فرق طبية لمتابعة حالات التهاب الكبد الوبائي في رأس العين - 19 تشرين الأول 2025 (مديرية صحة اللاذقية)
اللاذقية.. إصابات بـ”التهاب الكبد” تعلّق دوام مدارس رأس العين
أعلنت مديرية التربية في اللاذقية اليوم، الاثنين 20 من تشرين الأول، عن تعليق الدوام المدرسي مؤقتًا في مدرستي قرية رأس العين في المحافظة لمدة أسبوع واحد كإجراء احترازي للحد من انتشار التهاب الكبد الوبائي.
وذكرت المديرية في بيان صحفي حصلت عنب بلدي على نسخة منه، أنه في إطار المتابعة لواقع المدارس في محافظة اللاذقية، وبناء على المعلومات الواردة من إدارات المدارس في قرية رأس العين- ناحية القطيلبية بمنطقة جبلة، حول تسجيل عدد من حالات الإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي بين التلاميذ وعدد من الأهالي، تقرر تعليق الدوام مؤقتًا في مدرستي رأس العين للتعليم الأساسي ورأس العين الثانوية، لمدة أسبوع واحد اعتبارًا من الأحد 19 من تشرين الأول.
وبيّن مدير التربية في محافظة اللاذقية، وليد كبولة، أن الإجراء المتخذ احترازي بحت، وجاء بناء على توجيهات المحافظ بهدف الحد من انتشار العدوى وحماية صحة التلاميذ والكوادر التعليمية، إلى حين صدور نتائج التحاليل والتقارير الميدانية للفرق الطبية التي باشرت عملها في البلدة اليوم.
ورفعت المديرية إلى المحافظ كتابًا في 19 من تشرين الأول، طالبت فيه الإيعاز إلى مديرية الصحة العامة بإرسال فرق التقصي الوبائي بشكل عاجل، وإلى المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي لأخذ عينات ميدانية من مصادر المياه وتحليلها بهدف تحديد مصدر التلوث ومعالجته فورًا، وفق كبولة.
من جانبها، رئيسة إشراف منطقة جبلة الصحية، فاطمة نجّار، قالت لعنب بلدي، إنه بعد ورود بلاغ عن عدد من الإصابات في التهاب الكبد (A) في قرية رأس العين– حارة العميرية، في 6 من تشرين الأول، توجه فريق المنطقة الصحية إلى الموقع، حيث تم تسجيل 24 حالة، منها تسع حالات في طور الشفاء.
وأُخذت عينات مياه من عدة آبار في الحي وأُرسلت إلى المخبر الجرثومي في وحدة المياه باللاذقية، إذ تبين وجود تلوث نتيجة احتمالية تسرب الصرف الصحي إلى الآبار الارتوازية المنتشرة في المنطقة، وفق نجار.
وتابعت أن الفرق الصحية وزعت نحو 4000 حبة كلور على الأهالي، و نفذت جلسات تثقيف صحي حول المرض وطرق العدوى والوقاية.
وتم التواصل مع بلدية رأس العين التي باشرت بإصلاح أحد خطوط الصرف الصحي المكسورة في الحي المذكور، بحسب ما أشارت إليه نجار.
وبيّنت أنه تمت زيارة مدرسة رأس العين حيث سجلت ثلاث حالات إصابة بين الطلاب، وتم التنسيق مع دائرة الصحة المدرسية لمتابعة الوضع الصحي داخل المدرسة ومراقبة المخالطين.
وتستمر فرق مديرية الصحة بمتابعة الوضع ميدانيًا حتى التأكد من خلو القرية من الإصابات الجديدة، وفق نجار، مشيرة إلى أن “وحدة المياه لم ترفع حتى الآن وتيرة ضخ المياه عبر الشبكة الرئيسة رغم التنسيق المستمر بهذا الخصوص”.
ودعت المديرية الأهالي إلى الالتزام بإجراءات الوقاية وعدم الانجرار وراء المعلومات غير الدقيقة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتستمر جميع الإجراءات الوقائية حتى السيطرة الكاملة على الوضع الصحي في القرية.
أمراض موسمية ترتبط بالحيوانات
كانت شهدت بعض قرى اللاذقية ومناطقها في الأسابيع الأخيرة ظهور حالات مرضية متفرقة ترافقت بأعراض متشابهة، أبرزها الحمى والتعب المستمر وآلام المفاصل والغثيان.
أرجعت رئيسة شعبة الأمراض السارية والمزمنة في مديرية صحة اللاذقية، الدكتورة خيرية دباغ، في تصريح سابق لعنب بلدي، سبب الانتشار الحالي للأمراض التي تتشابه في الأعراض، إلى عوامل موسمية ترتبط بتربية الحيوانات، إذ تكثر في هذه الفترة ولادات الأغنام والماعز، ما يزيد احتمالية انتقال جرثومة “البروسيلا” (الحمى المالطية).
كما يزيد ارتفاع درجات الحرارة من خطر تلوث المياه وانتشار الأمراض جراء ذلك، ولفتت دباغ إلى أن نشاط الحشرات الناقلة مثل “ذبابة الرمل”، يزداد خلال مواسم معينة، ويكون سببًا لأمراض عدة.
وذكرت دباغ، في حديثها لعنب بلدي، أن “الحمى المالطية” تتميز بحمى متموجة وصداع وآلام مفصلية شديدة، إضافة إلى تضخم الكبد والطحال، بينما يرتبط “التهاب الكبد (أ)” بظهور اصفرار في الجلد والعينين وتحول لون البول إلى داكن، رغم اشتراك المرضين في التعب والحمى وفقدان الشهية.
ولفتت إلى أن المرحلة المبكرة لكليهما تشبه أعراض الإنفلونزا، ما يزيد الالتباس في حال الاعتماد فقط على المظاهر السريرية.
وبينت الدكتورة خيرية دباغ أنه لا يمكن حسم طبيعة المرض بدقة مطلقة من دون فحوصات مخبرية، إلا أن أكثر الاحتمالات شيوعًا في الريف السوري والمتوافقة في الأعراض تشمل:
- الحمى المالطية (البروسيلا)، وهي الاحتمال الأرجح نظرًا إلى انتشار تربية المواشي.
- التهاب الكبد الفيروسي (أ)، الذي يرتبط بتلوث الماء أو الطعام.
- داء الليشمانيات، وهو مرض طفيلي تنقله ذبابة الرمل.
- الإنفلونزا وبعض الفيروسات الموسمية التي تبدأ بأعراض مشابهة.
وإلى جانب ذلك، تنتشر حالات الإسهال الحاد الناتج عن تلوث المياه، إضافة إلى الأمراض الطفيلية المعوية، في أوقات متفرقة من العام.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :