قوى الأمن الداخلي تنفذ حملة أمنية في إدلب - 13 تشرين الأول 2025 (محافظة إدلب)
فرنسا تعلق بتحفظ على عملية “مخيم حارم”
علقت فرنسا على العملية الأمنية التي أطلقتها مديرية الأمن الداخلي في إدلب، في مخيم حارم الذي يقطنه مقاتلون فرنسيون بقيادة عمر ديابي المعروف بـ”عمر أومسين”، الذي اتهم المخابرات الفرنسية بدور في العملية.
مصادر دبلوماسية في الخارجية الفرنسية، قالت لعنب بلدي، في تصريح مقتضب تعليقًا على الحملة، “لقد أُحطنا علمًا بهذه العملية ونتابع الوضع عن كثب”.
وأضافت المصادر، “ليست لدينا أي تعليقات إضافية على عملية تقع ضمن صلاحيات الأمن الداخلي للحكومة الانتقالية”.
مراسل عنب بلدي في إدلب أفاد أن تسوية محلية اتفق عليها الأمن الداخلي مع قائد “جماعة الغرباء”، عمر أومسين، قضت بوقف إطلاق النار.
ونوه إلى متابعة القضية قضائيًا عن طريق الوسطاء (وسط أنباء غير مؤكدة عن أنهم من قادة أوزبك) على أن تدخل قوى الأمن الداخلي المخيم وتبسط سيطرتها فيه.
مستشار الرئيس السوري، أحمد موفق زيدان، قال في تغريدة عبر حسابه في “إكس”، في 22 من تشرين الأول، إن ما جرى من اشتباكات بين قوى الأمن السورية وأشخاص اعتبرهم “خارجين عن القانون”، إنما يعود لإصرارهم على عدم الامتثال لسلطة القانون، وليس لكونهم مقاتلين أجانب.
وأضاف زيدان أن هذه المعاملة نفسها سيواجهها السوري لو فعل الأمر نفسه، معتبرًا أن “سوريا اليوم دولة القانون، وعلى الجميع الالتزام بذلك”.
حملة أمنية وتعددت الأسباب
اندلعت أمس 22 من تشرين الأول، اشتباكات بين قوى الأمن الداخلي في حارم بريف إدلب، مع مهاجرين فرنسيين أجانب، عقب اختطاف طفلة تدعى ميمونة فرستاي، وهي فرنسية مسلمة تبلغ من العمر 11 عامًا، حيث طلب المهاجرون الفرنسيون فدية مالية لقاء الإفراج عنها.
كما أعلن عدد من المقاتلين الأوزبك، انضمامهم إلى جانب “إخوتهم المهاجرين الفرنسيين” دفاعًا عنهم.
قائد الأمن الداخلي في إدلب، أشار في بيان، إلى الحملة بدأت عقب خطف فتاة من والدتها على يد مجموعة مسلحة خارجة عن القانون بقيادة المدعو عمر ديابي (عمر أومسين قائد الجماعة)”.
وشملت تدابير الداخلية، وفق غسان باكير، تطويق المخيم بالكامل، وتثبيت نقاط مراقبة على أطرافه، ونشر فرق لتأمين المداخل والمخارج.
كما سعت قيادة الأمن الداخلي إلى التفاوض مع المتزعم لتسليم نفسه طوعًا للجهات المختصة، إلا أنه رفض، وتحصّن داخل المخيم، ومنع المدنيين من الخروج، وشرع بإطلاق النار واستفزاز عناصر الأمن وترويع الأهالي، ما يؤكد أنه يستخدم المدنيين كدروع بشرية، ويقع على عاتقه كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن أي تهديد لسلامتهم، وفق قائد الأمن الداخلي.
عمر أومسين، قائد جماعة “الغرباء” المقيمة في مخيم الفرنسيين، اتهم المخابرات الفرنسية للتدبير للهجوم بالتعاون مع أجهزة أمن التابعة لـ “هيئة تحرير الشام” (الحكومة السورية)، على حد تعبيره.
ونفى أومسين في بيان مسجل، نشر عبر معرف الجماعة في “تليجرام”، تهمة اختطاف الطفلة، واصفًا إياها بالمزاعم.
وقال، “لقد رأيتم الافتراءات التي ألصقت بنا في قصة الطفلة التي قيل إنها اختطفت والمرأة التي زعموا أنها عُذّبت وأُحرقت وضُربت داخل مخيمنا، وأننا صوفيون وسحرة، وأننا نسرق أموال جنودنا وغير ذلك من الأكاذيب التي نشرها الفرنسيون عبر أفراد تركوا جماعتنا”.
زعيم الجماعة الفرنسية عزا سبب الاشتباكات إلى أن المخابرات السورية وصلها معلومات من المخابرات الفرنسية، تقول إن أومسين يحضر لتمرد ضد الحكومة.
وحسب ما روى زعيم الجماعة، فإن المخابرات الفرنسية اجتمعت مع المخابرات السورية وقالت إن عمر أومسن أخبر صحفي “لبراسيون”، في أيلول الماضي، “إنه إذا انتفض الشعب السوري ضد حكومة الجولاني فإن المهاجرين سيكونون مع الشعب”.
وإثر ذلك استدعى جهاز الأمن القائد الفرنسي، ونقل هذه المعلومة إلى الفرقة “82” (أنصار التوحيد) التي تنتمي إليها “جماعة الغرباء” ، وجرى تهديد أومسن عقب هذا القول.
ما فرقة الغرباء
تقيم فرقة “الغرباء” في مخيم قرب مدينة حارم شمالي إدلب، بجوار الحدود التركية، ويحيط بالمخيم جدار شيّده أعضاؤها للحفاظ على خصوصيتهم مع عائلاتهم، مزود بكاميرات مراقبة وأجهزة كشف حركة.
ويترأس الفرقة عمر أومسن (49 عامًا)، الذي تقول السلطات الفرنسية إنه “مسؤول عن تجنيد 80% من الجهاديين الذين يتحدثون اللغة الفرنسية ممن ذهبوا إلى سوريا أو العراق”.
عمر ولد في السنغال، وانتقل للعيش في فرنسا عندما كان طفلًا، قبل أن ينتهج “التطرف” بعد أوقات قضاها في السجون، وانتقل إلى سوريا في 2013، وترأس كتيبته “الجهادية” في غابات اللاذقية، ويعتبر الزعيم الروحي لجماعته.
في أيلول 2014، أدرجته لجنة عقوبات مجلس الأمن الدولي على قائمة الأفراد المرتبطين بتنظيم “القاعدة”، وذلك لدوره القيادي في فرقة “الغرباء” المرتبطة بجبهة “النصرة” حينها، وكونه ميسرًا رئيسًا لشبكة المقاتلين الأجانب في سوريا، بالإضافة إلى نشاطه في الدعاية “الإرهابية” عبر الإنترنت.
في عام 2016، صنفت الخارجية الأمريكية عمر أومسن كـ”إرهابي عالمي“، واعتقلته “تحرير الشام” في 2020، وبقي في السجن حتى 2022.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :