الشيباني يحدد أهداف الحكومة في الخارج والداخل

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني يقول إن الدبلوماسية السورية شهدت تحولًا تاريخيًا بتمثيل سوريا وإن السويداء "جرح سوري" - 18 تشرين الأول 2025 (الإخبارية السورية/ يوتيوب)

camera iconوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني يقول إن الدبلوماسية السورية شهدت تحولًا تاريخيًا بتمثيل سوريا وإن السويداء "جرح سوري" - 18 تشرين الأول 2025 (الإخبارية السورية/ يوتيوب)

tag icon ع ع ع

قال وزير الخارجية والمغتربين السوري، أسعد الشيباني، إن التحول الذي شهدته الدبلوماسية السورية في المرحلة الحالية يمثل تحولًا تاريخيًا في تمثيل سوريا بما يليق بها.

وقال الشيباني في حوار مع قناة “الإخبارية” السورية، مساء اليوم السبت 18 تشرين الأول، إن الحكومة الحالية تعمل على معالجة آثار سياسة النظام السابق، والتي كانت قائمة على الدبلوماسية الابتزازية، موضحًا أن التوجه الحالي يسير نحو دبلوماسية منفتحة على الحوار والتعاون.

وأكد، “نحن كحكومة سورية لم نأتِ من القصور بل من رحم الثورة والمعاناة السورية”.

الدبلوماسية السورية اليوم تستخدم كأداة لمعالجة العقوبات الاقتصادية التي ما زالت تؤثر على التنمية، بحسب الشيباني، كما أنها تمثل ركنًا أساسيًا من عملية إعادة الإعمار، وتشكل خط الدفاع الأول عن مصالح السوريين، خاصة من خلال بناء علاقات جيدة مع الدول التي تستضيف السوريين لتحسين ظروف تعاملها معهم.

وأشار إلى أن وزارة الخارجية تسعى إلى حماية سوريا من عمليات الاستقطاب والاستهداف التي قد تطال التحول الذي حصل في سوريا، مشيرًا إلى أن سوريا الجديدة تُذكر اليوم في المحافل الدولية كمثال يدفع للفخر، على عكس ما كانت عليه سابقًا.

ولفت الشيباني إلى أن السياسة الخارجية الجديدة تقوم على الابتعاد عن الاستقطاب، إذ لم توضع سوريا في أي محور أو حالة عداء مع أي دولة.

واعتبر أن سوريا انتقلت من حالة الحرب إلى حالة التطلع إلى المستقبل بأقدام ثابتة، مشددًا على أن الجهد المبذول خلال الحرب يجب أن يُضاعف خلال مرحلة السلام.

وتحدث عن جهود إعادة سوريا إلى عدد من المنظمات العربية والدولية، كاشفًا أن الحكومة تفاجأت من حجم الديون التي خلّفها النظام السابق في تلك المؤسسات.

أما عن مشاركة سوريا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فاعتبرها ضرورية لإيصال رؤية الحكومة السورية الجديدة إلى العالم، مؤكدًا أن خطاب الرئيس أحمد الشرع في الأمم المتحدة حمل سياقًا عاطفيًا يختصر الحكاية السورية.

وأضاف، “أردنا أن نُظهر للعالم أن هناك بلدًا طموحًا خرج من رحم المعاناة ويتطلع إلى المستقبل بأمل”، مؤكدًا أن المشاركة الأممية كانت بمثابة بصمة تاريخية عبّرت عن الشعب السوري بشكل حقيقي لأول مرة.

“قسد” جزء من مستقبل سوريا

قال الشيباني إن عدم وجود “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، ضمن مؤسسات الدولة يعمّق الشرخ بينها وبين الدولة، معتبرًا أن هناك فرصة تاريخية أمام منطقة شمال وشرق سوريا لتكون جزءًا فاعلًا في هذه المرحلة.

وأضاف أن عدم التوصل إلى اتفاق مع “قسد” يُعرقل مصالح المدنيين ويؤخّر عودة المهجرين إلى مناطقهم، مشيرًا إلى أن الرئيس السوري، أحمد الشرع، حريص على أن تكون “قوات سوريا الديمقراطية” جزءًا أساسيًا من مستقبل سوريا.

وأوضح أن الحكومة نجحت في إقناع الدول المهتمة بملف “قسد” بأن الحل الوحيد هو اتفاق 10 من آذار، وأكد أن أي تأخير في تنفيذه سينعكس سلبًا على مصالح المدنيين.

وأكد الشيباني أن الحكومة ترفض أي شكل من أشكال التقسيم والفيدرالية، مشددًا على أن هذا الرفض لا يحتاج إلى نقاش أو تفاوض.

وكان عضو القيادة العامة لـ “قسد”، وعضو اللجنة العسكرية للتفاوض مع حكومة دمشق، سيبان حمو، قد قال إنه يجب على الحكومة السورية أن تدرك أن عدم احترام إرادة المكونات السورية سيمنعها من أن تكون ممثلة لجميع السوريين.

وأكد خلال حديثه مع المكتب الإعلامي لـ”قسد“، اليوم، أن إقصاء الحكومة المكونات السورية، وخاصة في شمال شرقي سوريا، عن مؤتمرات الحوار وصياغة الدستور وسنّ القوانين وتشكيل الحكومة، يمثل مشكلة حقيقية بالنسبة لـ “قسد”.

بدوره، الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، قال إن حقوق المكون الكردي “ستكون مصونة في الدستور السوري”.

السويداء ..”جرح سوري”

وصف الشيباني ملف السويداء بأنه “جرح سوري”، وقال إن ما حصل في المحافظة “لم تختره الحكومة السورية”، مضيفًا أن الشركاء وافقوا على خارطة الطريق التي قدّمتها الحكومة السورية، وتم تشكيل لجنة تقصي الحقائق، مؤكدًا أنه تم تحقيق تقدم في الملف واستعادة الحس الوطني.

ودعا الوزير النخب ومشايخ العقل وكل من يحرص على مصلحة الوطن إلى المساهمة في تجاوز هذه المشكلة.

وأكد أن الحكومة تتعامل مع هذا الملف كقضية داخلية، وأن تدويله خدم أجندات خارجية محددة.

وقد بدأت أحداث السويداء، في 12 من تموز الماضي، بعد عمليات خطف متبادلة بين سكان حي المقوس في السويداء، ذي الأغلبية البدوية وعدد من أبناء الطائفة الدرزية، تطورت في اليوم التالي إلى اشتباكات متبادلة.

تدخلت الحكومة السورية، في 14 من تموز، لفض النزاع، إلا أن تدخلها ترافق مع انتهاكات بحق مدنيين من الطائفة الدرزية، ما دفع فصائل محلية للرد، بما فيها التي كانت تتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية.

في 16 من تموز، خرجت القوات الحكومية من السويداء، بعد تعرضها لضربات إسرائيلية، ما أعقبه انتهاكات وأعمال انتقامية بحق سكان البدو في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى إرسال أرتال عسكرية على شكل “فزعات عشائرية” نصرة لهم.

وبعد ذلك، توصلت الحكومة السورية وإسرائيل إلى اتفاق بوساطة أمريكية، يقضي بوقف العمليات العسكرية.

روسيا شاركت الأسد

قال الشيباني إن روسيا كانت شريكة للنظام السابق وشاركت في مأساة السوريين، مشيرًا إلى أنه قبل معركة ردع العدوان، كان هناك تخطيط سياسي لكيفية التعامل مع التغيير المتوقع.

وأضاف أن التحدي في تلك المعركة كان تحييد روسيا عن دعم النظام السابق في حال حدوث مواجهة.

وكان الرئيس السوري أحمد الشرع زار روسيا، في 15 تشرين الأول الحالي، في أول زيارة يجريها إلى موسكو منذ تسلمه الحكم.

وضم الوفد السوري وزير الخارجية الشيباني، ورئيس الاستخبارات حسين السلامة، ووزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة.

بحث الرئيس السوري، أحمد الشرع، خلال زيارته إلى روسيا عددًا من الملفات على رأسها القواعد الروسية وملفات اقتصادية بين البلدين.

الولايات المتحدة وأوروبا والصين

أكد الشيباني أن الحكومة لم تضع سوريا في معسكر أو محور معين، ولم تعادِ أي طرف، بل تحدثت مع الجميع، وأعلنت أنها تسعى إلى دبلوماسية متوازنة قدر الإمكان.

وأضاف أن سوريا أصبحت في هذه اللحظة تخطط للدبلوماسية أكثر مما تستجيب لها، بهدف إعادة وضع سوريا على الخارطة الدولية.

وشدد على أن كل التحركات الدبلوماسية مخطط لها وهادئة، ولا تتضمن أي تنازل عن حقوق السوريين، مشيرًا إلى أن العلاقة مع روسيا والصين وأوروبا تُبنى من خلال مكانة سوريا، ويجب تسخيرها لمصلحة الشعب السوري.

وفي سياق العلاقة مع الصين، قال إن الحكومة أعادت تصحيح العلاقة معها، خاصة أنها كانت تدعم النظام السابق سياسيًا وتستخدم الفيتو لصالحه، مضيفًا أن زيارة رسمية إلى بكين ستجري بداية الشهر المقبل.

لبنان..تصحيح العلاقة

أشار الشيباني إلى أن النظام السابق أوصل إلى لبنان صورة سيئة عن سوريا لا تعبر عن حضارتها، وأن الحكومة الحالية تسعى لتصحيح العلاقة، مشددًا على أن هناك إرثًا لا تتحمّل مسؤوليته الحكومة الحالية.

وأكد أن ملف اللاجئين السوريين في لبنان كان يشكل ضغطًا على الدولة اللبنانية وعلى سوريا، مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل على ضمان عودة كريمة للاجئين السوريين.

كما كشف أن ملف المعتقلين السوريين في لبنان كان على رأس الأولويات خلال الزيارة الرسمية إلى بيروت، موضحًا أن الحكومة تجاوزت مرحلة اتخاذ القرار، وبدأت بمتابعة الإجراءات العملية.

الشيباني في واشنطن

التقى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، خلال زيارته إلى واشنطن في  18 من أيلول الماضي، عددًا من أعضاء الكونجرس الأمريكي ومسؤولين بوزارة الخزانة الأمريكية.

والتقى الشيباني خلال زيارته بالسيناتور الأمريكي ليندسي غراهام، حيث جرى بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين سوريا والولايات المتحدة، ورفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، وفق ما ذكرته الخارجية السورية.

كما التقى وزير الخارجية السوري بعضو مجلس النواب الأمريكي، جو ويلسون، المعروف بدعمه لسوريا والثورة السورية، وقالت الخارجية، إنه تم خلال اللقاء استعراض مجالات التعاون بما يخدم مصالح الشعب السوري.

كما التقى الشيباني عضو مجلس الشيوخ الأمريكي كريس فان هولن، حيث جرى خلال اللقاء مناقشة سبل تعزيز التعاون بين سوريا والولايات المتحدة الأمريكية.

ماذا تضمنت زيارة الشيباني إلى واشنطن



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة