
من فعاليات مؤتمر ومعرض صناعة الأسمنت والمجبول البيتوني 2025 - 20 تشرين الأول 2025 (عنب بلدي/ أحمد مسلماني)
من فعاليات مؤتمر ومعرض صناعة الأسمنت والمجبول البيتوني 2025 - 20 تشرين الأول 2025 (عنب بلدي/ أحمد مسلماني)
شهد مؤتمر ومعرض صناعة الأسمنت والمجبول البيتوني، الذي يقام في مدينة المعارض بدمشق، توقيع أول مذكرة تفاهم في مجال صناعة الأسمنت بعد سقوط النظام، وذلك بين مجموعة “المرسومي” السورية، وشركة “سينوما أوفرسيز” الصينية، لإنشاء مصنع أسمنت في منطقة أبو الشامات بريف دمشق، بطاقة إنتاجية تبلغ 1,170,000 ألف طن سنويًا.
وكانت انطلقت فعاليات مؤتمر ومعرض “صناعة الأسمنت والمجبول البيتوني في سوريا 2025″ والذي حضرته عنب بلدي، الاثنين 20 من تشرين الأول، بمشاركة محلية ودولية، وتنظيم مجموعة “سيم تيك” لتكنولوجيا الأسمنت.
المدير العام لمجموعة “سيم تيك” المنظمة للمؤتمر، جبرائيل الأشهب، قال لعنب بلدي، إن مذكرة التفاهم الموقعة تمثل بادرة مشجعة لبقية الشركات للدخول في شراكات واستثمارات جديدة، سواء خلال أيام المؤتمر أو بعد اختتامه، مؤكدًا أن مثل هذه التفاهمات تشكل مخرجات مباشرة لفعالية سنوية باتت منصة أساسية لصناعة الأسمنت في سوريا.
ولفت الأشهب إلى أن الجهات المعنية بالتوقيع تحتفظ بحق الإعلان عن التفاصيل لاحقًا، موضحًا أن الشركة المنظمة لم تتلق بعد معلومات رسمية حول الجدول الزمني للتنفيذ.
في حين بيّن المدير العام لشركة “الإنماء والبناء”، وأحد رعاة المؤتمر، بشير العبد الله، أن هذه الاتفاقية تمثل خطوة مهمة لتلبية احتياجات السوق المحلية، مؤكدًا أن سوريا تحتاج إلى كميات كبيرة من مادة الأسمنت في المرحلة المقبلة، معتبرًا أن إنشاء مصانع جديدة لإنتاج الأسمنت بات ضرورة استراتيجية.
وأشار إلى أن هناك اتفاقيات جديدة متوقعة في هذا القطاع، تواكب مرحلة النهوض وإعادة الإعمار التي تمر بها البلاد، إذ تعد مادة الأَسمنت من الركائز الأساسية في عملية البناء.
أكد العبد الله أن سوريا دخلت مرحلة جديدة من البناء، معتبرًا أن إعادة الإعمار معركة بحد ذاتها، وأن مادة الأَسمنت ستكون في قلب هذه المعركة لما تمثله من عنصر أساسي في إعادة بناء الدولة.
وخلال مؤتمر صحفي عقدته الجهة المنظمة، وحضرته عنب بلدي، في 4 من تشرين الأول الحالي، تم تسليط الضوء على الشراكات الاستثمارية التي سيتم توقيعها خلال فعاليات المؤتمر والمعرض، والتي كان أهمها توقيع اتفاقية بقيمة 200 مليون دولار أمريكي لإنشاء معمل أسمنت جديد في ريف دمشق.
تعد مجموعة “المرسومي” من المجموعات الاقتصادية السورية النشطة في مجالات التجارة والبناء والعقارات، وتوسعت أعمالها خلال السنوات الأخيرة خصوصًا في المنطقة الشرقية، وسط مساعٍ للدخول في مشاريع استثمارية وشراكات مع شركات أجنبية في قطاع البناء والصناعة.
أما شركة “سينوما أوفرسيز” فتتبع لمجموعة “CNBM” الصينية، إحدى أكبر المجموعات العالمية المتخصصة بإنشاء مصانع الأسمنت والطاقة والزجاج، وتعمل “سينوما” في عشرات الدول ضمن مشروعات هندسية متكاملة وفق نظام “EPC” (التصميم والتوريد والتنفيذ)، في إطار توسع الصين العالمي عبر مبادرة “الحزام والطريق”.
المدير العام للشركة العامة لصناعة وتسويق الأسمنت ومواد البناء “عمران”، محمود فضيلة، تحدث لعنب بلدي عن أهمية المؤتمر في تسليط الضوء على الدور الحيوي لقطاع الأَسمنت في مرحلة إعادة الإعمار، والتعريف بدور هذا القطاع بالنسبة للاقتصاد الوطني.
كما يشكل منصة مهمة لتعريف الشركات بالدورات التدريبية التي نفذتها المؤسسة، بهدف تطوير الكوادر الفنية والإدارية العاملة في هذا القطاع، وأضاف أن مشاركة مختلف الجهات العامة والخاصة تسهم في تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتدعم صناعة الأَسمنت الوطنية.
ولفت فضيلة إلى حرص الشركة على نشر “ثقافة الأَسمنت”، والتعريف بأنواع وأصناف الأَسمنت مختلفة الاستخدامات، ما يستدعي التوعية بها من قبل المتخصصين والمهتمين، مؤكدًا أن هذا الموضوع يحظى باهتمام كبير ضمن خطة عمل الشركة.
وكشف المدير العام لمجموعة “سيم تيك”، جبرائيل الأشهب، لعنب بلدي أن اليوم الأول من المؤتمر شهد حضورًا واسعًا لأكثر من 60 شركة من ثماني دول، بينها ألمانيا وسويسرا والصين والهند والعراق والإمارات ومصر والأردن، إلى جانب مشاركات محلية من الشركات والخبراء.
كما يتضمن البرنامج أوراق عمل وعروضًا تقديمية لأبرز الشركات الراعية، إلى جانب لقاءات ثنائية بين المستثمرين على هامش الفعاليات، وافتتاح أجنحة الشركات المشاركة في المعرض.
وختم أشهب حديثه بالتأكيد على أن صناعة الأسمنت من أعرق الصناعات السورية إلى جانب الصناعة النسيجية، لكنها عانت طويلًا من الفساد وسوء الإدارة، مشيرًا إلى أن سوريا تمتلك اليوم فرصة لإعادة النهوض بهذا القطاع الحيوي، في ظل توفر الإمكانات والشركات الداعمة.
ولفت إلى أن المعرض يضم أجنحة لأهم الشركات الأوروبية والآسيوية التي تعرض أحدث التقنيات في مجال الزيوت المعدنية، الغازات الصناعية، والخدمات الهندسية الخاصة بصيانة وتشغيل معامل الأسمنت.
وجاءت مشاركة المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية بهدف تعريف الزوار بدور المؤسسة ومهامها ضمن هذا القطاع الحيوي، لا سيما في مرحلة إعادة الإعمار، بحسب ما ذكره المدير العام للمؤسسة، سراج الحريري، لعنب بلدي.
وبيّن الحريري أن دور المؤسسة يتمثل في دراسة المواقع الجيولوجية التي تزوّد مصانع الأسمنت بالمواد الأولية اللازمة للإنتاج، وهو ما يعد جزءًا أساسيًا من دعم عمل الشركات العاملة في هذا المجال، ولا سيما القطاع الخاص.
وأشار إلى أن المشاركة جاءت بدعوة من القائمين والمنظمين للمعرض، واصفًا التجربة بأنها كانت “مثمرة وفعالة” من خلال التواصل مع مستثمرين محليين ودوليين، إلى جانب شركات عالمية ذات خبرة واسعة في مجال صناعة الأسمنت.
وختم الحريري حديثه بالتأكيد على أن وجود هذه الشركات العالمية يمثل فرصة مهمة، معربًا عن أمله في أن يكون لها دور فاعل في تطوير قطاع الأسمنت في سوريا خلال المرحلة المقبلة.
وواكبت شركة “الإنماء والبناء” المؤتمر والمعرض منذ دوراته الأولى، وتحرص على رعايته بشكل مستمر، وفقًا للمدير العام للشركة، بشير العبد الله، الذي أشار في حديثه لعنب بلدي، إلى أن الدورة الحالية شكّلت محطة “نوعية” بمشاركة واسعة من المستثمرين، وموردي خطوط الإنتاج، وخبراء الأسمنت، والشركات المنفذة، ما يعكس أهمية المؤتمر كمنصة وطنية لصناعة الأسمنت.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى