“الشؤون الاجتماعية” تعرض خطتها لمكافحة التسول

جلسة حوارية لمناقشة خطة الشؤون الاجتماعية والعمل لمكافحة التسول في مركز الكسوة - 30 تشرين الأول 2025 (سانا).

camera iconجلسة حوارية لمناقشة خطة الشؤون الاجتماعية والعمل لمكافحة التسول في مركز الكسوة - 30 تشرين الأول 2025 (سانا)

tag icon ع ع ع

أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، هند قبوات، ضرورة توجيه الجهود لرعاية الأطفال المتسولين من الجنسين حتى سن 18 عامًا، باعتبارهم الفئة الأكثر عرضة للاستغلال والانتهاك.

وخلال جلسة حوارية نظمتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، بالتعاون مع محافظتي دمشق وريف دمشق، وذلك في مركز مكافحة التسول بمدينة الكسوة بريف دمشق، الخميس 30 من تشرين الأول، قالت قبوات، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء السورية (سانا)، إنه سيتم تحديد احتياجات هذه الفئات بدقة وفق المعايير الدولية الخاصة بالطفل.

وأضافت أن ذلك سيتم عبر دراسة مشتركة من جهات عدة تشمل الحالة النفسية والاجتماعية لكل طفل، مع تعويض الفاقد التعليمي له أو تنفيذ برامج محو أمية وإخضاعه لتعليم مهني، لنقلهم من دائرة الحاجة إلى دائرة الإنتاج.

كما سيتم تأمين الاحتياجات الغذائية الأساسية وفق معايير معتمدة، وبناء عليها، تحدد مدة بقاء الطفل في مراكز الرعاية الاجتماعية، والتي تتراوح بين ستة أشهر وسنتين.

وتعمل الوزارة، وفقًا لقبوات، مع كل من وزارات الصحة والعدل والداخلية والتربية، والأوقاف والطوارئ وإدارة الكوارث والمحافظات، وفق آلية تنسيق وطنية شاملة لمعالجة الظاهرة.

ولفتت قبوات إلى أهمية نشر التوعية التي تمثل الحجر الأساس في نجاح أي خطة، من خلال إطلاق حملات وطنية حول آثار التسول وطرق المساعدة الصحيحة، يشترك فيها المجتمع المحلي.

أدوات للحد من التسول

أبدت محافظة دمشق استعدادها للتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومنظمات المجتمع المدني، بحسب ما قاله المحافظ، ماهر مروان إدلبي، خلال الجلسة، لافتًا إلى ضرورة العمل في حالة تكاملية لتوفير جميع الأدوات اللازمة للحد من ظاهرة التسول، من خلال رصد الميدان وإنشاء مراكز تأهيل ورفدها بالكوادر البشرية والأثاث والمعدات اللازمة، لافتًا إلى أهمية دور الإعلام في المساعد بنشر الوعي تجاه ظاهرة التسول وأساليب معالجتها.

ودعت مديرة مكتب مكافحة التسول والتشرد في دمشق، خزامى النجاد، إلى التعاون بين المواطن والدولة للحد من هذه الظاهرة عن طريق التواصل مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عبر الرقم “108” أو الاتصال بأقرب قسم للشرطة، لتنظيم ضبط بالحالة وإصدار الأوراق المطلوبة “إخراج قيد”، ثم تحويلها إلى القصر العدلي ومنه إلى المحامي العام، للحصول على موافقة بالإيداع في دار الرعاية.

وفي تصريح سابق لعنب بلدي، لفتت النجاد إلى أنه يتم التنسيق بين مديرية الشؤون الاجتماعية والقصر العدلي وأقسام الشرطة لمكافحة التسول، وفي حال وجود أي حالة يتم الإبلاغ عنها وضبطها، ومن ثم إحالتها لمركز الشرطة وكتابة ضبط بها، ومن ثم يتم تحويلها إلى القصر العدلي لأخذ الموافقة إما بتحويلها إلى أحد مراكز الرعاية أو تسليمها للأهل بحسب الحالة.

وأشارت إلى أن المشكلة سابقًا كانت بعدم توفر مراكز لرعاية المتسولين، إذ كان يوجد مركزان فقط، أما اليوم فازداد العدد، وسيتم إطلاق حملة لمكافحة التسول في دمشق ومن ثم ستنتقل للمحافظات.

وتهدف الحملة إلى الحد من ظاهرة التسول من خلال توفير الرعاية والتأهيل الأسري والاجتماعي، وذلك كبديل عن الاقتصار على الملاحقة القانونية.

وفي 17 من تموز الماضي، ناقشت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، هند قبوات، مع ممثلين عن عدد من الوزارات المعنية ظاهرة التسول وكيفية التعامل معها عبر وضع خطة وطنية تضمن معالجتها.

وكانت لجنة معالجة ظاهرة التسول عقدت اجتماعها الأول في 7 من أيلول الماضي في مقر وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بدمشق، لبحث الاستعدادات لإطلاق حملة وطنية شاملة للحد من انتشار التسول.

خمسة مراكز تضم 125 حالة فقط

تتوزع المراكز الخاصة بالمتسولين بين خمسة مراكز في دمشق وريفها، حيث توجد ثلاثة مراكز في باب مصلى بدمشق، وهي مخصصة للإناث من عمر 4-18 سنة، والعائلات

وبحسب مديرة مكتب مكافحة التسول والتشرد في دمشق، فإن المركزين الآخرين موجودان في الكسوة وقدسيا بريف دمشق، وهما مخصصان للذكور فقط، وهناك مركز واحد في حلب، أما بقية المحافظات فلا توجد فيها مراكز للمتسولين.

وتابعت أن عدد المتسولين في مراكز التسول بدمشق وريفها هو 125 حالة فقط، وهناك العديد من الأسباب للتسول منها الظروف الاقتصادية، والظروف الاجتماعية والتفكك الأسري، وكذلك أخذ التسول كمهنة.

تقدم المراكز الخاصة بالمتسولين خدمات عديدة منها القانونية، الصحية عبر متابعتهم بشكل دائم، والتعليمية من خلال تسجيلهم بمدارس أو بتدريسهم داخل المركز، ولم شمل الأسر، وتمكين العائلات ممن لديهم وضع اقتصادي صعب دفعهم للجوء إلى التسول، وفق النجاد.

وبينت أن مدة إقامة الأطفال المتسولين أو العائلات تمتد بين ستة أشهر وعامين، يتم خلالها تقديم جميع الخدمات، إضافة إلى أن بعض الجمعيات تقوم بأنشطة للأطفال داخل هذه المراكز.

دمشق.. مراكز رعاية المتسولين لا تمنع ازدياد عددهم



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة