
جندي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يقف خلال دورية مشتركة بين الولايات المتحدة و"قسد" في ريف القامشلي - 8 شباط 2024 (رويترز/أورهان قريمان)

جندي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يقف خلال دورية مشتركة بين الولايات المتحدة و"قسد" في ريف القامشلي - 8 شباط 2024 (رويترز/أورهان قريمان)
قال وزير الدفاع العراقي، إن وزير الدفاع الأمريكي أجرى اتصالًا معه قبل نحو عشرة أيام، أبلغه خلاله تحذيرات من تدخل الفصائل العراقية في عمليات عسكرية تنفذها القوات الأمريكية قرب الحدود السورية.
وأوضح الوزير، في مقابلة مع قناة “الشرقية”، بثتها في 31 من تشرين الأول، أنه أجرى المكالمة إلى جانب رئيس أركان الجيش العراقي ونائب قائد العمليات المشتركة ومعاون العمليات ومدير الاستخبارات العسكرية العراقية، مشيرًا إلى أن الجانب الأمريكي لم يذكر تفاصيل العمليات، واكتفى بالتحذير من التدخل فيها.
وأضاف الوزير أن الجانب الأمريكي أبلغه بأن بعض العمليات ستُنفذ داخل الأراضي السورية، وأن المسؤولين الأمريكيين شددوا خلال الاتصال على ضرورة عدم تدخل الفصائل العراقية في تلك العمليات.
وتابع أن وزير الدفاع الأمريكي قال له حرفيًا: “أنتم تعلمون كيف سترد الإدارة الأمريكية إذا حدث أي تدخل”.
وتأتي هذه التصريحات بعد تصريحات المبعوث الأمريكي إلى سوريا عن زيارة مرتقبة للرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إلى واشنطن في 10 من تشرين الثاني الحالي، متوقعًا أن يلتقي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض.
ومن المنتظر أن يوقع الرئيس الشرع على اتفاقية الانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم، خلال زيارته.
كما تتعرض الحكومة العراقية لضغوطات أمريكية لنزع سلاح الفصائل المسلحة المدعومة من إيران.
وفي 21 من تشرين الأول الماضي، طلب وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، من رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني الإسراع في ملف نزع سلاح الفصائل المسلحة المدعومة من إيران.
وأشار روبيو إلى أن “الميليشيات” المدعومة من إيران في العراق تهدد حياة وأعمال الأمريكيين والعراقيين على حد سواء، و”تنهب الموارد العراقية لمصلحة طهران”.
وكان رئيس الوزراء العراقي وضع الفصائل المسلحة أمام خيارين: “الاندماج في الأجهزة الأمنية أو التحول إلى العمل السياسي”، في محاولة لتنظيم وضعها داخل الدولة.
أعلنت وزارة الداخلية السورية أن إدارة مكافحة المخدرات ضبطت 108 كيلوغرامات من الحشيش، و1.27 مليون حبة كبتاجون، بالتنسيق المباشر مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات في العراق، في 22 من تشرين الأول الماضي.
وألقت القبض على عدد من المتهمين المطلوبين دوليًا، ضمن شبكات التهريب العابرة للحدود، من خلال التنسيق الميداني والاستخباري المشترك بين الجانبين، وفقًا لبيان الوزارة الذي أصدرته عبر منصة “فيسبوك”.
بدورها، أكدت وزارة الداخلية العراقية حينها أن المديرية العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، نفذت عملية نوعية بالتنسيق المباشر مع إدارة مكافحة المخدرات السورية.
وأوضحت أن إحدى مفارز المديرية دخلت إلى الأراضي السورية، وتمكنت من خلال التنسيق المشترك من ضبط 320 كيلوغرامًا من المواد المخدرة.
تأتي العملية امتدادًا لسلسلة من الجهود الدولية المشتركة التي تنفذها إدارة مكافحة المخدرات السورية، بالتعاون مع الدول الشقيقة، في إطار التنسيق الأمني والاستخباري المستمر لمواجهة هذه الآفة الخطيرة، بحسب بيان الوزارتين.
وأكدت الوزارتان أن حماية المجتمع من المخدرات مسؤولية “وطنية وأخلاقية”، وستواصلان أداء واجبهما حتى “تجفيف منابع السموم”، التي تستهدف الشباب والأمن الوطني، ساعية لتعزيز التعاون الدولي بما يصون أمن سوريا والعراق.
وفي 30 من تموز الماضي، تمكنت إدارة مكافحة المخدرات السورية، بالتعاون مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات العراقية، من ضبط كمية من المواد المخدرة، كانت مجهزة للتهريب عبر الحدود، وفقًا لوزارة الداخلية السورية.
وقال مدير إدارة مكافحة المخدرات حينها، خالد عيد، في بيان نشرته وزارة الداخلية في صفحتها عبر “فيسبوك”، إن هذه العملية جاءت في إطار تبادل استخباراتي دقيق بين إدارة مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية السورية والمديرية العامة لمكافحة المخدرات في وزارة الداخلية العراقية، حيث نُفّذت عملية أمنية مشتركة بعد دراسة دقيقة.
تشهد العلاقة بين العراق وسوريا في مرحلة ما بعد الأسد تداخلًا معقدًا بين إرثٍ من المظالم، وهواجس أمنية من جهة، وفرص التعاون الاقتصادي والتحديات الجيوسياسية من جهة أخرى.
تشعر سوريا بعد سقوط نظام الأسد المخلوع بالقلق من علاقات العراق المتنامية مع إيران، التي تعدّها تهديدًا لحكمها الجديد، ومن جانبه، يتشكل موقف العراق الحذر تجاه سوريا نتيجة الضغوط الجيوسياسية الخارجية، المتمثلة بحاجة العراق لموازنة علاقاته مع إيران، والحفاظ على علاقات إيجابية مع الولايات المتحدة، وتجنب التحول إلى ساحة للصراعات بالوكالة بين القوى الإقليمية، مثل إيران والولايات المتحدة وإسرائيل.
وهو ما دفع الجارين إلى التحفظ في الإسراع بخطوات إعادة العلاقات السياسية بينهما، والسير ببطء نحو بعض التفاهمات الأمنية والاقتصادية بين البلدين، بحسب دراسة صادرة عن مركز “حرمون للدراسات”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى