“قسد”: المفاوضات مع دمشق تمر بـ”مرحلة حساسة”

قائد وحدات حماية الشعب ضمن قوات سوريا الديمقراطية سيبان حمو - 5 تشرين الثاني 2025 (المونيتور)

camera iconقائد وحدات حماية الشعب ضمن قوات سوريا الديمقراطية سيبان حمو - 5 تشرين الثاني 2025 (المونيتور)

tag icon ع ع ع

قال القيادي البارز في “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) سيبان حمو، إن المفاوضات مع الحكومة السورية تمر بـ”فترة شديدة الحساسية”، مؤكدًا عدم وجود “خطوات جدية تُذكر” على صعيد الاندماج السياسي والعسكري بين الجانبين.

وأضاف قائد “وحدات حماية الشعب” (ypg) وهي العماد العسكري لـ”قسد”، أن الخلاف الجوهري مع الحكومة لا يتعلق بالرغبة في الاندماج، بل بالمفهوم نفسه.

ووفق حديث حمو إلى موقع “المونيتور” الأمريكي، نشر الأربعاء 5 من تشرين الثاني، ترى دمشق الاندماج على أنه “ذوبان في الآخر”، بينما تعتبره “قسد” عملية ديمقراطية تحافظ على الوجود والإرادة، وفق تعبيره.

بالمقابل، قال إن رغبة “قسد” في الاندماج ضمن الدولة السورية والمشاركة في إدارتها تمثل “خيارًا استراتيجيًا وهدفًا أساسيًا للقيادة”، نافيًا في الوقت ذاته أي أجندة انفصالية أو سعي لإقامة دولة مستقلة، واصفًا ما يُروج بهذا الخصوص بأنه “أكاذيب متواصلة”.

كما أكد أن “قسد” لا تزال ملتزمة باتفاق 10 من آذار الماضي، إلا أنه انتقد ما أسماه “الخطوات الأحادية للحكومة الانتقالية”، مشيرًا إلى أن تشكيل الحكومة وصياغة الدستور والانتخابات البرلمانية تمت دون مشاركتهم، ما اعتبر أنه يعوق تحقيق شراكة حقيقية.

اتفاق 10 من آذار الماضي جرى بين الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وقائد “قسد” مظلوم عبدي.

وقضى الاتفاق بدمج مؤسسات “قسد” العسكرية والمدنية ضمن مؤسسات الدولة السورية، والعمل على تطبيق ذلك قبل نهاية العام الحالي.

ومنذ توقيع الاتفاق، لا تزال المفاوضات بين الجانبين تسير بمسار متعرج، يتخلله تصعيد عسكري يصل حد الاشتباك المتبادل، كما تتهم دمشق “قسد” بعرقلة الاتفاق.

تيارات ضاغطة تعرقل مفاوضات دمشق- “قسد”

خلاف على آلية الاندماج

في 7 من تشرين الأول الماضي، التقى الطرفان في دمشق، واتفقا على إيقاف إطلاق النار بين الجانبين، وجاء ذلك بعد ليلة دامية شهدتها مدينة حلب، شمالي سوريا، بين قوات “قسد” التي تسيطر على حيي الأشرفية والشيخ مقصود، وبين القوات الحكومية.

وعن الاجتماع الأخير في دمشق، قال حمو، إن الأجواء كانت إيجابية، إلا أن أي تفاهمات لم تُوثق كتابيًا أو تُنفذ عمليًا.

ونفى صحة ما أُعلن إعلاميًا بشأن إنشاء ثلاثة ألوية خاصة تحت القيادة العامة للجيش السوري.

وكان الباحث السياسي، المقرب من الحكومة، أشار في حديث سابق لعنب بلدي إلى اتفاق مبدئي بين الحكومة و”قسد” بقضي بضم ثلاث فرق عسكرية من الأخيرة إلى الجيش السوري.

من جانبه، أشار حمو إلى أن “قسد” تمتلك هيكلًا موحدًا شبيهًا بالجيش النظامي، وقادرة على تنفيذ مهام دفاعية تحت إشراف وزارة الدفاع السورية، لكن لم تُتخذ أي خطوات تنفيذية حتى الآن.

واعتبر أن ربط مسائل الاندماج وتسليم السلاح بمواعيد محددة “أمر خاطئ”، إذ يعتمد التقدم على تحول دمشق إلى دولة ديمقراطية والظروف الأمنية والعسكرية.

حمو: “قسد” تفضّل الحوار

أكد حمو أن “قسد” تفضّل الحوار على المواجهة، وهدفها النهائي الوصول إلى اتفاق يضمن حقوق جميع السوريين ضمن دولة ديمقراطية واحدة، بحسب وصفه.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تمثل الطرف الأساسي في التفاوض، وأن دورها محوري في تقريب وجهات النظر.

لكنه ذكر أن “قسد” تتابع التطورات الميدانية عن كثب، وتستعد لأي طارئ في ظل غياب الثقة المتبادلة، مذكّرًا بانهيار اتفاق حيي الأشرفية الشيخ مقصود في حلب.

اتفاق الحيين جرى في مطلع شهر نيسان الماضي، وقضى بانسحاب قوات “قسد” العسكرية وبقاء “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) التابعة لها، تمهيدًا لاندماجها في وزارة الداخلية السورية.

واعتبر باحثون قابلتهم عنب بلدي في وقت سابق، أن الاتفاق يمثل “بالون اختبار” للاتفاق العام في آذار الماضي.

وبالرغم من انتقاد حمو للاتفاق، الذي وصفه بـ”كذبة نيسان”، ما زال الطرفان يجريان مباحثات وتبادلًا للزيارات.

تيارات ضاغطة تعرقل مفاوضات دمشق- “قسد”



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة