حلب.. مصدر عسكري ينفي حصار حيي الأشرفية والشيخ مقصود

camera iconأكياس طحين داخل أحد أفران حي الشيخ مقصود بمدينة حلب - 3 تشرين الثاني 2025 (وكالة هاوار)

tag icon ع ع ع

نفى مصدر عسكري في وزارة الدفاع السورية لعنب بلدي اليوم، الثلاثاء 4 من تشرين الثاني، منع دخول المواد الأساسية إلى حيي الأشرفية والشيخ مقصود بمدينة حلب اللذين تسيطر عليهما “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

وكانت وكالة “هاوار” المقربة من “قسد” ذكرت، الاثنين 3 من تشرين الثاني، أن مخزون مادة الطحين الاحتياطي في حيي الشيخ مقصود والأشرفية شارف على النفاد.

وعزت الوكالة السبب إلى الحصار المفروض على الحيين من قبل الحكومة السورية منذ 25 من أيلول الماضي، حيث تمنع مرور المحروقات والطحين والمواد الأساسية ومواد البناء.

وقال المصدر العسكري الذي تحفظ على نشر اسمه لأنه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام، إن جميع المواد الأساسية متاحة للدخول إلى الحيين، باستثناء مواد محددة “تخضع لتنظيم خاص”.

المواد الممنوعة من الدخول تشمل المحروقات ومواد البناء والحديد، بحسب المصدر، موضحًا أن سبب المنع يعود إلى استخدام تلك المواد في حفر الأنفاق لأغراض عسكرية.

وأضاف المصدر، خلال حديثه لعنب بلدي، أن هناك عملية ضبط لدخول المواد التي يمكن توظيفها عسكريًا، مثل بعض أنواع الحديد ومواد البناء.

وبحسب تقرير وكالة “هاوار”، أثر الحصار على عدة مرافق اقتصادية بسبب انخفاض إنتاج المنشآت إلى جانب صعوبة تأمين مادة الخبز التي تعد من المستلزمات الأساسية للأهالي.

ويوجد في حيي الشيخ مقصود والأشرفية نحو 12 فرنًا، تحتاج إلى عشرات الأطنان من الطحين يوميًا، من أجل تأمين الخبز لنحو 460 ألف نسمة من الأهالي.

لكن المصدر العسكري أكد أن كل شيء مسموح بالدخول ما عدا المواد التي تستخدم بشكل غير مدني، ووصف الاتهامات بأنها “ادعاءات غير واقعية تتغير كل يوم”.

أحد أهالي حي الأشرفية، رفض نشر اسمه لأسباب أمنية، أكد أن واقع الخبز في الحي ما زال مستقرًا، وقال لعنب بلدي، إن الأهالي لا يواجهون صعوبة بالحصول عليه أو على المحروقات، كما أنهم يتمكنون من إدخال الخبز من خارج الحي عند الحاجة.

التفاهمات معلّقة

أما عن الوضع الميداني، فأوضح المصدر العسكري أن قوات الأمن العام لم تدخل حتى الآن إلى الدوارين الأول والثاني في حي الأشرفية.

ولفت إلى أن التفاهمات التي جرت في 21 من تشرين الأول الماضي بين وفد الحكومة السورية وقيادات من “قسد” لم ينفذ أي من بنودها حتى الآن.

وتنص التفاهمات، وفق المصدر، على سحب الحواجز والنقاط العسكرية التابعة للجيش السوري و”قسد” من مداخل حيي الأشرفية والشيخ مقصود، على أن يتسلم جهاز الأمن العام التابع لوزارة الداخلية مهام الانتشار في الدوارين الأول والثاني في حي الأشرفية، تمهيدًا لتوسيع نطاق وجوده تدريجيًا في المنطقتين.

ويشمل الاتفاق أيضًا انضمام نحو 250 عنصرًا من “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) التابعة لـ”الإدارة الذاتية” إلى جهاز الأمن العام السوري.

كما يتضمن إعادة تسليم حي السكن الشبابي، شمال حلب، للإدارة المدنية في المرحلة الأولى من التنفيذ.

وكانت “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) في حلب أعلنت عبر صفحتها على “فيسبوك” عن تنفيذ خطوتين ميدانيتين في إطار الاتفاقات المبرمة بينها وبين إدارة الأمن العام.

في 24 من تشرين الأول الماضي، ذكرت “أسايش” أنها أعادت فتح طريق حاجز “الجزيرة” في محيط حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، بالتنسيق مع إدارة الأمن العام.

واعتبرت أن الخطوة تأتي ضمن تنفيذ بنود الاتفاقيات بين الجانبين، وتهدف إلى تسهيل حركة الأهالي وتنظيم العبور وتعزيز التنسيق الأمني والخدمي بين الجهات المعنية.

وفي 23 من تشرين الأول، أعلنت “أسايش” عن إعادة فتح حاجز الأشرفية، المعروف بحاجز “مستشفى اليوناني”، في مدينة حلب، بالتنسيق مع إدارة الأمن العام وقوات الحكومة.

وأشارت أيضًا إلى أن الخطوة تأتي في إطار تعزيز التعاون الميداني وتسهيل دخول وخروج المدنيين من الحي.

ووصفت الإجراء بأنه يرسخ الأمن والاستقرار ويعكس الالتزام بتنفيذ الاتفاقيات بما يخدم مصلحة المواطنين.

ومنذ ذلك التاريخ، لم يصدر عن الجانبين أي إعلان رسمي جديد بشأن متابعة تنفيذ بقية بنود التفاهمات أو توسيع نطاقها الميداني.

وفد حكومي يزور الحيين

في 21 من تشرين الأول الماضي، زار وفد من وزارة الداخلية في الحكومة السورية، برئاسة قائد فرع الأمن الداخلي في حلب، محمد عبد الغني، حيي الأشرفية والشيخ مقصود.

رافق الوفد خلال الجولة قياديون من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

ووُصفت الجولة بأنها “زيارة أمنية ميدانية”، بحسب بيان نشرته “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) عبر صفحتها على “فيسبوك”.

وأشار البيان إلى أن الجولة هدفت إلى تعزيز التنسيق الأمني وحماية الاستقرار في الحيين.

حلب.. زيارات متبادلة تمهد لتفاهم أمني في ملف “قسد”



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة