طرطوس تربط القارات.. أول كبل بحري دولي إلى سوريا

توقيع اتفاقية بين الشركة السورية للاتصالات وشركة "ميدوسا" لإنزال كبل بحري في طرطوس - 25 تشرين الأول 2025 (عنب بلدي/ شعبان شاميه)

camera iconتوقيع اتفاقية بين الشركة السورية للاتصالات وشركة "ميدوسا" لإنزال كبل بحري في طرطوس - 25 تشرين الأول 2025 (عنب بلدي/ شعبان شاميه)

tag icon ع ع ع

وقعت الشركة السورية للاتصالات، اليوم السبت 25 من تشرين الأول، اتفاقية إنزال أول كبل بحري دولي، يربط سوريا بشبكة الاتصالات العالمية، مع شركة “ميدوسا” الإسبانية ومقرها برشلونة.

وجرى توقيع اتفاقية “ربط القارات” في محافظة طرطوس برعاية وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، عبد السلام هيكل، وممثل شركة “ميدوسا”، نورمان البي، إلى جانب مسؤولين من محافظتي اللاذقية وطرطوس.

وتفقد الوزير هيكل موقع إنزال الكبل البحري في منطقة شاطئ الأحلام بطرطوس، للبدء بتنفيذ الاتفاق الموقع.

وسيتم إنجاز المشروع على مراحل وصولًا إلى إنجازه بالكامل عام 2027، على أن تغطي خدماته مختلف المحافظات السورية، وفق ما أفاد به مراسل عنب بلدي بطرطوس.

وتأتي هذه الخطوة وسط مساعٍ حكومية لإعادة بناء وتطوير قطاع الاتصالات بعد سنوات من الحرب والعقوبات التي أثّرت بشدة على البنية التحتية، ولا سيما خدمات الإنترنت.

وتُعاني سوريا منذ أكثر من عقد من ضعف في خدمات الشبكة، ما يدفع كثير من المستخدمين للاعتماد على الإنترنت عبر الهواتف المحمولة بأسعار مرتفعة وجودة منخفضة.

واعتبر وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، عبد السلام هيكل، في كلمة افتتاحية للفعالية، أن هذا المشروع يتجاوز كونه بنية تحتية رقمية، وإنما رسالة إلى العالم أن سوريا عادت لتكون جسرًا بين القارات، بين أوروبا وآسيا، ورمزًا للتعاون والانفتاح الذي يجسد شخصية سوريا الجديدة، وبداية تحول استراتيجي في موقعها على خارطة الإنترنت العالمية.

وقال الوزير هيكل إن توقيع هذه الاتفاقية مع شركة “ميدوسا” ليس حدثًا منفصلًا، وإنما خطوة متكاملة ضمن رؤية وطنية شاملة في قطاع الاتصالات، وبشكل محدد عن طريق مشروع “سيلك لينك” (وصلة الحرير).

وأضاف هيكل أن طرطوس ستتحول إلى محطة عالمية مفتوحة لإمداد الكابلات، مؤكدًا أن سوريا لا تريد أن تبني جدارًا رقميًا بل أن تفتح الأبواب للانفتاح والتواصل والتبادل.

ووصف وزير الاتصالات توقيع هذه الاتفاقية بمثابة تأسيس لـ”طريق حرير رقمي جديد” يجعل من سوريا أسرع وأقصر وأأمن لمد البيانات بين آسيا وأوروبا، مضيفًا أنه كما حمل طريق الحرير القديم تجارة العالم سيحمل طريق الحرير الجديد معرفة العالم وبياناته وتجارته الإلكترونية وصحته الرقمية وغيره.

ما “وصلة الحرير”؟

مشروع “سيلك لينك” (وصلة الحرير) يحول سوريا والأردن والسعودية ممرًا للكابلات، بحيث تكون سوريا هي المدخل من أوروبا، والخليج هو المخرج إلى آسيا.

وإضافة إلى كون هذا يزيد سرعة الإنترنت، فإنه يجعل شركات كبرى مثل “جوجل” توطّن مخدماتها في سوريا، لتكون مقرًا لمراكز البيانات العالمية، وتوفّر “كاشنغ” إقليميًا وحوسبة سحابية، وغيرها من الخدمات التي تحتاجها شركات الإنترنت الكبرى، وسط مساعٍ ليكون أغلب استخدام الإنترنت الداخلي من مخدمات محلية، مما يغير تجربة المستخدم بالكامل.

ويوفر “سيلك لينك” بنية تحتية جديدة للألياف الضوئية العابرة لسوريا بسرعة إجمالية تصل إلى 100 تيرابت/ثانية، ضمن خطة لتقديم أفضل جودة إنترنت داخل سوريا، وتحويل سوريا إلى مركز رقمي إقليمي لنقل البيانات والاتصال الدولي.

ويمتد المشروع على مسافة تقديرية 4500 كيلومترًا من الألياف الضوئية تشمل الربط الكامل بين المدن الرئيسة دمشق وحلب، مع مراكز تحويل في تدمر، وفي المنطقتين الجنوبية والشرقية، بالإضافة إلى محطة إنزال للكابلات البحرية في طرطوس.

ويتضمن تفعيل نقاط اتصال إقليمية مع الدول المجاورة العراق والأردن ولبنان وتركيا.

وسيوفر “سيلك لينك” مسارًا بريًا جديدًا يربط أوروبا بآسيا، ويشكل مسارًا رديفًا للمسارات الحالية المزدحمة، مما يساعد في منح سرعة أعلى للاتصالات الدولية، وتجنب الانقطاعات في حال تعطل الكابلات القائمة، مثلما حدث مؤخرًا في كابلات البحر الأحمر.

وتقع سوريا في قائمة الدول الخمس الأخيرة، فيما يتعلق بإنترنت الهاتف النقال، والمرتبة 227 من أصل 229 في أحد مؤشرات الإنترنت فائقة السرعة “برودباند”.

وتربط بالشبكة العالمية عبر كابلات من مصر وقبرص ولبنان، وهي بحكم الموقع الجغرافي على البحر المتوسط. قد تكون نقطة عالمية للكابلات البحرية، إذ يربط المتوسط أوروبا بآسيا وأفريقيا، وفي الوقت نفسه تجاور سوريا الأردن والعراق جارتي الخليج، وتركيا جارة أوروبا.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة