فيدان يحذر من “اشتباكات خطيرة”: لا تقدم في تطبيق اتفاق 10 آذار

مقابلة وزير الخارجية التركي حقان فيدان مع قناة "أولكة" التركية - 18 تشرين الأول 2025 (أولكا)

camera iconمقابلة وزير الخارجية التركي حقان فيدان مع قناة "أولكة" التركية - 18 تشرين الأول 2025 (أولكا)

tag icon ع ع ع

قال وزير الخارجية التركي، حقان فيدان، إنه لا يوجد حتى الآن مؤشرات على تقدم المباحثات الخاصة بتنفيذ اتفاق 10 آذار، الذي يقضي باندماج “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في مؤسسات الدولة السورية.

وأكد فيدان خلال مقابلة أجراها مع قناة “أولكه” التركية، في 18 من تشرين الأول، أن انسحاب “وحدات حماية الشعب الكردية” التي تقود “قسد” من المناطق ذات الأغلبية العربية يعد “أولوية قصوى”، محذرًا من احتمال اندلاع اشتباكات خطيرة إذا لم يتم تنفيذ ذلك.

وقال إن الاجتماعات الأخيرة بين “قسد” والحكومة السورية، بما في ذلك لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع مع قائد “قسد” مظلوم عبدي والمبعوث الأمريكي توم برّاك، لم تسفر عن اتفاق فعلي بشأن الاندماج.

وأضاف فيدان أن تركيا لم تتلقَ أي خريطة طريق واضحة للتخلص من مسلحي “حزب العمال الكردستاني” وعناصر “وحدات حماية الشعب” القادمين من تركيا أو العراق أو إيران، كما لم تُقدم لها أي معلومات بشأن القضاء على الأنفاق أو أنظمة الصواريخ أو أي تهديدات أخرى تستهدف الأراضي التركية.

وتابع الوزير التركي أن الانسحاب الفوري لـ”وحدات حماية الشعب” (الكردية) من المناطق ذات الأغلبية العربية “يجب أن يكون الخطوة الأولى”، محذرًا من أن عدم تنفيذ ذلك قد يؤدي إلى مواجهات خطيرة.

كما وصف فيدان سلوك “قسد” بـ”الموقف المتطرف” و”الاحتلالي الاستعماري” الذي يجب زواله بأسرع وقت ممكن.

وعن الخطوة التركية في حال فشل اتفاق 10 آذار بين دمشق و”قسد”، أكد فيدان أن أنقرة تتابع عن كثب جهود الحكومة السورية في بسط سلطتها، وأن المشروع الأساسي هو توحيد جميع الجماعات المسلحة تحت هيكل عسكري واحد، مشددًا على أن القضية السورية تعد مسألة أمن قومي رئيسية لتركيا.

وأضاف فيدان، “رسالتنا هنا واضحة جدًا، لا ينبغي أن تُشكل سوريا تهديدًا لأحد، بما في ذلك إسرائيل، ولكن لا ينبغي لأحد أن يُشكل تهديدًا لسوريا أيضًا”.

“مرونة” في الموقف التركي

القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، أنه إذا تم تطبيق اتفاق 10 آذار، فـ”لن يكون لتركيا أي عذر للتدخل داخل سوريا”، مبينًا أنه لاحظ بعض المرونة في الموقف التركي بشأن انضمام “قوات سوريا الديمقراطية” إلى الجيش السوري.

وأضاف عبدي أن “قسد” اتفقت مع الحكومة السورية من حيث المبدأ على آلية الاندماج، كمجموعة متماسكة في الجيش السوري.

وقال عبدي إن “قسد” تضم عشرات الآلاف من الجنود، بالإضافة إلى آلاف من قوى الأمن الداخلي، وبالتالي لا يمكن لهذه القوات الانضمام إلى الجيش السوري بشكل فردي، كغيرها من الفصائل الصغيرة، بل ستنضم كتشكيلات عسكرية كبيرة تشكل وفقًا لقواعد وزارة الدفاع.

وأضاف في حوار مع وكالة “أسوشيتد برس“، في 16 تشرين الأول، أن الجانبين شكلا لجنة ستعمل مع وزير الدفاع ومسؤولين عسكريين آخرين لتحديد “الآليات المناسبة”.

وتوقع أن يحصل أعضاء وقيادات “قوات سوريا الديمقراطية” الذين سينضمون إلى الجيش الوطني على مناصب جيدة في وزارة الدفاع وقيادة الجيش.

عبدي التقى بالرئيس السوري، أحمد الشرع، ومسؤولين آخرين بمن فيهم وزيرا الخارجية والدفاع، إذ توصلوا إلى “اتفاق مبدئي” بشأن آلية دمج “قسد” في الجيش.

وأضاف عبدي أن تطبيق اتفاق آذار يعني دمج جميع المؤسسات المدنية والاقتصادية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن السلطة التي مقرها دمشق.

لقاء بين الشرع وعبدي

عقد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، وقائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، اجتماعًا في دمشق، في 7 من تشرين الأول الحالي.

ونقلت وكالة “فرانس برس”، عن مصدرين، أن اللقاء حضره المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس براك، وقائد القيادة الأمريكية الوسطى براد كوبر.

وضم وفد “الإدارة الذاتية”، وفق وكالة “هاوار” المقربة من الإدارة الذاتية، مظلوم عبدي والقياديتين في “قسد”، إلهام أحمد وروهلات عفرين.

وقال وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، في تغريدة على حسابه بمنصة، “إكس”، إنه التقى بمظلوم عبدي، في دمشق، واتفقا على “وقف شامل لإطلاق النار بكافة المحاور ونقاط الانتشار.

ماذا ناقش الطرفان؟

أعلنت “الإدارة الذاتية” عن نتائج أولية للاجتماعات التي عقدها وفد “قسد” مع ممثلين عن الحكومة في دمشق، والتي تناولت ملفات دستورية وأمنية وإنسانية تهدف إلى تعزيز الاستقرار وبناء السلام في سوريا.

وجاء عبر حساب “اتصالات شمال وشرق سوريا” على “إكس”، في 7 من تشرين الأول، أن الطرفين ناقشا تعديل الدستور، معتبرًا أن “هذه النقطة بالغة الأهمية، إذ يجب أن يمثل دستور أي دولة جميع سكانها ويحمي كل فرد”.

كما تمت مناقشة مبدأ دمج “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وقوات الأمن الداخلي ضمن إطار وطني موحّد، وهو ما وصفه الوفد بأنه خطوة نحو تشكيل “جيش منظم وفعّال يخدم حماية جميع السوريين”.

كما دعا الوفد إلى وقف إطلاق نار شامل وفوري في شمال شرقي سوريا وحلب، مؤكدًا ضرورة أن “يعيش جميع السوريين في بلد آمن”.

وأوضح حساب “اتصالات شمال وشرق سوريا” أن المباحثات تطرقت كذلك إلى قضية عودة النازحين وسبل مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن هذه الملفات تُعد “قضايا رئيسة لضمان الاستقرار والسلام الدائم في سوريا”.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة