
من العملية الأمنية التي نفذتها وحدات وزارة الداخلية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في محافظة حماة- 8 تشرين الثاني 2025 (وزارة الداخلية السورية/فيسبوك)

من العملية الأمنية التي نفذتها وحدات وزارة الداخلية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في محافظة حماة- 8 تشرين الثاني 2025 (وزارة الداخلية السورية/فيسبوك)
أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، أن العملية الأمنية التي أطلقتها الوزارة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، اشتملت على 61 مداهمة في مختلف المحافظات السورية، وأسفرت عن 71 عملية اعتقال، شملت قيادات من مختلف المستويات، بالإضافة إلى عناصر عاديين ارتكبوا جرائم عدة، من بينها استهداف مواطنين وعناصر من وزارة الدفاع.
العمليات الأمنية أسفرت أيضًا عن تحييد عنصر من تنظيم “الدولة”، وإصابة أحد عناصر الأمن، بالإضافة إلى مداهمة مخازن ومستودعات للذخيرة والسلاح وأوكار تحتوي على معدات لوجستية في مناطق عدة، وفق تعبيره.
وشملت العملية كل من المحافظات،حلب، وإدلب، وحماة، وحمص، ودير الزور، والرقة، ودمشق وريفها، والبادية السورية، حسبما كشف البابا في حواره مع قناة “الإخبارية” السورية، مساء السبت 8 تشرين الثاني.
وكانت وزارة الداخلية السورية، قد أعلنت السبت، إطلاق عملية أمنية “واسعة النطاق” في عدد من المحافظات، تستهدف ملاحقة خلايا تنظيم “الدولة”، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة.
الحملة التي تقوم بها وحدات وزارة الداخلية، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، تأتي في سياق العمليات الوقائية بهدف تحييد أي خطر لتنظيم “الدولة” قبل أن يبدأ، أوضح البابا.
وكشف أن جهاز الاستخبارات العامة ووزارة الداخلية التقطا معلومات تفيد بوجود نية لدى التنظيم لتنفيذ عمليات جديدة، سواء ضد الحكومة أو ضد المكونات في سوريا، وذلك على أبواب انضمامها إلى “التحالف الدولي لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
هناك تعاون وتنسيق بين جهاز الاستخبارات العامة ووزارة الداخلية، أفاد البابا، شارحًا “تتولى الاستخبارات الحصول على المعلومات وتحضيرها حول مختلف التحديات والتهديدات التي تعكر صفو الأمن السوري، فيما تتولى وزارة الداخلية الجانب التنفيذي للعمليات الأمنية عبر إداراتها المختلفة، وبالتالي هناك تكامل في الأدوار والوظائف وتبادل المعلومات بين الطرفين”.
المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، أوضح أن تفجير الكنيسة في حي الدويلعة بدمشق في حزيران الماضي، شكلت ذروة نشاط التنظيم “الإرهابي” داخل سوريا، إلا أن الأجهزة الأمنية تمكنت من تجاوزها سريعًا.
وجرى خلال أقل من 24 ساعة إلقاء القبض على المدعو عبد الإله الجميلي الملقب “أبو عماد الجميلي” الذي كان يشغل ما يسمى “والي الصحراء” في التنظيم، بحسب البابا، إضافة إلى تفكيك كتيبة “الانتحاريين” في حلب، وهو ما ساهم في تقليص نشاط التنظيم بشكل كبير داخل الأراضي السورية.
وجرى رصد محاولات لتنشيط خلايا تنظيم “الدولة”، إذ سعى إلى تنفيذ مخططات تستهدف مؤسسات حكومية وشخصيات رسمية ومكونات سورية مختلفة، بهدف ضرب السلم الأهلي، وبث الخوف بين المواطنين، والإساءة إلى سمعة الدولة السورية سياسيًا.
وأشار إلى أنه خلال الأشهر الأولى لتحرير سوريا، كان نشاط فلول النظام السابق التحدي الأكبر، لكن بعد تجاوز تلك المرحلة وتدمير معظم خلاياهم وشبكات الدعم اللوجستي، أصبح الخطر الأكبر حاليًا يتمثل في مساعي التنظيم، لإعادة إنتاج نفسه واستقطاب عناصر جديدة، وخاصة من فئة الشباب.
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية أهمية العمل الفكري والتوعوي لإنقاذ الأجيال الجديدة من التطرف، مشددًا على أن الاستقرار السياسي والاقتصادي يشكل خط الدفاع الأول ضد الإرهاب.
يزور الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، واشنطن في 10 من تشرين الثاني، ومن المنتظر أن يلتقي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض، ويوقّع على اتفاقية الانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي تقوده الولايات المتحدة.
وشنّ “التحالف” خلال الفترة الماضية ضربات ضد أهداف يقول إنهم تابعون لتنظيم “الدولة” أو فصائل مصنفة إرهابيًا، بالتعاون مع أجهزة الأمن السوري، دون إعلان سوري رسمي عن ذلك.
وكشف تقرير نشره معهد “الشرق الأوسط” للدراسات الاستراتيجية في واشنطن، في 27 من تشرين الأول الماضي، عن اتفاقيات عملياتية متعددة بين الحكومة السورية وقوات التحالف الدولي، متحدثًا عن سيناريوهات محتملة للتعاون بين الحكومة السورية وقوات التحالف، من بينها انضمام دمشق للتحالف، معتبرًا أنه الأكثر ترجيحًا.
وبحسب ما نقله التقرير عن مصدر وصفه بـ”رفيع المستوى” في مديرية الأمن العام، فإن التنسيق الأخير مع قيادة التحالف شمل اتفاقيات عملياتية متعددة، أبرزها:
• تبادل المعلومات الاستخباراتية بين وحدة الاستطلاع التابعة لوزارة الداخلية وغرف عمليات التحالف.
• تقليص الغارات الجوية، وإسناد العمليات الميدانية إلى قوات مكافحة الإرهاب التابعة لوزارة الداخلية.
• التعاون في مخيم “الهول” بهدف إعادة دمج الأسر السورية في مجتمعاتها الأصلية.
• إنشاء قنوات اتصال عسكرية بين وزارة الدفاع السورية والقوات في التنف، مع الحفاظ على التنسيق المباشر مع وزارة الدفاع الأمريكية من خلال خلية اتصال ميدانية في البادية السورية.
وأضاف التقرير أن قوات من التحالف الدولي لهزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” نفذت عملية مشتركة مع الحكومة السورية ضد تنظيم “الدولة” في مدينة الضمير بريف دمشق، في 18 من تشرين الأول الحالي، وهي العملية الخامسة للتنسيق بين التحالف الدولي والحكومة السورية لمواجهة التنظيم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى