بغداد تدخل على خط الوساطة بين دمشق و”قسد”

رئيس الجمهورية السورية أحمد الشرع يستقبل رئيس جهاز المخابرات العراقي حميد الشطري - 25 نيسان 2025 (رئاسة الجمهورية السورية)

camera iconالرئيس السوري أحمد الشرع يستقبل رئيس جهاز المخابرات العراقي حميد الشطري - 25 نيسان 2025 (رئاسة الجمهورية السورية)

tag icon ع ع ع

ذكرت مصادر في مستشارية الأمن القومي العراقي أن الحكومة العراقية بدأت وساطة بين حكومة دمشق وقيادة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين حول ملفات عالقة أبرزها النفط والاندماج العسكري.

وبحسب المعلومات التي نقلتها المصادر لإذاعة “مونت كارلو” الفرنسية، الأحد 19 من تشرين الأول، تقود مستشارية الأمن القومي وجهاز المخابرات العراقيان جهود الوساطة، إذ جرت محادثات أولية بين ممثلين عن بغداد وقيادة “قسد” في مدينة السليمانية منتصف الأسبوع الماضي، تلتها اجتماعات ضمّت مسؤولين من وزارة الدفاع والمخابرات السورية إلى جانب قادة من “قسد”.

وتتركز الوساطة، وفق المصادر، على مسارين رئيسين: الأول يتعلق بدمج مقاتلي “قسد” ضمن الجيش السوري، مستفيدين من تجربة العراق السابقة في دمج القوات الكردية.

والثاني بالتوصل إلى اتفاق حول إدارة وتوزيع عائدات النفط في مناطق شمال شرقي سوريا، الخاضعة لسيطرة “قسد”.

تحرك بغداد في هذا الاتجاه يأتي بعد أن نجح رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، مؤخرًا في التوصل إلى اتفاق مع حكومة إقليم كردستان يقضي بسيطرة الحكومة المركزية على إيرادات النفط، وهو ما يسعى السوداني إلى توظيفه كنموذج يمكن تطبيقه في الحالة السورية.

في 25 من أيلول الماضي، أعلن رئيس الوزراء العراقي التوصل إلى اتفاق “تاريخي” مع إقليم كردستان، تتسلّم بموجبه وزارة النفط الاتحادية النفط الخام المنتج من الحقول الواقعة في كردستان، وتصدّره عبر الأنبوب العراقي- التركي.

كما يرتبط التحرك العراقي، وفق المصادر، بمحاولة استعادة الدور الإقليمي لبغداد بعد تراجعه خلال العامين الماضيين، خاصة عقب تأجيل “مؤتمر بغداد الثالث”، إضافة إلى سعي الحكومة لترجمة الاتفاق العراقي–التركي الأخير الذي دعا إلى “تسوية المشكلات الإقليمية” عمليًا عبر هذه الوساطة.

وكان من المقرّر أن تستضيف الحكومة العراقية مؤتمرًا إقليميًا ثالثًا في 2023، لبحث الاستقرار الإقليمي، بمشاركة رؤساء ومسؤولين كبار من دول المنطقة والعالم. لكن التطورات السياسية والحرب الدائرة في غزة أدت إلى تأجيل المؤتمر.

وترى مستشارية الأمن القومي العراقي، بحسب الإذاعة، أن مصلحة العراق في نجاح أي تسوية بين دمشق و”قسد” تتجاوز البعد السياسي، إذ يُنظر إلى استقرار سوريا بوصفه عاملًا حاسمًا في حماية الأمن العراقي ومنع انزلاق المنطقة إلى مواجهة جديدة بين دمشق والأكراد، قد تنعكس على الداخل العراقي.

كما تعتبر الحكومة العراقية أن الوصول إلى اتفاق شامل بين الجانبين قد يسهم في فتح الباب أمام إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في كل من سوريا والعراق، وهو هدف استراتيجي تسعى بغداد لتحقيقه منذ أشهر.

رسائل متبادلة بين الشرع والسوداني

التقى الرئيس السوري، أحمد الشرع، رئيس جهاز المخابرات العراقي، حميد الشطري، في دمشق، في 28 من آب الماضي، بحسب ما أعلنت الرئاسة السورية عبر حسابها في “إكس”.

وبحث اللقاء حينها المستجدات الأخيرة في المنطقة، وفي مقدمتها الوضع الأمني، وتأكيد وحدة وسيادة الأراضي السورية، وأن استقرار سوريا يشكل عاملًا أساسيًا في أمن المنطقة، وفق الرئاسة السورية.

كما تناولت المباحثات الجوانب الاقتصادية، ولا سيما تفعيل حركة التبادل التجاري وفتح المنافذ البرية بين البلدين.

وكالة الأنباء العراقية (واع) نقلت عن مصدر رفيع لم تسمه، أن رئيس المخابرات العراقية، نقل رسالة من رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى الرئيس السوري، أحمد الشرع، “تتناول سبل تطوير العلاقات الثنائية وتجاوز التحديات المشتركة”.

وأضاف المصدر لـ“واع”، أن اللقاء تناول مواضيع “أمن الحدود” و”مكافحة اﻹرهاب” بالإضافة إلى “أوضاع الجالية العراقية في سوريا”.

ووفق الوكالة، جرى الاتفاق “على زيادة التعاون اﻷمني لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة