
مبنى مكتب التصنيف في جامعة دمشق - 10 تشرين الثاني 2025 (عنب بلدي)

مبنى مكتب التصنيف في جامعة دمشق - 10 تشرين الثاني 2025 (عنب بلدي)
كشف مدير مكتب التصنيف في جامعة دمشق، الدكتور مروان الراعي، في حديث لعنب بلدي، عن ضياع مئات أبحاث طلاب الماجستير والدكتوراه في الجامعات السورية بسبب نشرها في مجلات علمية صُنّفت حديثًا كـ”مفترسة”.
وقال الراعي إن عدد هذه الأبحاث تجاوز 200 بحث في ثلاث مجلات فقط (مجلة العلوم الطبية والآذرية والمجلة الأفريقية للعلوم الحيوية) من جامعات دمشق وحمص وحلب وإدلب واللاذقية.
وأضاف مدير مكتب التصنيف، أن نسبة كبيرة من نشر جامعة إدلب نُشرت في واحدة من هذه المجلات، كما أن أكثر من 50% من النشر في كلية طب الاسنان بجامعة دمشق نُشر في واحدة ثانية من هذه المجلات المذكورة.
وأوضح الراعي أن سبب الضياع خروج عدد من المجلات العلمية المفهرسة ضمن قواعد بيانات “Web of Science” وفق التحديث الشهري الأخير، والتي تم نشر فيها مئات أبحاث طلاب وأساتذة جامعة دمشق وباقي الجامعات السورية خلال العامين الأخيرين.
بالتالي، أصبحت هذه المجلات، بحسب الراعي، غير معتمدة للترفيع من مرتبة إلى أُخرى في حال كان الناشر أستاذًا، ولا للحصول على العلامة المخصصة للنشر عند مناقشة الرسالة بالنسبة للباحثين الطلاب، كما أنه لن يتم الاستفادة منها كشرط للمناقشة في حال كان الناشر طالب دكتوراه، وفق قرارات مجلس التعليم العالي الناظمة والتي تنص على عدم الاستفادة من نقاط أي بحث منشور في مجلة غير مصنفة أو مفترسة.
ولفت الراعي إلى أن مكتب تصنيف جامعة دمشق حذّر باستمرار من النشر بتلك المجلات، في حين كان هناك إصرار من قبل عدد من الباحثين للنشر فيها باعتبار أن مدة القبول والنشر فيها للمقالات من النوع البحثي هي يوم واحد فقط، والحجة أنها كانت معتمدة وفق القرارات الناظمة.
وأردف الراعي، أنه بخروج هذه المجلات فإن مئات الأبحاث السورية باتت تُعتبر بحكم غير الموجودة، بالرغم من وجودها ضمن مواقع المجلات المذكورة، التي يتم تصنيفها حاليًا كـ”مفترسة”.
ذكر الراعي أن المجلات التي صنّفت كمفترسة هي مجلات بشكلٍ خاص حول العلوم الطبية والأساسية، منها: مجلة تنتحل موقع وهمي سمّيت بمجلة “أذربيجان للعلوم الطبية” ويتم التعارف عليها ضمن الجامعة بـ”الآذرية”، ومجلة أخرى تسمّى بـ”مجلة العلوم الطبية”، والتي قام عدد كبير من طلاب كليتي طب الأسنان والعلوم في جامعة دمشق بالنشر فيها إضافة إلى طلاب من كليات أخرى لكن بوتيرة أقل.
وبحسب المعلومات المتوافرة، كان يدفع الطلاب مبالغ لوسطاء (منهم أساتذة) ومبالغ للمجلة نفسها للنشر فيها بشكلٍ سريع، يتابع مدير مكتب التصنيف بجامعة دمشق، وهذا أمر غير مقبول أكاديميًا.
بالنسبة لآلية تصنيف المجلة كـ”مفترسة”، يشرح الراعي، أن هناك قواعد بيانات عالمية مثل موقع Beall’s List For Black List Journal، إذ تقوم تلك المواقع بفحص ومراقبة المجلات العالمية، وفي حال مخالفتها لقواعد ومعايير النشر العلمي الدولي تصنّفها كـ”مفترسة”.
و”المجلات المفترسة” هي مجلات تقوم بنشر المقالات أو الأبحاث لواحد من هدفين إمّا مقابل دفع مبالغ مالية مقابل النشر دون تقييم علمي أو لسرقة الأبحاث العلمية في حال كانت ذا قيمة.
وبيّن الراعي أن المناحي التي يفيد بها النشر تكون على مستويين:
• مستوى دولي أو عالمي: ففي حال كان للطالب نشرة أو مقالة علمية في مجلة عالمية مصنفة على مستوى عالٍ فإن فرص الطالب في متابعة دراسته تكون عالية جدًا، إضافة إلى سهولة في تأمين العمل ضمن نفس اختصاصه خاصة في المستوى البحثي أو الأكاديمي.
• مستوى محلي: يستفيد منها الطالب في المناقشة والدرجات، خاصة أن بعض الجامعات مثل جامعة دمشق تخصص عشرة درجات من مجمل العلامة الكاملة (مئة درجة) للنشر العلمي.
أما الأستاذ في الجامعة أو أعضاء الهيئة الفنية فيستفيدون منها في الترفيع الأكاديمي. وهذا على صعيد علمي، أما على صعيد مادي فيوجد مكافأة تصل إلى خمس ملايين ليرة سورية مخصصة للطلاب في حال النشر ضمن مجلات مفهرسة ضمن قاعدة بيانات “سكوبس” و360 ألفًا مخصصة للأستاذ في حال قام بالنشر في المجلات المصنّفة.
نصحَ مدير مكتب التصنيف الطلاب والأساتذة بالنظر إلى المجلة وآلية قبول البحث فيها، إضافة للتأكّد من هدف المجلة إذا كان تجاري أم علمي، لافتًا إلى ضرورة اعتماد الباحث على نفسه في التحقق ممّا سبق وعدم الاعتماد على أشخاص آخرين بعملية النشر.
وطالبَ الراعي بتعديل شروط ترفيع الأساتذة وشروط مناقشة الدكتوراه لتكون أكثر صرامة من ناحية النشر العلمي، على حد قوله، معتبرًا أن التشدد في هذا الأمر يدفع الباحثين ليكونوا أكثر دقة وجدية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى