بعد 13 عامًا على اختفائه..

ابنة المحامي خليل معتوق تعلن وفاته رسميًا

بعد مضي 13 عامًا على اعتقاله ابنة المحامي خليل معتوق تعلن وفاته رسميًا (صورة تعبيرية تعديل عنب بلدي)

camera iconبعد مضي 13 عامًا على اعتقاله ابنة المحامي خليل معتوق تعلن وفاته رسميًا (صورة تعبيرية تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

أعلنت الفنانة والمصممة السورية رنيم معتوق، ابنة المحامي والناشط الحقوقي خليل معتوق، خبر وفاة والدها بعد 13 عامًا على اختفائه في سجون النظام السوري.

وجاء ذلك في بيان نشرته عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، أنهت فيه سنوات الانتظار الطويلة والأمل بالعثور عليه حيًا.

وكتبت رنيم في صفحتها عبر منصة “فيسبوك”:

“ما الذي يتبقى من الأمل… إهداء إلى والدي خليل معتوق، الذي ينتظرني منذ 13 سنة لأحرره، وأحرر روحي معه… أعلن أنا ابنته، نيابةً عن والدتي وأخي، وفاة خليل معتوق رسميًا، ذلك الإنسان الذي أتقن الضحك في كل الظروف، وربما أيضًا في لحظاته الأخيرة، قبل إعدامه”.

وأضافت رنيم أن العائلة قررت إعلان الوفاة بعد أن “أثقلها الانتظار وأرهقها الأمل بعودته أو بالعثور على أي أثر له”، وأن القرار جاء لتحرير روحه “لتغادر بسلام”، بحسب تعبيرها، ووصفت والدها بأنه “شهيد الحق والكلمة، شهيد العدل والإنسانية”.

وذكرت رنيم معتوق أن موعد الجنازة سيُعلن قريبًا في سوريا وألمانيا (مدينة لايبزيغ)، لتوديع والدها “بالسلام، وإضاءة الشموع لروحه”.

من خليل معتوق؟

كان خليل معتوق، المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، واعتُقل في تشرين الأول 2012 على أحد الحواجز الأمنية بدمشق، بسبب نشاطه في الدفاع عن معتقلي الرأي ومشاركته في قضايا تتعلق بحرية التعبير وحقوق الإنسان.

انقطعت أخباره منذ اعتقاله بشكل كامل رغم المناشدات الحقوقية المحلية والدولية للكشف عن مصيره.

دافع معتوق عن معتقلي الرأي وحقوق الإنسان في سوريا، وكرس أكثر من 20 عامًا من حياته المهنية للدفاع عن المعتقلين السياسيين في بلد كانت تهيمن عليه حالة الطوارئ والأحكام العرفية المستمرة منذ عام 1963.

ترأس معتوق هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي والضمير، وكان من أوائل من تطوعوا لتولي قضايا السجناء السياسيين دون تمييز على أساس الانتماء السياسي أو القومي أو الفكري، ودافع عن معتقلين إسلاميين ويساريين وديمقراطيين وكرد وسريان وغيرهم، في قضايا شملت أحداث القامشلي عام 2004، وإعلان دمشق عام 2007، وقضية “دمشق- بيروت” عام 2006.

كما دافع عن أفراد من خارج الأطر السياسية المعروفة مثل الشابة طل الملوحي، الفتاة التي اعتقلها النظام السوري السابق بسبب آرائها السياسية، وحكم عليها بالحبس لمدة خمس سنوات ولم يخل سبيلها رغم انقضاء فترة محكوميتها.

امتاز معتوق بعمله الميداني الدؤوب في ظروف بالغة الصعوبة، وكان مكتبه في دمشق مقصدًا لعائلات المفقودين والمعتقلين، حيث وفّر المشورة القانونية وساعد في تقديم طلبات إخلاء السبيل وتوكيل الدفاع، وغالبًا ما كان يدفع رسوم الوكالات من ماله الخاص عن المعتقلين غير القادرين.

ورغم معاناته من مرض رئوي مزمن، واصل نشاطه الحقوقي بلا توقف، متحملًا ضغوطًا أمنية متكررة من أجهزة المخابرات التي استدعته وقيّدت سفره منذ عام 2005 وحتى اعتقاله في 2012.

ومع اندلاع الثورة السورية، ازداد حجم المخاطر التي واجهها نتيجة دفاعه عن معتقلي الاحتجاجات السلمية ومتابعته ملفاتهم القانونية، وكان مكتبه واحدًا من المراكز النادرة التي فتحت أبوابها لأهالي المعتقلين في تلك المرحلة.

وفي 2 تشرين الأول 2012، اختُطف معتوق مع صديقه وجاره محمد ظاظا، في أثناء توجههما من منزله في صحنايا إلى مكتبه في دمشق، وانقطعت أخبارهما منذ ذلك الحين.

ورغم إفادات عدد من المعتقلين المفرج عنهم الذين أكدوا مشاهدته في أحد فروع المخابرات، فإن السلطات السورية لم تقدم أي معلومات عن مصيره، ولم يُعرض على أي محكمة.

نال خليل معتوق خلال اعتقاله جائزة من منظمة “محامون من أجل المحامين” الهولندية، تقديرًا لدوره في الدفاع عن حقوق الإنسان ولسنوات عمله الطويلة في مواجهة الانتهاكات القانونية.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة