تقرير إسرائيلي يرصد محاولات تهريب للسلاح من سوريا

الجيش الإسرائيلي على الحدود السورية -7 تشرين الثاني 2025 (يديعوت أحرنوت)

camera iconالجيش الإسرائيلي على الحدود السورية -7 تشرين الثاني 2025 (يديعوت أحرنوت)

tag icon ع ع ع

تنشط حركة تهريب الأسلحة من دول جوار إسرائيل، مثل مصر والأردن وسوريا ولبنان، وبأسعار تصل إلى 10 أضعاف، من السعر الحقيقي لقطعة السلاح، وفق ما نقل تقرير لصحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية.

التقرير الذي نشر، في 7 من تشرين الثاني، نقل عن جنود وقادة عسكريين إسرائيليين موجودين على الحدود ظروف وطبيعة عمليات التهريب التي تجري، عبر طائرات مسيرة، وعبر أشخاص يرمون حقائب مليئة بالأسلحة والأموال، فوق السياج الفاصل، ثم يلوذون بالفرار بسرعة.

وسلطت الصحيفة الإسرائيلية، الضوء على عمليات التهريب عن طريق سوريا، مشيرةً إلى  أن ما يحدث على الحدود السورية (ثلاث حوادث تهريب على الأقل يمكن مناقشتها، وحوادث أخرى لم تُناقش بعد) يجذب اهتمامًا كبيرًا.

كل من الشرطة والمجرمين يدركون الواقع الجديد. ما كان في السابق أمرًا غير مألوف للغاية أصبح اليوم ظاهرة وحدثًا متغيرًا ومتطورًا، قالت الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن قائد “الكتيبة 7241″، قوله إن واقعًا معقدًا يتشكل حاليًا في المنطقة السورية القريبة من الحدود: “من جهة، يعيش الناس هناك ويعيشون حياة روتينية، ومن جهة أخرى، هناك العديد من العناصر الإرهابية التي تريد إيذاءنا، ومعهم عناصر إجرامية”، مضيفًا “لا توجد شرطة ولا حكومة لفرض النظام هناك”.

بينما نقلت الصحيفة، عن المقدم أوشري عمور، رئيس قسم الاستخبارات في القيادة الشمالية، أن التهريب على الحدود الشمالية لإسرائيل وخاصة منطقة مرتفعات الجولان  يتأثر بشكل كبير بالتغيرات الجيوسياسية والأمنية.

وأشار المقدم أن سقوط نظام الأسد في سوريا، والواقع المتغير في لبنان، والحدود الأردنية المفتوحة نسبيًا، خلقت طرق تهريب جديدة ومعقدة يجب كسرها، مضيفًا أنهم وجدوا طريقًا واحدًا للتهريب على الأقل في سوريا.

وتتعدد الأسباب بحسب رئيس الاستخبارات، فقبل حرب 7 من تشرين الأول 2023، بينما كانت الحدود السورية مكشوفة ومُغرقة بالمياه، كانت الحدود اللبنانية مليئةً بالأدغال التي سهّلت على المهربين عدم الانكشاف، وفي الوقت نفسه، كانت إسرائيل مترددة في مهاجمة البلاد.

بعد ذلك، وطوال أيام القتال على جبهة لبنان، انقطع التهريب تقريبًا من الحدود اللبنانية، إذ كان كل من يقترب من السياج يُعتبر ميتًا، وكان الوصول إلى الحدود السورية صعبًا للغاية أيضًا.

ويرى الضابط الإسرائيلي أن الواقع في سوريا، حيث يقيم الجيش الإسرائيلي ما يسميها منطقة عازلة “أكثر تعقيدًا بكثير”، وكذلك الجهود الأمنية ضد تهريب الأسلحة ومحاولات التسلل.

بينما يوضح مقدم من “الكتيبة 595″، وهو مسؤول عن جمع المعلومات الاستخبارية في سوريا وجبل الشيخ، أن التغييرات التي تشهدها سوريا قد أضفت تعقيدًا جديدًا على الدفاع، مع التركيز المستمر على استخلاص الدروس من أحداث 14 تموز (أحداث السويداء).

وقال المقدم، “من المهم أن تكون لدينا أعين على ظهورنا ولهذا السبب عززنا قبضتنا على الأراضي الواقعة على جانبنا”.

ووقعت حالة تهريب، قبل نحو شهرين، تحت غطاء الاضطرابات في مرتفعات الجولان المحيطة بأحداث السويداء. ويصف الرقيب عمور، “دخل بعض الدروز من الجليل إلى سوريا وعادوا ببنادق كلاشينكوف وذخيرة”.

وفي حالة أخرى في الشهر الماضي، تم اكتشاف مخبأ ذخيرة مهربة، فالمخبأ كان تحت الأرض في “منطقة بستان مجدل شمس”، ويحتوي على كمية كبيرة من ذخيرة عيار 7.62 ملم مهربة عبر الحدود.

محاولات تهريب

في 22 من تموز الماضي، أعلنت إسرائيل عن اعتقال سوريين، قالت إنهم تجار أسلحة في الجنوب السوري، وانتهاء التحقيقات معهم، بعد معلومات استخباراتية.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الناطق باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، إن قوات الفرقة “210” مع الوحدة “504” أنهت نشاطًا عسكريًا اعتقلت من خلاله وأجرت تحقيقًا مع تجار أسلحة عملوا في منطقة جنوبي سوريا، خلال ساعات الليلة الماضية.

وأضاف أن اعتقال من اتهمهم بتجارة الأسلحة جاء في أعقاب مؤشرات استخباراتية عن عدد من المشتبه بهم الذين نقلوا وسائل قتالية مختلفة.

توغل واعتقالات

يشهد الجنوب السوري توغلات إسرائيلية متكررة وإنشاء نقاط ومواقع عسكرية، وعمليات تمشيط وانتشار داخل ريفي القنيطرة ودرعا.

في 22 من تشرين الأول الماضي، شنت إسرائيل هجمات بقذائف مدفعية على محيط بلدة كويا بريف درعا الغربي، وحينها أفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن الجيش الإسرائيلي استهدف بثلاث قذائف منطقة الحقول التي تبعد عن منازل المدنيين قرابة 300 متر.

في 15 من تشرين الأول، توغلت قوة من الجيش الإسرائيلي في قرية أوفانيا وفي بلدة الصمدانية الشرقية في ريف القنيطرة.

كما اعتقلت دورية تابعة للجيش الإسرائيلي، في 10 من تشرين الأول، خمسة مدنيين من سكان بلدة صيدا الحانوت بريف القنيطرة الجنوبي، بينهم راعيان وثلاثة مزارعين، قرب خط وقف إطلاق النار في المنطقة، وأطلقت سراحهم مساء اليوم نفسه.

وفي 28 من أيلول، توغلت قوة إسرائيلية مؤلفة من 16 آلية عسكرية من تل أبو غيثار باتجاه بلدة صيدا الجولان في ريف القنيطرة الجنوبي، وقامت بعمليات مداهمة وتفتيش لمنازل المدنيين ثم انسحبت من البلدة بعد فترة قصيرة، وفق ما ذكرته الوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

في 24 من أيلول، توغلت قوة من الجيش الإسرائيلي و داهمت عدة منازل في قرية صيدا الجولان وقامت بتفتيشها، دون أن تعتقل أحدًا.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة