
تراكم القمامة في محيط شوارع بلدة الشجرة بريف درعا -13 تشرين الأول 2025 (عنب بلدي/ محجوب الحشيش)
تراكم القمامة في محيط شوارع بلدة الشجرة بريف درعا -13 تشرين الأول 2025 (عنب بلدي/ محجوب الحشيش)
درعا – محجوب الحشيش
تنتشر القمامة في أطراف الشوارع الرئيسة وبمحيط السوق في بلدة الشجرة، بريف درعا الغربي، مشكّلة مكبات عشوائية تسبب رائحة كريهة يشتكي منها القاطنون قربها، إضافة إلى مظهرها غير الحضاري.
ورغم ترحيل مجلس البلدية القمامة بشكل يومي، فإن عدم وجود حاويات وعدم التزام السكان في رمي القمامة يحول دون الحفاظ على النظافة بالبلدة.
وتعد ناحية الشجرة من أهم وأكبر بلدات حوض اليرموك، إذ يبلغ عدد سكانها بحسب بيانات المجلس البلدي 16,000 نسمة، وهي في أقصى الريف الشرقي من وادي اليرموك، ويعمل سكانها بالزراعة وتربية المواشي والنحل.
اتخذ سكان الشجرة من مقر البلدية سابقًا والمدمر حاليًا مكبًا عشوائيًا للنفايات، ما سبب تلوثًا بيئيًا، بحسب ما قاله الصيدلاني من البلدة يوسف الريني، إذ تقع صيدليته مقابل المكب العشوائي مباشرة.
وأضاف يوسف لعنب بلدي، أن مجلس البلدة يرحّل القمامة يوميًا، إلا أنه بعد ساعات يعود المكان ويمتلئ مجددًا.
وأشار إلى أن بعض الأهالي يرمون في المكب مخلفات ذبح الفروج والعجول والأبقار، ما يزيد من نسبة التلوث والرائحة الكريهة، وانتشار الكلاب الضالة.
وعاين الصيدلاني حالات من الحساسية الجلدية، خاصة لدى الأطفال، قال إن سببها التلوث والحشرات.
محمود الحسن، من سكان الحي المحيط بالسوق، اعتبر أن المسؤولية الأولى والأخيرة تقع على عاتق البلدية، وأن القمامة منتشرة في معظم الأحياء وغير مقتصرة على هذا المكب، فأغلب الشوارع تكثر فيها النفايات.
السكان لا يلتزمون في موعد مرور آلية البلدية لوضع القمامة فيها، بحسب محمود، الذي دعا مجلس البلدية إلى تغريم المحال التي ترمي الفضلات، خاصة محال اللحوم.
وذكر أن موضوع النفايات يحتاج إلى بذل جهود إضافية من المجلس، وجهود مجتمعية عبر ثقافة استخدام الحاويات.
يحتاج مجلس البلدية إلى ما يقارب 300 حاوية لتوزيعها في الأحياء، وعلى أطراف الأسواق والشوارع، وفق ما قاله مدير المكتب الفني في مجلس بلدية الشجرة، عبد الرزاق العبد الله، لعنب بلدي.
وأضاف أن عدم وجود الحاويات يدفع السكان لرمي القمامة عشوائيًا، وبالتالي تتراكم سريعًا وتسبب صعوبة في ترحيلها من قبل عمال المجلس.
العبد الله كشف عن امتلاك المجلس جرارًا وحيدًا، وهو بحاجة إلى جرار إضافي، إذ كان لديه سابقًا جراران سُرق أحدهما في أثناء سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على البلدة.
ملاك المجلس البلدي يتضمن عاملين فقط بعقود مياومة، في حين قدّر العبد الله حاجة المجلس إلى ثمانية عمال على الأقل.
وبعد دمار مقر مجلس البلدية السابق، انتقل إلى مركز الشؤون المدنية، الذي كان مستشفى ميدانيًا في أثناء سيطرة المعارضة والتنظيم على البلدة.
وقال العبد الله، إن دائرة السجلات المدنية في مدينة درعا طالبت بإخلاء المقر خلال شهر، وفي حال إخلائه يصبح المجلس دون مقر إداري.
ما زالت بلدة الشجرة دون محطة معالجة لمياه الصرف الصحي التي يتم تصريفها حاليًا إلى وادي اليرموك، إذ تتسبب بتلوث بيئي، وبعض الفلاحين يستخدمونها في سقاية المزروعات.
نوفا الصالح (70 عامًا)، من سكان الحي الغربي في بلدة الشجرة، قالت لعنب بلدي، إن رائحة كريهة تسببها مجارير الصرف الصحي وانتشار البعوض والحشرات.
وطالبت بإيصال مياه الصرف الصحي بقساطل إلى الوادي، وإنشاء محطة معالجة لهذه المياه.
مدير المكتب الفني في مجلس بلدية الشجرة، عبد الرزاق العبد الله، قال لعنب بلدي، إن الحكومة السورية وافقت على إنشاء محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي عام 2010، واستملكت حينها عشرة دونمات من الأرض غربي بلدة الشجرة كانت مخصصة لإنشاء المحطة، إلا أن اندلاع الثورة عام 2011 حال دون تنفيذ هذا المشروع.
وفي عام 2020، راجع المجلس البلدي مديرية الصرف الصحي من أجل إتمام تنفيذ محطة المعالجة ولم يتم الرد على هذا المطلب.
وأضاف أن البلدة مخدّمة بنسبة 90% بقساطل الصرف الصحي، لكن دون وجود محطة معالجة تسهم في الاستفادة من المياه الناتجة عنها والسماد العضوي أيضًا.
وأشار إلى أن بعض المزارعين يستخدمون مياه الصرف الصحي في سقاية المزروعات، ما يهدد بإصابة السكان بالأمراض الوبائية.
وفي أيلول من عام 2023، أصيب ما يقارب 650 شخصًا من سكان بلدة الشجرة بمرض التهاب الكبد الوبائي، وكان سببه، بحسب العبد الله، تلوثًا في خط مياه الشرب، وتناول خضار تروى بمياه الصرف الصحي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى