منها إصابات الكتف واليدين
احذر التهابات الأوتار في الانتقال بين الفصول
تشيع حالات التهابات الأحبال الليفية السميكة التي تربط العضلات بالعظام (الأوتار)، وتتسبب هذه الحالة بالشعور بالألم عند الجس حول المفصل مباشرة أو مع الحركة.
وتُعزى هذه الالتهابات إلى أمراض الروماتيزم أو لأسباب أخرى على رأسها الإجهاد الميكانيكي الحاد أو المتكرر، لذلك تكثر مصادفتها في فترات الانتقال الفصلي من الدفء إلى البرودة أو فترات الإجهاد الموسمية، وفق ما قاله أستاذ أمراض الجهاز الحركي والروماتيزم والمناعة في كلية الطب بجامعة “طرطوس” الدكتور أحمد حامد بدران، لعنب بلدي.
وأضاف الدكتور بدران أن هذا الالتهابات من الممكن أن تُصيب أي وتر من الأوتار، إلا أنها أكثر شيوعًا في المناطق التي تتعرض للإجهاد.
أكثر مناطق الإصابات الوترية شيوعًا
حول أكثر مناطق الإصابات الوترية شيوعًا، ذكر الأستاذ في كلية الطب بجامعة “طرطوس” أنها:
• الكتف: التهاب أوتار الكفة المدورة (مجموعة أوتار)، إذ يشكو المريض من آلام بناحية الكتف، والتي قد تعوق النوم، ويحدث تحدد في حركات مفصل الكتف، يمكن أن يترافق بترسب أملاح الكالسيوم.
• المرفق: التهاب اللقيمة الوحشية (مرفق التنس)، والتهاب اللقيمة الإنسية (مرفق الغولف)، لكن أغلب مصادفاتها تكون في سياق الأعمال المنزلية والزراعية وبعض المهن اليدوية المجهدة.
• الركبة: التهاب وتر أسفل الرضفة، قد يُعاني المرضى من الألم عند القفز، أو صعود الدرج، أو أداء تمرينات القرفصاء في الركبة.
• الكاحل: التهاب وتر أخيل أكبر أوتار الجسم، ويحدث في سياق أمراض الفقار والمفاصل سلبية المصل أو الإجهاد كما في الجري أو بعد رض مباشر.
• اليدان: أوتار الباسطات والعاطفات، وتحدث في سياق الإجهاد كما في الأعمال المنزلية والزراعية والإفراط في استخدام الموبايل أو بعد رض مباشر أو في سياق الأمراض الروماتزمية الالتهابية كالداء الرثياني (مرض مناعي ذاتي) وغيره.
وتظهر الأعراض غالبًا عند موضع اتصال الوتر بالعظم أو على مسير الوتر، بحسب بدران، وقد تشمل: ألمًا موضعيًا وحساسية عند الجس، تورمًا ودفئًا في المنطقة المصابة، تيبسًا وخاصة في الصباح، تفاقم الألم مع الحركة أو النشاط.
الأسباب
عن أسباب الإصابة، قال الدكتور بدران، إنها تتمثل بـ:
• تكرار الحركات أو الإفراط في الاستخدام.
• الوضعيات السيئة أو وجود نقاط ضعف، كما بعد الكسور والخلوع.
• زيادة مفاجئة في النشاط البدني أو رضوض مباشرة.
• التقدم في العمر وانخفاض مرونة الأوتار.
• بعض الحالات الطبية، مثل: التهابات المفاصل (الأشيع) والداء السكري.
• بعض الأدوية، مثل: الفلوروكينولونات (سيبروفلوكساسين)، والستاتينات والكورتيزونات موضعيًا ومثبطات الأروماتاز، التي تُستخدَم لعلاج سرطان الثدي، وغيرها.
ولفت الدكتور بدران إلى أن التشخيص يتم بالفحص السريري، إضافة إلى التصوير بالموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي، لتقييم سلامة الوتر واستبعاد حالات أخرى مثل التهاب الجراب أو التهاب المفاصل، وفق ما ذكره في حديثه لعنب بلدي.
يمكن أن تزيد التهابات الأوتار من احتمالات الإصابة بتمزق الأوتار أو تكلسها عند تركها دون علاج، قال الاختصاصي، وقد يحتاج الوتر الممزق تمزقًا تامًا إلى الجراحة لرتقه.
نصائح للوقاية
قال بدران، إن الإحماء قبل التمارين يعد من أهم النصائح للوقاية من خلال تهيئة العضلات للتمرين، إذ تساعد تحمية العضلات المستخدمة في النشاط على تحمل الضغط والحمل عليها بشكل أفضل.
كما نصح بتجنب ممارسة الأنشطة التي تشكل إجهادًا زائدًا على الأوتار، وخاصة لفترات طويلة، وإذا شعر المريض بألم في أثناء نشاط معيّن، عليه أن يتوقف ويستريح.
ولفت الاختصاصي إلى أهمية تنويع الأنشطة، إذا سبّب أحد الأنشطة أو التمارين ألمًا، وتجريب نشاط آخر بحركات مغايرة.
كما يجب تلقي إرشادات احترافية عند بدء ممارسة رياضة جديدة أو استخدام أجهزة التمارين الرياضية.
وأكد ضرورة ممارسة تمارين الإطالة بعد ممارسة التمرين، إذ يجب تحريك المفاصل بكامل نطاق حركتها.
واعتبر الدكتور بدران، أن مراجعة الطبيب ضرورية في أغلب الحالات، عندما لا يستجيب التهاب الأوتار للعلاج القائم على التدابير الذاتية خلال بضعة أيام، أو يعوق ممارسة الأنشطة اليومية.
آلية العلاج
وعن العلاج، قال بدران، إنه يتم بالراحة أو تغيير النشاط، أو اللجوء إلى كمادات الثلج ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية، وتمارين التمطيط والتقوية، وقد يضطر الطبيب للاعتماد على حقن الكورتيزون عند الضرورة لكن بحذر لتلافي تأذّي الوتر، لافتًا إلى أنه في الحالات المزمنة أو الشديدة (نادرة) تكون الجراحة سبيلًا وحيدًا للعلاج.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :