البنك الدولي: إعادة إعمار سوريا تكلف 216 مليار دولار

الدفاع المدني السوري يزيل الأنقاض في الغوطة الشرقية بريف دمشق - 16 نيسان 2025 (الدفاع المدني/ تلجرام)

camera iconالدفاع المدني السوري يزيل الأنقاض في الغوطة الشرقية بريف دمشق - 16 نيسان 2025 (الدفاع المدني/ تلجرام)

tag icon ع ع ع

قدّر البنك الدولي كلفة إعادة إعمار سوريا بنسبة وسطية، بنحو 216 مليار دولار، وفق تقرير صدر له اليوم الثلاثاء، 21 من تشرين الأول.

وعرض التقرير تقييمًا للأضرار المادية وإعادة الإعمار في سوريا على مستوى البلاد للأصول المادية من بنى تحتية ومبانٍ، يغطي الفترة من 2011 حتى 2024.

ووفق التقرير، تسبب النزاع في تضرر ما يقرب من ثلث رأس المال الثابت الإجمالي لسوريا قبل الحرب، حيث قُدّرت الأضرار المادية المباشرة التي لحقت بالبنية التحتية والمباني السكنية وغير السكنية بنحو 108 مليارات دولار.

وكانت البنية التحتية من بين الفئات الأكثر تضررًا، حيث شكلت 48٪ من إجمالي الأضرار (52 مليار دولار)، تلتها المباني السكنية (33 مليار دولار)، ثم المباني غير السكنية (23 مليار دولار).

وتشكل محافظات حلب وريف دمشق وحمص، المناطق الأكثر تضررًا من حيث إجمالي الأضرار.

وتُقدّر تكاليف إعادة إعمار الأصول المادية المتضررة بما يتراوح بين 140 مليار دولار و345 مليار دولار، مع تقدير متحفظ يُقدَّر بـ 216 مليار دولار.

ويشمل هذا الرقم 75 مليار دولار للمباني السكنية، 59 مليار دولار للمباني غير السكنية، و82 مليار دولار للبنية التحتية، بحسب البنك الدولي، متوقعًا أن تكون محافظتا حلب وريف دمشق الأكثر احتياجًا لاستثمارات إعادة الإعمار.

وأشار البنك الدولي، إلى أن تكاليف إعادة الإعمار المادية تعادل ما يقارب 10 أضعاف الناتج المحلي الإجمالي المتوقع لسوريا في عام 2024، مما يُبرز حجم التحدي والحاجة الكبيرة إلى الدعم الدولي.

ولفت إلى أن الحرب في سوريا أثرت على الاقتصاد السوري، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنحو 53٪ بين عامي 2010 و2022.

أما من الناحية الاسمية، فقد تراجع الناتج المحلي الإجمالي من 67.5 مليار دولار في عام 2011 إلى نحو 21.4 مليار دولار في عام 2024، بحسب تقييم الاقتصاد الكلي والمالي لسوريا الذي نُشر في وقت سابق من هذا العام.

عرضة للتغيير

ولفت البنك الدولي، إلا أن هذه الأرقام عرضة لـ”قدر كبير من عدم اليقين”، بسبب استمرار النزاع والقيود المنهجية المصاحبة له.

كما لا يقدم التقرير تفاصيل قطاعية أو تفصيلًا بحسب أنواع الأصول، بل يهدف إلى تقديم تقدير عام لحجم الأضرار وتكاليف إعادة الإعمار، وتغذية النقاشات حول خطط التعافي.

من جانبه، علق وزير المالية السوري، محمد يسر برنية، وفق ما أورده البيان، أن هذا التقرير يوفر “أساسًا حاسمًا” لفهم حجم الدمار الهائل وتكاليف إعادة الإعمار المقبلة.

واعتبر الوزير أنه من الضروري أن يتحرك المجتمع الدولي لدعم سوريا في إعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية، وإنعاش المجتمعات، ووضع الأسس لمستقبل أكثر مرونة لشعبها.

مدير دائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي، جان كريستوف كارّيه، قال إن التحديات المقبلة هائلة، لكن البنك الدولي على استعداد للعمل إلى جانب الشعب السوري والمجتمع الدولي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار.

وأضاف أن الالتزام الجماعي، والعمل المنسق، وبرنامج الدعم الشامل والمنظم، عناصر ضرورية لمساعدة سوريا في مسارها نحو التعافي والتنمية طويلة الأجل.

مساعٍ سورية للحصول على منحة بمليار دولار

اختلاف في الأرقام

تعرضت سوريا خلال 14 عامًا من الحرب، لدمار هائل في المباني السكنية والمنشآت العامة والخاصة، جراء العمليات العسكرية بين المعارضة والنظام السوري السابق.

واختلفت التقديرات لكلفة إعادة الإعمار، حيث أشارت بعض الأرقام إلى 180 مليار دولار، بينما وصلت أرقام أخرى إلى 900 مليار دولار.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الكلفة تتراوح مابين 250 إلى 400 مليار دولار.

من جانبه، قدّر الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، كلفة إعادة الإعمار بين 600 و900 مليار دولار، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعم سوريا، خلال مقابلة له بثتها شبكة “CBS” الأمريكية، في 13 من تشرين الأول الحالي.

إعمار سوريا.. حلم مؤجل



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة