
جندي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يقف خلال دورية مشتركة بين الولايات المتحدة و"قسد" في ريف القامشلي - 8 شباط 2024 (رويترز/أورهان قريمان)

جندي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يقف خلال دورية مشتركة بين الولايات المتحدة و"قسد" في ريف القامشلي - 8 شباط 2024 (رويترز/أورهان قريمان)
نفت سوريا ما أوردته وكالة “رويترز” اليوم، الخميس 6 من تشرين الثاني، أن الولايات المتحدة الأمريكية تستعد لإقامة وجود عسكري في قاعدة جوية بالعاصمة السورية دمشق، للمساعدة في تمكين اتفاق أمني تعمل واشنطن على التوسط فيه بين سوريا وإسرائيل.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية، لوكالة الأنباء الرسمية (سانا)، إنه لا صحة لما نشرته وكالة “رويترز” عن القواعد الأمريكية في سوريا.
وأشار المصدر المسؤول، إلى أن المرحلة الراهنة “تشهد تحولًا في الموقف الأمريكي باتجاه التعامل المباشر مع الحكومة السورية المركزية، ودعم جهود توحيد البلاد ورفض أي دعوات للتقسيم”.
وأضاف المصدر أن العمل يجري على “نقل الشراكات والتفاهمات التي كانت اضطرارية مع أجسام مؤقتة إلى دمشق، في إطار التنسيق السياسي والعسكري والاقتصادي المشترك”.
واعتبر المصدر أن “سوريا في عهدها الجديد ماضية بثبات نحو ترسيخ الاستقرار وتعزيز التعاون القائم على السيادة الوطنية والاحترام المتبادل”.
وكالة “رويترز” كانت قد نقلت، اليوم عن ستة مصادر، بينها سورية وغربية لم تسمها، أن القاعدة عند مدخل مناطق في جنوبي سوريا، يتوقع أن تشكل جزءًا من منطقة منزوعة السلاح ضمن اتفاق عدم اعتداء بين إسرائيل وسوريا.
وبحسب مصادر وصفتها “رويترز” بالمطلعة على التحضيرات الجارية في القاعدة، فإن الولايات المتحدة تخطط لاستخدام القاعدة للمساعدة في مراقبة الاتفاق المحتمل بين إسرائيل وسوريا.
وقال مسؤول عسكري غربي، إن “البنتاجون” سرّع خططه خلال الشهرين الماضيين، وقام بعدة مهام استطلاعية إلى القاعدة، خلصت إلى أن مدرج القاعدة الطويل جاهز للاستخدام الفوري.
وأوضح مصدران عسكريان سوريان أن المحادثات الفنية ركّزت على استخدام القاعدة لأغراض لوجستية واستطلاعية وتزويد بالوقود وعمليات إنسانية، على أن تحتفظ سوريا بسيادتها الكاملة على المنشأة.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع السورية، إن طائرات نقل عسكرية أمريكية من طراز “C-130” هبطت في القاعدة للتأكد من صلاحية المدرج للاستخدام.
ونقلت “رويترز” عن أحد حراس الأمن عند مدخل القاعدة، أن طائرات أمريكية كانت تهبط هناك ضمن “اختبارات”، فيما لم يتضح موعد نشر الأفراد العسكريين الأمريكيين في القاعدة.
بحسب أحد المطلعين على المحادثات بشأن القاعدة، فإن الخطوة نوقشت خلال زيارة الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، إلى دمشق في 12 من أيلول الماضي.
وكان الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، التقى كوبر في دمشق، برفقة المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم براك.
وبحث الشرع وكوبر آفاق التعاون في المجالات السياسية والعسكرية، بما يخدم المصالح المشتركة ويرسخ مقومات الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة، وفق ما ذكرته رئاسة الجمهورية.
وذكرت “سينتكوم” عبر “إكس”، أن كوبر وبراك وجها شكرهما للشرع على دعمه لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، وأكدا أن القضاء على تهديد التنظيم في سوريا سيقلل من خطر وقوع هجوم للتنظيم على الأراضي الأمريكية.
وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية لوكالة “رويترز”، إن بلاده تُقيّم باستمرار وضعها العسكري اللازم في سوريا لضمان فاعلية الجهود ضد تنظيم “الدولة”.
ولم يعلق المسؤول على مواقع محتملة لعمليات القوات الأمريكية، في حين طلب عدم ذكر اسم القاعدة أو موقعها لأسباب تتعلق بالأمن العملياتي، وفق “رويترز”.
أشارت وكالة “رويترز” إلى أن الخطط الأمريكية الجديدة مشابهة لوجودين عسكريين جديدين آخرين للولايات المتحدة في المنطقة لمراقبة اتفاقات وقف إطلاق النار.
وعدّت “رويترز” الخطط الأمريكية الخاصة بالوجود في العاصمة السورية، والتي لم يُكشف عنها سابقًا، مؤشرًا على إعادة تموضع استراتيجي لسوريا باتجاه الولايات المتحدة بعد سقوط النظام السابق.
وتعمل واشنطن على رعاية هدنة بين دمشق وتل أبيب، في حين أن الأخيرة تستمر بالتوغل داخل الأراضي السورية.
وقال مصدر سوري مطّلع على المفاوضات لـ”رويترز”، إن واشنطن تمارس ضغوطًا على دمشق للتوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام، وربما قبل زيارة الشرع إلى واشنطن.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس السوري الشرع، نظيره الأمريكي ترامب، في واشنطن، الاثنين المقبل، في 10 من تشرين الثاني.
وسيكون هذا اللقاء الثالث بين الشرع وترامب، والزيارة الثانية للرئيس السوري الحالي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والأولى لرئيس سوري إلى واشنطن.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى