“الحزب الآشوري” يستنكر إغلاق المدارس المسيحية شرقي سوريا

فعالية رمزية يشارك فيها الحزب الآشوري الديمقراطي حول وحدة المكونات السورية والتنوع الثقافي - 11 تشرين الأول 2025 (الحزب الآشوري/فيسبوك)

camera iconفعالية يشارك فيها الحزب الآشوري الديمقراطي حول وحدة المكونات السورية والتنوع الثقافي - 11 تشرين الأول 2025 (الحزب الآشوري/فيسبوك)

tag icon ع ع ع

استنكر “الحزب الآشوري الديمقراطي” إغلاق المدارس الخاصة التابعة للكنائس في الجزيرة السورية، وفرض منهاج “الإدارة الذاتية”.

ورفض الحزب عبر بيانٍ، مساء الثلاثاء 28 من تشرين الأول، القرارات الصادرة عن مؤسسات “الإدارة الذاتية”في شمال شرقي سوريا، والمتعلقة بإغلاق المدارس الخاصة العائدة للكنائس، أو إلزامها بتدريس المنهاج المعتمد من قبل “الإدارة الذاتية”، رغم عدم الاعتراف بهذا المنهاج على المستويين الوطني والدولي.

واعتبر “الحزب الآشوري” أن هذه الخطوة تمس بشكل مباشر حق أبنائهم في التعليم المعترف به رسميًا، وتعرض مستقبل الطلبة الآشوريين وسائر المكونات إلى حالة من “الضبابية والارتباك”، نتيجة فرض مناهج لا تتيح لهم متابعة تحصيلهم العلمي في الجامعات داخل سوريا أو خارجها.

ويأتي بيان “الحزب الآشوري الديمقراطي” بعد فشل الحوارات بين الكنائس و”الإدارة الذاتية” حول هذا الملف ووصولها إلى طريق مسدود، ولا سيما بعد الاجتماع الأخير الذي عقد في  27 من تشرين الأول.

وأشار “الحزب” إلى أنه تريث في إصدار بيانه هذا خلال الفترة الماضية، لإعطاء الفرصة “الكاملة” للحوارات التي كانت تجري بين الكنائس و”الإدارة الذاتية”، آملًا في التوصل إلى حلول تحفظ حقوق الطلبة والمؤسسات التعليمية على حد سواء.

وجاء بيان “الحزب” نتيجة إصرار “الإدارة الذاتية” على فرض مناهجها الخاصة دون توافق أو اعتراف، معتبرًا أنه من الضروري إعلان موقفهم الصريح، دفاعًا عن حقوق “شعبهم”، ووجوده في أرضه التاريخية.

وأوضح “الحزب الآشوري” أن هذه القرارات تم اتخاذها دون التشاور مع ممثلي المكون الآشوري، الذي تعد الكنائس والمدارس التابعة له، ركيزة أساسية في الحفاظ على هويته الثقافية والدينية.

واعتبر “الحزب الآشوري الديمقراطي” أن هذا “الإقصاء”، يعد خرقًا لمبدأ الشراكة والمساواة بين المكونات المنصوص عليه في العقد الاجتماعي لـ”الإدارة الذاتية”، والذي يفترض أن يضمن لكل مكون حقه في إدارة شؤونه التعليمية والثقافية بحرية.

ويرى “الحزب” أن هذه الإجراءات تشكل تعديًا على حقوق المكونات الأصلية في الجزيرة السورية، وتهديدًا للتنوع القومي والثقافي في المنطقة، وتضع مستقبل التعليم والأجيال القادمة أمام مجهول خطير لا يمكن القبول به.

وبناء على ذلك، طالب “الحزب الآشوري الديمقراطي”، بما يلي:

  • وقف العمل الفوري بقرارات الإغلاق وفرض المناهج غير المعترف بها، والاستمرار بالمناهج المعترف بها لحين إيجاد منهاج موحد على مستوى الوطن، ولا سيما بعد التقارب بين “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا وحكومة دمشق المؤقتة، وما قد ينبثق من هذا التقارب.
  • إعادة فتح المدارس الخاصة التابعة للكنائس، وتمكينها من أداء رسالتها التعليمية والتربوية تحت إشرافها.
  • احترام حق المكونات في تقرير سياستها التعليمية والثقافية، بما يتوافق مع حقوق الإنسان والمواثيق الدولية.
  • ضمان استمرار المدارس في أداء رسالتها التربوية بعيدًا عن الضغوط السياسية.

وأكد “الحزب الآشوري الديمقراطي” على أن التمسك بالهوية الوطنية السورية الجامعة، لا يتعارض مع صون الخصوصية الثقافية للمكونات التاريخية في الجزيرة، باعتبارها جزءًا أصيلًا من النسيج الثقافي والتاريخي للمنطقة.

وأضاف “الحزب” في ختام بيانه، أن أي محاولة لفرض أمر واقع خارج إرادة المكونات لن تخدم الاستقرار ولا العيش المشترك.

“الإدارة الذاتية” تغلق مدارس مسيحية

أغلقت “الإدارة الذاتية” المدارس الخاصة بالمسيحيين من سريان وأرمن، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرتها، في 30 من أيلول الماضي، واقتحمت قوات الأمن الداخلي “الأسايش” خمس مدارس خاصة تابعة للمكون المسيحي في مدينة القامشلي، وأغلقتها بالقوة، بعد طرد الإداريين والطلاب منها بشكل مفاجئ.

ويعود سبب الإغلاق لرفض رؤساء الكنائس المسيحية فرض المناهج الخاصة بـ”الإدارة” على مدارسها الخاصة، ومطالبتها بالاستمرار بتدريس المنهاج الحكومي السوري.

وطالب أبناء الديانة المسيحية “الإدارة الذاتية” في مقابلاتهم مع عنب بلدي حينها بالتراجع عن هذه القرارات الصادرة، مؤكدين أن مطالبهم تنطلق من حقوق إنسانية ودستورية أصيلة، وليست امتيازات طائفية.

وشملت قرارات الإغلاق عددًا من المدارس والكليات الخاصة، منها مدرسة مار قرياقس (السريان الأرثوذكس)، مدرسة السلام (الأرمن الكاثوليك)، مدرسة ميسلون (البروتستانت)، مدرسة فارس الخوري (الآشوريين)، مدرسة الاتحاد (الأرمن الأرثوذكس)، ومدرسة الأمل بالحسكة التابعة للكنيسة السريانية الأرثوذكسية.

القامشلي.. المدارس المسيحية تصر على اعتماد مناهج “التربية”



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة