متهم بـ”إعدامات صيدنايا”.. القبض على اللواء أكرم سلوم العبد الله

اللواء أكرم سلوم العبد الله بعض القبض عليه من قبل وزارة الداخلية السورية - 22 تشرين الأول 2025 (وزارة الداخلية السورية/ فيسبوك)

camera iconاللواء أكرم سلوم العبد الله بعض القبض عليه من قبل وزارة الداخلية السورية - 22 تشرين الأول 2025 (وزارة الداخلية السورية/ فيسبوك)

tag icon ع ع ع

أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم الأربعاء 22 من تشرين الأول، عن إلقاء القبض على اللواء أكرم سلوم العبد الله، الذي شغل سابقًا منصب قائد الشرطة العسكرية في وزارة الدفاع بين عامي 2014 و2015، خلال فترة حكم النظام السابق.

وقالت وزارة الداخلية في بيان نشرته عبر صفحتها في “فيسبوك“، إن العملية نُفذت من قبل فرع مكافحة الإرهاب في محافظة دمشق بعد “متابعة ميدانية دقيقة ورصد متواصل”، مشيرة إلى أن المشتبه به متورط في انتهاكات جسيمة بحق معتقلين في سجن صيدنايا العسكري خلال فترة توليه المنصب.

وأوضحت التحقيقات الأولية، بحسب البيان، أن اللواء كان مسؤولًا مباشرًا عن تنفيذ عمليات تصفية داخل سجن صيدنايا العسكري (السجن العسكري الأول) خلال الفترة التي تولى فيها قيادة الشرطة العسكرية، وعُرف خلال تلك السنوات بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق بحق المعتقلين السياسيين.

وأضاف البيان أن العبد الله أُحيل إلى الجهات القضائية المختصة لاستكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية بحقه.

وفي 13 من نيسان الماضي، كشفت وثيقة مسرّبة من سجن صيدنايا العسكري عن طلب رسمي موجّه إلى رئاسة هيئة الأركان يقضي بإنشاء غرفة خاصة لحفظ جثث الموقوفين داخل السجن، تتسع لما لا يقل عن 50 جثة، وفق ما أورد موقع “زمان الوصل”.

وثيقة تطالب بغرفة تبريد للموتى عليها توقيع اللواء أكرم سلوم العبد الله - 13 نيسان 2025 (زمان الوصل/ إكس)

وثيقة تطالب بغرفة تبريد للموتى عليها توقيع اللواء أكرم سلوم العبد الله – 13 نيسان 2025 (زمان الوصل/ إكس)

وتُظهر الوثيقة، المؤرخة في نيسان 2014، أن المبرر المقدم من إدارة السجن هو “الحاجة إلى حفظ جثث الموقوفين الذين يتوفون في السجن” بسبب صعوبات لوجستية في نقلهم إلى مشارح المستشفيات.

وجاء الطلب في مذكرة عرض رسمية رفعها قائد الشرطة العسكرية آنذاك، اللواء أكرم سلوم العبد الله، إلى رئيس هيئة الأركان العامة علي عبد الله أيوب، الذي وقّع بالموافقة على المقترح، بحسب الوثيقة.

“المسلخ البشري”

سجن “صيدنايا” أحد أكبر السجون التابعة للنظام السوري، ويقع بالقرب من بلدة صيدنايا الجبلية، على بعد 30 كيلومترًا شمال غرب العاصمة دمشق.

وكان يعرف السجن بـ”المسلخ البشري” و”مصنع الموت”، وغيرهما من الأسماء التي أطلقتها تقارير دولية وكررها الناجون والناجيات في محاولة لوصف الانتهاكات المرتكَبة بداخله.

وتعرض المعتقلون في “صيدنايا” لعمليات تجويع وتعذيب ممنهجة إلى جانب حرمانهم من الدواء وجميع أشكال الرعاية الطبية والنظافة الشخصية.

كما قُتل الآلاف في “صيدنايا” بإعدامات جماعية، وفق ما أكدته تقارير كثيرة، أبرزها تقرير منظمة العفو الدولية الصادر في شباط 2017، الذي وثّق إعدامات جماعية بطرق مختلفة نفذها النظام السوري بحق نحو 13 ألف معتقل، معظمهم من المدنيين المعارضين، بين عامي 2011 و2015.

في 8 من كانون الأول 2024 أعلنت “إدارة العمليات العسكرية” في فصائل المعارضة السورية، تحرير المعتقلين في سجن “صيدنايا”، بعد دخول قواتها العاصمة.

وكانت “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا” حصلت على وثيقة رسمية توضح أن أعداد السجناء، حتى 28 تشرين الثاني 2024، وصل إلى 4300 شخص.

ووفق الوثيقة التي حصلت عنب بلدي على نسخة منها عبر “الرابطة”، تضمن التفقد اليومي لأعداد المساجين 4300 سجين موزعين على الشكل التالي:

  • محكمة الميدان العسكرية: 1231 سجينًا، أحيل منهم واحد إلى المستشفى.
  • محكمة الإرهاب: 252 سجينًا.
  • المحكمة القضائية (جنح وتهم جنائية لجرائم أحد أطرافها عسكري): 2817 سجينًا، أحيل منهم ثلاثة إلى المستشفى.
  • محاكمات الفرار: لا يوجد سجناء.

ولم يرد في الإحصاء المسجل في هذا التاريخ، وفق الوثيقة، أي حالة وفاة.

مدير الرابطة، دياب سرية، أكد في تسجيل مصور، عدم وجود أقبية سرية في سجن “صيدنايا”، وأوضح أن جميع المعتقلين جرى إخراجهم من السجن صباح الأحد 8 من كانون الأول.

وسبق أن أكدت الرابطة وفريقها الموجود داخل السجن خلوّه من المعتقلين بجميع أبنيته (الأبيض والأحمر).



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة