
مخيم الهول في الحسكة - 18 نيسان 2025 (دليل سليمان/ فرانس برس)

مخيم الهول في الحسكة - 18 نيسان 2025 (دليل سليمان/ فرانس برس)
أطلقت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية 78 برنامجًا تأهيليًا تستهدف العائدين من مخيم الهول في شمال شرقي سوريا، ضمن خطة متكاملة لإعادة دمجهم في المجتمع العراقي بعد خضوعهم لتدقيق أمني وبرامج فكرية ونفسية داخل مركز “الأمل” في محافظة نينوى.
وقال المتحدث باسم الوزارة، علي عباس، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، في 26 من تشرين الأول، إن هذه البرامج تُنفذ بالتعاون مع مؤسسات حكومية وجامعات عراقية ومنظمات دولية، وتركز على “تهيئة فكرية ونفسية متكاملة للأشخاص العائدين من المخيم تمهيدًا لاندماجهم المجتمعي”، مضيفًا أن فرقًا متخصصة من جامعات بغداد ونينوى تشارك في عمليات التأهيل إلى جانب ضباط أمن مدربين في المجال النفسي والاجتماعي.
وأوضح عباس أن الوزارة أعادت منذ عام 2021 نحو 19 ألف شخص من المخيم، بينهم رجال ونساء وكبار سن وشباب وأطفال، عبر 29 رحلة نُظمت بالتعاون مع مستشارية الأمن القومي وقيادة العمليات المشتركة، مشيرًا إلى أن العائدين يُنقلون بعد التدقيق الأمني إلى مركز الأمل حيث يُقيّم مستوى تأثرهم بالفكر المتطرف، ثم يُوزعون على برامج مصممة وفق فئات عمرية محددة، تتضمن أنشطة تعليمية ونفسية واجتماعية.
وبحسب عباس، يوجد في مركز “الأمل” فريق عمل نفسي يضم مختصين من جامعة بغداد وجامعة نينوى، إضافة إلى ضباط أمن مدربين في هذا المجال، ويحملون “شهادات رصينة”، وشاركوا في دورات خاصة بالتعامل مع هذا الملف.
وعن إجمالي العراقيين الموجودين في المخيم، قال عباس إن الأرقام التي تسلمها العراق سابقًا من “التحالف الدولي” و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) كانت تتحدث عن نحو 31 ألفًا و500 شخصًا.
وأضاف أن التجربة العراقية في هذا المجال “حظيت بإشادة دولية خلال مؤتمر نيويورك الأخير”، موضحًا أن دولًا من شمال إفريقيا وأوروبا وشرق آسيا أبدت اهتمامها بالاستفادة من النموذج العراقي في معالجة ملف العائدين من مخيمات النزوح.
وأشار عباس إلى أن الوزارة نجحت في “منع حدوث توترات بين العائدين والسكان المحليين بفضل برامج المصالحة المجتمعية”، مؤكدًا استمرار الجهود لإعادة جميع العراقيين من المخيم حتى إنهاء هذا الملف بشكل كامل.
وكانت اللجنة العليا المعنية بمخيم الهول أكدت، في اجتماعها اليوم الاثنين 27 من تشرين الأول، استمرار العراق بإعادة رعاياه من المخيم إلى الداخل العراقي حتى إكمال المهمة بشكل نهائي.
وكانت آخر رحلة أعلن العراق عن عودتها من مخيم “الهول” في 16 من تشرين الأول، حين أعادت الوزارة 230 عائلة عراقية ضمن الوجبة الـ29، وفق ما صرّح به وكيل الوزارة كريم النوري، الذي أكد نجاح برنامج التأهيل المجتمعي وعودة العوائل إلى مناطقها الأصلية دون تسجيل أي خروقات أمنية.
في 6 من آب الماضي، قال وكيل وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، كريم النوري لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن أكثر من 15,000 عراقي عادوا من مخيم “الهول” بعد تدقيق ملفاتهم أمنيًا دون تسجيل أي خروق أمنية.
وأوضح النوري أن العراق واجه خيارين لا ثالث لهما، إما ترك هؤلاء تحت رحمة تنظيم “الدولة” ليشكلوا قنابل مؤجلة، أو إعادتهم ببرامج مدروسة تشمل فرز الضحايا عن المتورطين ودمجهم في المجتمع، وفق تعبيره، مؤكدًا العمل بالخيار الثاني بـ”شجاعة ومسؤولية”.
وبحسب وكيل لوزارة، تجري العملية بالتعاون مع منظمات دولية، منها المنظمة الدولية للهجرة (IOM) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ومن خلال مركز التأهيل المجتمعي في مخيم “الجدعة” في العراق.
وجّه قائد القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، الأدميرال براد كوبر، نداء مباشرًا إلى المجتمع الدولي، داعيًا الدول إلى الإسراع في إعادة مواطنيها من مخيمات وأماكن الاحتجاز في شمال شرقي سوريا، وذلك عبر تأسيس “خلية مشتركة” لهذا الهدف.
جاء ذلك خلال مؤتمر “رفيع المستوى” للأمم المتحدة عُقد في مقر المنظمة في نيويورك، في 27 من أيلول الماضي، خصص لمناقشة أوضاع مخيم “الهول” والمراكز المحيطة به.
وقال كوبر إنه زار شخصيًا مخيم الهول في وقتٍ سابق من الشهر الحالي، مؤكدًا أن الأوضاع الميدانية تستدعي تسريع عمليات الإعادة.
وفي 7 من تموز الماضي، نقل موقع “العربي الجديد” عن مصادر عراقية، أن اتفاقًا بين بغداد و”قسد” بواسطة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لتسريع إخلاء العوائل العراقية من مخيم “الهول”.
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي ياسر وتوت لموقع “العربي الجديد”، إن الاتفاق يقضي بتسيير رحلتين شهريًا لنقل العراقيين من مخيم “الهول” نحو مخيم “الجدعة” في محافظة نينوى، بعد إكمال التدقيق الأمني.
وبيّن وتوت أن هذا الأمر يهدف إلى الإسراع بإخلاء المخيم من العوائل العراقية، لافتًا إلى “جهود دولية كبيرة” يبذلها العراق من أجل إنهاء هذا المخيم وسحب كافة رعايا الدول منه.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى