قاعة مجلس الأمن خلال جلسة عن سوريا - 12 آذار 2025 (UN /Manuel Elías)
روسيا والصين تدعمان سوريا في مجلس الأمن
أكدت كل من روسيا والصين خلال جلسة مجلس الأمن الدولي دعمهما للحكومة السورية، داعيتين إلى احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، ورفض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية.
وقال المندوب الروسي في مجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، إن بلاده “مستمرة في الوقوف إلى جانب سوريا، البلد الصديق الذي يمر بمرحلة صعبة من التحول السياسي والتعافي الاقتصادي”، مشيرًا إلى أن موسكو تسعى لدعم جهود إعادة بناء مؤسسات الدولة وتطويرها، وتعزيز الهوية الوطنية الجامعة للسوريين بمختلف انتماءاتهم.
وأضاف نيبينزيا أن الانتخابات البرلمانية التي جرت في سوريا مطلع تشرين الأول تمثل “خطوة جادة نحو بناء نظام سياسي مستقر يلبي تطلعات الشعب السوري”، مشيدًا بالجهود التي تبذلها دمشق وقوات سوريا الديمقراطية لخفض التصعيد في شمال البلاد.
وفي حديثه عن الوضع الإنساني، أعرب المندوب الروسي عن “قلق بالغ” إزاء استمرار العقوبات الغربية، التي قال إنها “تحرم الشعب السوري من حقه في التنمية وتعرقل جهود التعافي”، مشددًا على أن إعادة إعمار سوريا تتطلب “دعمًا دوليًا واسعًا ومنسقًا بعيدًا عن التسييس”.
من جانبه، أكد المندوب الصيني في مجلس الأمن دعم بلاده للحكومة السورية في سعيها لتحقيق مصالح الشعب وتسوية الخلافات بالطرق السلمية، مشيرًا إلى أن “استعادة الهدوء والسلام في سوريا يجب أن يكون هدفًا للمجتمع الدولي بأسره”.
وأضاف أن سوريا “دولة محورية في الشرق الأوسط”، وأن التطورات فيها سيكون لها أثر مباشر على “الاستقرار والأمن الإقليميين”، داعيًا الأطراف الدولية إلى “دعم الحلول السياسية وتهيئة الظروف للتنمية المستدامة”.
وتأتي هذه المواقف، في وقت رحّب فيه المندوب الأمريكي مايك والتز بجهود الحكومة السورية لتعزيز علاقاتها مع جيرانها، معتبرًا أن أمامها “فرصة تاريخية لبناء مجتمع مستقر ومفعم بالحياة”، مع تأكيد واشنطن استمرارها في العمل مع دمشق لمكافحة الإرهاب ودعم عودة اللاجئين.
وكان الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، زار موسكو، الأسبوع الماضي في أول زيارة رسمية، لأبرز حلفاء النظام السابق.
بينما أعلن وزير الخارجية، أسعد الشيباني، عن زيارة متوقعة إلى الصين، بداية الشهر المقبل.
الجلسة الأولى بعد كلمة الشرع
وكان مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، قال إن جلسة مجلس الأمن اليوم هي الأولى بعد الزيارة الرسمية التي أجراها الرئيس أحمد الشرع إلى نيويورك.
وأوضح علبي، في تصريح لقناة “الإخبارية السورية”، اليوم الأربعاء 22 تشرين الأول، أن مجلس الأمن يُبدي في هذه المرحلة “دعمًا متزايدًا لسوريا وجهودها في إعادة الإعمار واستعادة الاستقرار”، مشيرًا إلى أن الجلسة تحمل طابعًا دوريًا وتهدف إلى استعراض آخر التطورات في البلاد.
وأضاف أنه من المتوقع أن يعكس أعضاء المجلس خلال مداخلاتهم “ترحيبًا بالإنجازات السياسية والاقتصادية التي حققتها سوريا خلال الأشهر الماضية”، في إشارة إلى تحسن الوضع الميداني وعودة مؤسسات الدولة إلى العمل في مناطق واسعة من البلاد.
وكان الرئيس أحمد الشرع قد شارك في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ليكون أول رئيس سوري يشارك في أسبوع القمة رفيع المستوى الذي عُقد بين 22 و30 أيلول الماضي.
وألقى الشرع حينها خطابًا أمام الجمعية العامة، تحدث فيه عن آثار النظام السابق الذي “أودى بحياة نحو مليون إنسان، وعذّب مئات الآلاف، وهجّر أكثر من 14 مليون مواطن، ودمّر قرابة مليوني منزل”، مؤكدًا أن “مرحلة ما بعد الانتصار فتحت الباب أمام عودة اللاجئين إلى ديارهم، وأوقفت تجارة المخدرات التي ازدهرت في زمن النظام البائد”.
وشدد الرئيس الشرع في كلمته على أن سوريا “تسير اليوم نحو بناء دولة جديدة تستند إلى الدبلوماسية المتوازنة والقوانين الحديثة التي تكفل حقوق جميع المواطنين دون استثناء”، مشيرًا إلى أن البلاد “تؤسس لمرحلة مختلفة عنوانها الإصلاح وإعادة بناء الإنسان والمؤسسات معًا”..
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :