بعد الشكاوى.. حملة لإزالة مكب بالشيخ سعيد في حلب

camera iconأعمال ترحيل النفايات من “عين العصافير” بحي الشيخ سعيد في ريف حلب الجنوبي- 7 تشرين الثاني 2025 (محافظة حلب/ فيسبوك)

tag icon ع ع ع

بدأ مجلس مدينة حلب بالتعاون مع محافظة حلب وعدد من الجهات الخدمية والعسكرية، حملة لإزالة مكب النفايات العشوائي في منطقة عين العصافير ضمن حي الشيخ سعيد جنوب المدينة.

الحملة التي أعلنت عنها محافظة حلب، في 7 من تشرين الثاني، ستسمر لعدة أيام إلى حين الانتهاء من أعمال الترحيل.

الترحيل لتل الضمان

ووفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) فإن عمليات الإزالة تجري بالتنسيق بين وزارتي الدفاع والطوارئ وإدارة الكوارث.

وترحل النفايات إلى مواقع مخصصة خلال أسبوع، في محاولة للحد من الأضرار البيئية والصحية الناتجة عن تكدسها.

وأوضح المكتب الصحفي في مجلس مدينة حلب، لعنب بلدي، أن عمليات الترحيل تجري باتجاه منطقة تل الضمان في ريف حلب الجنوبي.

ويوجد هناك مكب قديم يستخدم منذ أكثر من ثلاثة عقود لاستيعاب نفايات المدينة.

أعمال النقل تنفذ وفق برنامج يومي منظم لضمان ترحيل كامل الكميات المتراكمة في أسرع وقت ممكن، بحسب المكتب.

“الدخان كان يغطي السماء”

محافظ حلب عزام غريب قال عبر “فيسبوك” إن جولة ميدانية أجراها، في 7 من تشرين الثاني، أظهرت حجم التلوث الذي تسببت به الحرائق في المكب.

وأوضح أن الدخان كان يغطي سماء المنطقة ويمتد إلى أحياء مجاورة.

وجاءت الحملة استجابة لنداءات الأهالي بعد تسجيل حالات مرضية ناتجة عن استنشاق الدخان.

وأخمدت فرق الإطفاء الحرائق وبدأت فرق العمل بترحيل أكوام القمامة.

وتشارك في الحملة فرق من مجلس المدينة والدفاع المدني وعدد من الوحدات العسكرية.

كما شاركت شركة “سادكوب” التي تتولى جانبًا من أعمال النقل والترحيل، بحسب ما أعلنت محافظة حلب.

وقالت المحافظة إن حملتها الحالية جزء من خطة “تحسين الواقعين البيئي والخدمي” في المدينة.

وعود بتنظيف شامل

مدير الإدارة المحلية في المحافظة، أحمد كردي، أوضح في تصريحات نقلتها “سانا”، أن جميع الآليات وضعت في خدمة تنفيذ الخطة.

وأكد أن أعمال النقل والترحيل ستستمر حتى رفع كامل التراكمات، ضمن جدول زمني مكثف يشمل متابعة المواقع المجاورة للمكب.

من جهتهم، طالب عدد من الأهالي بمتابعة مستمرة لمنع عودة المكبات العشوائية.

إبراهيم عزوز أحد سكان الشيخ سعيد، قال لعنب بلدي إن “الروائح الكريهة والدخان الناتج عن حرق النفايات كانت تخنق الناس، خاصة في الصيف”.

وأضاف أن استجابة المحافظة لمطالب الأهالي خطوة جيدة، لكنها يجب ألا تكون مؤقتة.

أما أحمد ميدو، الذي يسكن بالقرب من الموقع، فأشار إلى أن المكب تحول خلال الأشهر الماضية إلى “بؤرة للأمراض والبعوض”.

وتحدث عن معاناة الأطفال من التهابات تنفسية متكررة، داعيًا إلى تخصيص مكان ثابت ومعالجة نفايات المدينة بطريقة علمية.

ويعتقد أن الحل لا يكون فقط برفع القمامة، بل بإنشاء برنامج توعية مستدام حول المسؤولية البيئية بين السكان.

معاناة بيئية ممتدة

تعاني مناطق متفرقة من مدينة حلب من انتشار مكبات النفايات العشوائية، خاصة في الأحياء الجنوبية والشرقية التي تفتقر إلى الخدمات الأساسية بعد سنوات من الحرب.

وتشكل هذه المكبات مصدر تلوث خطير، إذ تحرق النفايات في العراء بشكل متكرر، ما يؤدي إلى انبعاث روائح خانقة ودخان كثيف يتسبب بأمراض تنفسية للأهالي ومنها مكب بالقرب من حي بستان القصر.

ويتزامن تنفيذ حملة ترحيل مكب “عين العصافير” مع خطة جديدة أعلنت عنها محافظة حلب لتحسين واقع النظافة في المدينة، ضمن توجه أوسع لمعالجة تراكم النفايات بشكل مستدام.

أزمة النفايات تستمر في حلب.. ورشة عمل لبحث الحلول

ففي 5 من تشرين الثاني الحالي، عقدت المحافظة ورشة عمل برئاسة المحافظ عزام غريب خصصت لبحث حلول طويلة الأمد لقطاع النظافة.

وتهدف الورشة، بحسب البيان، إلى تطوير نظام العمل في قطاع النظافة وتحسين جودة الخدمات بشكل مستمر.

وسيخصص لذلك وضع آليات متابعة وتقييم جديدة، وتعزيز التنسيق بين الدوائر الخدمية والجهات الداعمة في المدينة.

وتأتي هذه الخطوات بعد تصريحات سابقة لرئيس مجلس مدينة حلب، خلال جلسة “المجتمع يسأل والمحافظة تجيب” التي عقدت في منتصف تموز الماضي.

وأوضح رئيس مجلس مدينة حلب، محمد علي العزيز، لعنب بلدي حينها، أن حجم النفايات المنتجة في المدينة تضاعف منذ عام 2016.

وارتفع من نحو 650 طنًا يوميًا إلى أكثر من 1850 طنًا في الوقت الحالي.

وأشار رئيس المجلس حينها إلى أن جزءًا من المكبات العشوائية المنتشرة في أحياء حلب يعود إلى سيارات نقل خاصة تلقي حمولتها في مواقع غير مخصصة.

وبحسب العزيز، فإن ذلك الأمر لا يدخل ضمن مسؤولية مجلس المدينة المباشرة.

ولفت إلى أن هذه الظاهرة تزيد من صعوبة ضبط الواقع الخدمي والبيئي في المدينة.

النفايات.. مشكلة مستعصية في أحياء حلب الشرقية



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة