المؤتمر الصحفي بين ترامب ونتنياهو، نهاية أيلول الماضي، وتنص على تشكيل مجلس حكم مؤقت يرأسه ترامب يشرف على المرحلة الانتقالية ويضم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، وستتولى شؤون القطاع الفلسطيني لجنة فلسطينية “غير سياسية ومن التكنوقراط” مع استبعاد “حماس” منها.
ولا تتطلب الخطة مغادرة السكان من قطاع غزة، وتدعو إلى إنهاء الحرب فورًا في حال قبول الطرفين بها وعلى انسحاب على مراحل للجيش الاسرائيلي من غزة. كما تنص على إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين خلال 72 ساعة من قبول إسرائيل بالخطة.
وبحسب بنود أخرى وردت في الخطة، ستعمل الولايات المتحدة مع “شركاء عرب ودوليين لتشكيل قوة دولية لإرساء الاستقرار على أن تنتشر فورا في غزة”. وستتولى هذه القوة تدريب ودعم “قوات الشرطة الفلسطينية المتوافق عليها” بالتشاور مع الأردن ومصر.
بدوره، شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أنه لن يكون للسلطة الفلسطينية أي دور في قطاع غزة من دون تغيير جذري.
وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب “سيكون لغزة إدارة مدنية وسلمية لن تقودها لا حماس ولا السلطة الفلسطينية”. وأضاف مخاطبًا ترامب، “بالنسبة إلى السلطة الفلسطينية، أقدر موقفكم الصلب لجهة أنه لن يكون لها أي دور في غزة من دون أن تشهد تحولًا فعليًا وجذريًا وحقيقيًا”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى