منافسة بين قائمتي الشريف وتيت

صراع نفوذ وانسحابات في انتخابات اتحاد كرة القدم

منافسة محتدمة بين فراس تيت وجمال الشريف لرئاسة اتحاد كرة القدم (تعديل عنب بلدي)

camera iconمنافسة محتدمة بين فراس تيت وجمال الشريف لرئاسة اتحاد كرة القدم (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – جلال ألفا

تسود أجواء من الجدل والترقب المشهد الانتخابي لاتحاد كرة القدم السوري، مع إغلاق باب الترشح لانتخابات الرئاسة المقررة في 20 من تشرين الثاني المقبل، وسط اتهامات بتدخلات وضغوط، وانسحابات متتالية غيّرت خريطة المنافسة.

ورغم تعدد الأسماء المرشحة في البداية، انحصرت المنافسة بين قائمتي جمال الشريف وفراس تيت، بعد انسحاب فراس الخطيب وأحمد بيطار ونبيل الشحمة، في ظل نظام انتخابي جديد يعتمد القوائم بدلًا من الترشح الفردي.

وتأتي الانتخابات في وقت تعيش فيه كرة القدم السورية واحدة من أكثر مراحلها هشاشة وانقسامًا، مع اتهامات بتضارب المصالح وتراجع الكفاءات، ما يجعل من هذا الاستحقاق اختبارًا حقيقيًا لقدرة الاتحاد القادم على إنقاذ اللعبة وإعادتها إلى مسارها الصحيح.

انسحابات في آخر لحظة

قال المرشح فراس الخطيب، في حديث إلى عنب بلدي، إن قائمته خرجت من سباق المنافسة بعد انسحاب مجموعة من الأصوات المؤيدة لها.

وأوضح أن نحو 15 صوتًا تم سحبها من قائمته، بناء على توجيهات من وزير الرياضة والشباب، محمد سامح الحامض، وبالتنسيق مع رئيس لجنة النزاهة والأخلاق، فراس المصطفى، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة جاءت بهدف منعه من نيل التزكية ودخول الانتخابات رسميًا.

وأضاف الخطيب أنه كان أول من قدم أوراق ترشحه بشكل رسمي ونظامي، مؤكدًا امتلاكه أدلة تُظهر وجود تلاعب في الأصوات والانسحابات لمصلحة قائمة معيّنة على حساب أخرى، مشيرًا إلى أنه سيقوم بتقديم هذه الأدلة للجهات المختصة.

بدوره، أعلن المرشح أحمد بيطار انسحابه من سباق انتخابات رئاسة الاتحاد السوري لكرة القدم، مرجعًا السبب لعدم حصول قائمته على أصوات التزكية التي تخوله الاستمرار في الانتخابات.

وقال بيطار عبر صفحته الشخصية، “إن أحد المرشحين سيطر على العدد الأكبر من الأصوات البالغ 53 صوتًا، بطريقة أقل ما يقال عنها غير أخلاقية ولا شرعية”.

وكان بيطار أعلن عن خطته الشاملة لتطوير الكرة السورية، بمبلغ أولي قدره 200 مليون دولار، مخصصة لدعم المشاريع الآتية:

  • تطوير البنية التحتية وتعشيب الملاعب في جميع المحافظات وفق معايير “FIFA”.
  • إنشاء الأكاديمية الوطنية لكرة القدم في العاصمة دمشق بمواصفات عالمية.
  • تركيب تقنية “VAR” في ملعبين رئيسين و”VAR” متنقل في المرحلة الأولى.
  • رفع جوائز الدوري الممتاز إلى 200,000 دولار أمريكي ورفع جوائز بقية الدوريات.
  • تأمين عقود رعاية من شركات عالمية لجميع الأندية.
  • تحديث دوري كرة القدم النسائية ودعمه ليصبح دوريًا متكاملًا.
  • إرسال بعثات لتطوير المدربين وتسهيل مشاركتهم في الدورات العليا على نفقة الاتحاد.
  • رفع أجور الحكام بما يتناسب مع دول الجوار ومدّهم بجميع المستلزمات الحديثة.
  • تأمين جميع التسهيلات لجميع المنتخبات من تنقل كريم وإقامة كريمة وميزانية خاصة لتسهيل مشاركة اللاعبين المغتربين.

أما بالنسبة لقائمة نبيل الشحمة، فلم تحقق العدد المطلوب من الموافقات المعترف بها، إذ اعتمدت على موافقات أندية لا تمتلك تمثيلًا في الجمعية العمومية، لتبقى قانونية هذه الموافقات معلّقة بقرار لجنة الانتخابات، التي تُعد المرجعية العليا لضمان نزاهة العملية الانتخابية.

وانحصرت المنافسة بين قائمتي جمال الشريف وفراس تيت، اللذين تمكنا من الحصول على أكثر من 15 موافقة من الكيانات التي ستُرسل مندوبيها إلى الجمعية العمومية الانتخابية الاستثنائية.

وضمت قائمة جمال الشريف كلًا من جمال الشريف رئيسًا، ونبيل السباعي نائبًا للرئيس، وعضوية: تاج الدين فارس، أنور عبد القادر، محيي الدين دولة، وليد أبو السل، وائل حاج عبيد، محمد جمعة، أيمن حزام، مها قطريب، أُبي شقير، بالإضافة إلى مرشحي الاحتياط، سلام سعد وعثمان عثمان.

فيما ضمت قائمة فراس تيت كلًا من فراس تيت رئيسًا، وفادي دباس نائبًا للرئيس، وعضوية: يعقوب قصب باشي، تركي ياسين، عبد المجيد عبد العظيم، موفق فتح الله، يوسف ربيع الحسن، نانسي معمر، أحمد الخالد، سليم سبع الليل، محمد غادري، باسل شعار، هاني دهان.

تحالفات القوائم

أثارت قائمة الشريف وتيت جدًلا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، لوجود شخصيات سبق لها العمل في الاتحادات السابقة، أمثال موفق فتح الله ومحيي الدين الدولة، بالإضافة إلى رجل الأعمال فادي دباس، الذي شغل منصب رئيس اتحاد كرة القدم سابقًا، ومدير منتخب سوريا للرجال كأس آسيا 2019.

وشهدت القوائم تحالفات متغيرة بين المرشحين، حيث بدأ جمال الشريف وفراس تيت جنبًا إلى جنب، قبل أن يقرر تيت الانفصال والانفراد بقائمته الخاصة، فيما انضم فادي دباس إلى قائمة تيت، ومعه مجموعة من الشخصيات البارزة والخبرات السابقة في كرة القدم السورية.

وأدت التحالفات التي جرت بين عدد من المرشحين إلى اختلال في التوازن، وإقصاء العديد من الكفاءات التي كان بإمكانها أن تكون حاضرة، لو كان الانتخاب بشكل فردي.

وفي هذا السياق، قال الباحث الأكاديمي والمحلل الرياضي غيفارا الخطيب، لعنب بلدي، إنه في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، والتراجع الكبير الذي تشهده كرة القدم السورية، لا يمكن توقع نتائج أفضل من الواقع الحالي.

وأوضح أن الوزير، محمد سامح الحامض، لم يتمكن من قيادة المشهد الرياضي بالشكل المطلوب، ما انعكس بصورة مباشرة على النتائج والمخرجات.

ويرى غيفارا أن الكفاءات غير موجودة في سوريا، ويجب على الفائز بالانتخابات أن يتعاقد مع كفاءات لسد النقص، أما إذا استمر بالتفكير بعقلية “تسديد فواتير انتخابية”، فعندها لا يمكن انتظار أي تقدم أو إصلاح حقيقي.

وفضّل المحلل الرياضي قائمة فراس تيت على جمال الشريف، بسبب وجود رجال أعمال، وهو الأهم حاليًا من وجهة نظره.

وعن وجود فادي دباس، قال غيفارا لعنب بلدي، “إن وجود فادي ممتاز، إن لم تكن هناك مشكلات بخلفيات سياسية”.

وأكد أن دباس أفضل من عمل بسنوات الاتحاد في ظل الثورة السورية، رغم وجود بعض إشارات الاستفهام حول إدارته للمنتخب.

ويرى غيفارا أن دباس تمكن من جمع المعارضين والمؤيدين تحت راية المنتخب، ونجح في دعم ملف اللاعبين المحترفين، فشهدت فترته انضمام أسماء بارزة مثل محمد عثمان وإياز عثمان وغيرهما.

كما تعاقد مع مدرب ألماني لنهائيات كأس آسيا 2019، وقاد المنتخب للوصول إلى الملحق الآسيوي المونديالي.

نظام انتخابي جديد

تشهد الانتخابات الجديدة لكرة القدم تعديلات لافتة في نظامها الانتخابي، أبرزها اعتماد نظام القوائم بدلًا من الترشح الفردي.

ويشترط أن تتضمن القائمة امرأة واحدة على الأقل، في قائمة الأعضاء، ومدة ولاية الرئيس ونائبه والأعضاء أربع سنوات.

ويجب أن تحظى كل قائمة بدعم وتأييد 15 عضوًا من أعضاء الجمعية العمومية الذين يملكون حق التصويت، ولا يجوز للعضو دعم أكثر من قائمة واحدة مرشحة.

الاتحاد القادم.. فرصة لإعادة الثقة

في المحصلة، تشكل هذه الانتخابات محطة حاسمة لكرة القدم السورية، فهي ليست مجرد اختيار لرئيس أو قائمة جديدة، بل اختبار لقدرة القيادة المقبلة على إعادة ترتيب أولويات اللعبة، ومعالجة أوجه القصور التي عانت منها الكرة السورية لسنوات، وبناء مشروع مؤسسي متماسك، فبين نظام قوائم مهتز وتحالفات متبدلة، تقف الكرة السورية أمام مفترق طرق، مع اقتراب بداية عام جديد مليء بالاستحقاقات القارية، بداية من كأس آسيا تحت 23 عامًا في السعودية، وصولًا إلى كأس آسيا للشباب والناشئين.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة