
صورة الجلسة التي عقد فيها اتفاق وقف إطلاق النار في مخيم حارم يظهر على يسار الصور عمر أومسن - 23 تشرين الأول 2025 (مازن عرج)

صورة الجلسة التي عقد فيها اتفاق وقف إطلاق النار في مخيم حارم يظهر على يسار الصور عمر أومسن - 23 تشرين الأول 2025 (مازن عرج)
أعلنت “فرقة الغرباء” التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع الحكومة السورية في مخيم “حارم” بريف إدلب، بعد اشتباكات دارت بين الطرفين في 22 من تشرين الأول الحالي.
وقالت “الفرقة” التي يتزعمها عمر ديابي المعروف بـ”عمر أومسن”، في بيان منشور على معرفها بـ”تلجرام” اليوم، الجمعة 24 من تشرين الأول، “أمس قامت فرقة الغرباء بعقد اتفاق لوقف إطلاق النار”، موجهة الشكر للمساندات التي تلقتها للفرقة بالاحتجاجات والتحركات والرسائل.
وتولى مهمة الوساطة، بحسب الجماعة، “عبد العزيز الأوزبكي”، “أبو أنس الطاجيكي”، “أبو عبدو طاعوم”.
مراسل عنب بلدي في إدلب أفاد أن التسوية التي اتفق عليها الأمن الداخلي مع قائد “جماعة الغرباء”، عمر أومسن، قضت بوقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة من محيط المخيم إلى الثكنات.
وأشار إلى أن الاتفاقية، التي حضرها “أبو عبدو طاعوم” كممثل عن وزارة الدفاع السورية، جرت برعاية باقي فصائل المهاجرين من تركستان وأوزبك.
كما شملت الاتفاقية، وقف الحملات الإعلامية العدائية (ضد السلطة)، وفتح المجمع (مخيم الفردان) للتفتيش من قبل السلطات، إضافة إلى إحالة قضية عمر ديابي (عمر أومسن)، خاصة اتهام الخطف، إلى وزارة العدل، للمراجعة وفقًا للشريعة الإسلامية، وفق المراسل.
علقت فرنسا بتحفظ على العملية الأمنية التي أطلقتها مديرية الأمن الداخلي في إدلب، في مخيم “حارم” الذي يقطنه مقاتلون فرنسيون بقيادة عمر ديابي المعروف بـ”عمر أومسن”، الذي اتهم المخابرات الفرنسية بدور في العملية.
مصادر دبلوماسية في الخارجية الفرنسية، قالت لعنب بلدي، الخميس 23 من تشرين الأول في تصريح مقتضب تعليقًا على الحملة، “لقد أُحطنا علمًا بهذه العملية ونتابع الوضع عن كثب”.
وأضافت المصادر، “ليست لدينا أي تعليقات إضافية على عملية تقع ضمن صلاحيات الأمن الداخلي للحكومة الانتقالية”.
الاشتباكات اندلعت عقب اختطاف طفلة تدعى ميمونة فرستاي، وهي فرنسية مسلمة تبلغ من العمر 11 عامًا، حيث طلب المهاجرون الفرنسيون فدية مالية لقاء الإفراج عنها.
كما أعلن عدد من المقاتلين الأوزبك، انضمامهم إلى جانب “إخوتهم المهاجرين الفرنسيين” دفاعًا عنهم.
قائد الأمن الداخلي في إدلب أشار في بيان إلى أن الحملة بدأت عقب خطف فتاة من والدتها على يد مجموعة مسلحة خارجة عن القانون بقيادة المدعو عمر ديابي (عمر أومسن قائد الجماعة).
وشملت تدابير الداخلية، وفق غسان باكير، تطويق المخيم بالكامل، وتثبيت نقاط مراقبة على أطرافه، ونشر فرق لتأمين المداخل والمخارج.
عمر أومسن، قائد جماعة “الغرباء” المقيمة في مخيم الفرنسيين، اتهم المخابرات الفرنسية بالتدبير للهجوم بالتعاون مع أجهزة أمن التابعة لـ “هيئة تحرير الشام” (الحكومة السورية)، على حد تعبيره.
ونفى أومسن في بيان مسجل، نشر عبر معرف الجماعة في “تلجرام”، تهمة اختطاف الطفلة، واصفًا إياها بالمزاعم.
وقال، “لقد رأيتم الافتراءات التي ألصقت بنا في قصة الطفلة التي قيل إنها اختطفت والمرأة التي زعموا أنها عُذّبت وأُحرقت وضُربت داخل مخيمنا، وأننا صوفيون وسحرة، وأننا نسرق أموال جنودنا وغير ذلك من الأكاذيب التي نشرها الفرنسيون عبر أفراد تركوا جماعتنا”.
زعيم الجماعة الفرنسية عزا سبب الاشتباكات إلى أن المخابرات السورية وصلتها معلومات من المخابرات الفرنسية، تقول إن أومسن يحضر لتمرد ضد الحكومة.
وحسب ما روى زعيم الجماعة، فإن المخابرات الفرنسية اجتمعت مع المخابرات السورية وقالت إن عمر أومسن أخبر صحفي “لبراسيون”، في أيلول الماضي، “إنه إذا انتفض الشعب السوري ضد حكومة الجولاني فإن المهاجرين سيكونون مع الشعب”.
وإثر ذلك استدعى جهاز الأمن القائد الفرنسي، ونقل هذه المعلومة إلى الفرقة “82” (أنصار التوحيد) التي تنتمي إليها “جماعة الغرباء”، وجرى تهديد أومسن عقب هذا القول.
تقيم “فرقة الغرباء” في مخيم قرب مدينة حارم شمالي إدلب، بجوار الحدود التركية، ويحيط بالمخيم جدار شيّده أعضاؤها للحفاظ على خصوصيتهم مع عائلاتهم، مزود بكاميرات مراقبة وأجهزة كشف حركة.
ويترأس الفرقة عمر أومسن (49 عامًا)، الذي تقول السلطات الفرنسية إنه “مسؤول عن تجنيد 80% من الجهاديين الذين يتحدثون اللغة الفرنسية ممن ذهبوا إلى سوريا أو العراق”.
عمر ولد في السنغال، وانتقل للعيش في فرنسا عندما كان طفلًا، قبل أن ينتهج “التطرف” بعد أوقات قضاها في السجون، وانتقل إلى سوريا في 2013، وترأس كتيبته “الجهادية” في غابات اللاذقية، ويعتبر الزعيم الروحي لجماعته.
في أيلول 2014، أدرجته لجنة عقوبات مجلس الأمن الدولي على قائمة الأفراد المرتبطين بتنظيم “القاعدة”، وذلك لدوره القيادي في “فرقة الغرباء” المرتبطة بـ”جبهة النصرة” حينها، وكونه ميسرًا رئيسًا لشبكة المقاتلين الأجانب في سوريا، بالإضافة إلى نشاطه في الدعاية “الإرهابية” عبر الإنترنت.
في عام 2016، صنفت الخارجية الأمريكية عمر أومسن كـ”إرهابي عالمي“، واعتقلته “تحرير الشام” في 2020، وبقي في السجن حتى 2022.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى