ما دلالات الهزة الأرضية في القلمون بريف دمشق

camera iconموقع الهزة الأرضية غرب مدينة يبرود بريف دمشق - 2 تشرين الثاني 2025 (المركز الوطني للزلازل/فيسبوك)

tag icon ع ع ع

ضربت هزة أرضية صباح اليوم، الأحد 2 من تشرين الثاني، شمال شرق مدينة دمشق غرب مدينة يبرود، شعر بها سكان في مناطق مختلفة وتحديدًا بالطوابق المرتفعة، ما أثار تساؤلات حول أسباب حدوثها ودلالاتها.

مدير عام المركز الوطني للزلازل التابع لوزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية، جمال زكور، أوضح لعنب بلدي، أن سكان دمشق وريفها شعروا بالهزة رغم تصنيفها كخفيفة بسبب عمقها الضحل (يقارب 8.8 كيلومتر)، في حين بلغت قوتها 3.7 درجة على مقياس ريختر.

ووقعت الهزة تكتونية المنشأ وأحادية البؤرة على منظومة فوالق القلمون بريف دمشق، بحسب زكور، التي تتكوّن من فوالق النبك ويبرود وسرغايا، وتعتبر من تفرعات فالق البحر الميت التحويلي النشط نسبيًا.

وأضاف مدير عام المركز الوطني للزلازل، أن الهزة حصلت نتيجة تجاوز الطاقة الكامنة على حدود الصفائح المستوى الحدي الحرج، ما أدّى إلى انزلاق الكتل الصخرية المتقابلة جانبيًا بحركة انزلاقية أفقية.

ولفت زكور إلى أن الهزة لم تترافق بحدوث تمزق صخري كبير تبعًا للقدر المرصود والنشاط الزلزالي في المنظومات الفالقية الرئيسة على حدود الصفيحة العربية كمنظومة شرق الأناضول ومنظومة القوس القبرصي ومنظومة الانهدام العربي.

وأشار زكور إلى أنها قد تكون هزة “متحرضة” طبيعية على منظومة فوالق القلمون، بسبب إعادة توازن الإجهادات الإقليمية التكتونية على المنظومات الثلاث سابقة الذكر من بعد زلزال تركيا المدمّر الذي أثر في عدة مناطق سورية في شباط 2023.

ووفق الزلازل التي تسجل بشكل يومي على تلك المنظومات وتبعًا لنصف القطر الفعّال للتحريض، إذ إن لكل هزة رئيسة نصف قطر فعّال يحدث ضمنه التحريض خلال الزمن اللاحق للهزات، بالتالي تندرج الهزة الأخيرة ضمن إطار النشاط الزلزالي الطبيعي و”المتحرض” للمنطقة، وتمثل تحررًا جزئيًا للطاقة الكامنة المتراكمة في المنطقة، يشرح زكور.

وتقع سوريا في منطقة نشطة زلزاليًا، وتعرّضت عبر تاريخها إلى مجموعة كبيرة من الزلازل الكبيرة، وسبق أن دمّرت مدن بلاد الشام لأكثر من مرة بزلازل تفوق 7 درجات، ونتج عنها خسائر بشرية ومادية هائلة.

كما أن النشاط الزلزالي فيها مستمر كونه مرتبطًا مع حركة الصفائح (الصفيحة العربية والإفريقية مع الصفيحة الأناضولية والأوراسية)، والتي تخضع لتصادم فيما بينها في نقاط الالتقاء، بالتالي ضغط هائل على الصفيحة الأناضولية، كون الصفيحة العربية تضغط باتجاه الشمال من خلال حركة فتل أي (عكس عقارب الساعة).

ما الهزات “التحريضية”

أوضح رئيس قسم علم الزلازل في المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية بجامعة دمشق، الدكتور نضال جوني، لعنب بلدي، أن الهزة تكون “تحريضية” في حال كانت سابقة لحدث أكبر، في حين يُطلق على الهزات اسم ارتدادية عندما تكون لاحقة لهزة كبيرة.

وبحسب جوني، الهزة “التحريضية” (Foreshock) هي هزة أرضية أصغر حدة تحدث قبل الهزة الرئيسة في نفس المنطقة، وتُعتبر بمثابة إنذار أو مؤشر على أن الضغط على الصدع يصل إلى نقطة الانهيار.

وأضاف جوني أن الهزة “التحريضية” قد تسبق الهزة الرئيسة بدقائق أو ساعات أو أيام أو أسابيع عديدة.

وأردف أنه لا يمكن تصنيف هزة ما على أنها “تحريضية” إلا بعد حدوث الهزة الرئيسة، فالهزة التي تسبق هزة أكبر منها هي “تحريضية”، أما إذا لم يتبعها هزة أكبر منها فهي هزة رئيسة بحد ذاتها.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة