سوريا من مصدّر للحوم الدجاج إلى مستورد لها
عنب بلدي – العدد 59 – الأحد 7-4-2013
صرحت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية بقيامها بإعداد مشروع قرار يسمح باستيراد الدجاج المجمد من الخارج. ويأتي هذا القرار بعد أن شهدت أسعار اللحوم والفروج ارتفاعات متتالية ويومية وبشكل جنوني، وذلك نتيجة لقيام العديد من المداجن بإغلاق أبوابها مع تفاقم الأوضاع الأمنية من جهة، والصعوبة التي تواجه مربي الدواجن في توفر الأعلاف والمازوت من جهة أخرى.
ولقيت هذه التصريحات الكثير من الانتقادات من عدة جهات من بينها وزارة الزراعة و «اتحاد مصدري الدواجن» حيث اعتبر الاتحاد أن القرار سيؤثر على الإنتاج المحلي ويجب على الوزارة «توجيه الدعم والرعاية للقطاع والمربين ومساعدتهم على تجاوز الصعوبات أو الحد منها على أقل تقدير بهذه الظروف الاستثنائية» وأضاف الاتحاد «أنه من غير المقبول أن نتحول من بلد مصدّر للمنتج لمستورد له، ناهيك عن التداعيات والمنعكسات الصحية للاستيراد».
أما وزارة الزراعة فصرحت على لسان معاون الوزير عدنان عثمان أن القرار في حال صدوره فهو غير صائب وأكد بدوره أنه يجب العمل على شعار «ادعموا المنتج مرة ندعم المستهلك دائمًا»
ويتساءل مراقبون: عن أي منتج يتحدث السيد المعاون؟ فمعظم أصحاب المداجن أضطروا إلى إغلاق مداجنهم والهرب إلى خارج سوريا. ألم يكن من الأولى بالسيد معاون الوزير الدعوة لوقف القصف والتدمير اليومي للبنى التحتية للاقتصاد الوطني ولكل مقومات الصناعة والإنتاج الوطني، الذي لم يتبق منه شيء لتقوم الحكومة بدعمه..!!.
«سامر.م» وهو صاحب إحدى المداجن، تحدث إلى عنب بلدي كيف اضطر إلى إغلاق مدجنته على الرغم من أنها تقع في الأرياف الآمنة نسبيًا، مشيرًا إلى الأوضاع المأساوية التي يعاني منها أصحاب المداجن. فهم يشترون المازوت من السوق السوداء بأسعار مرتفعة جدًا، بالإضافة إلى الصعوبات التي تواجه مربي الدجاج في إيصال منتجاته إلى الأسواق، إلى جانب ارتفاع أجور النقل من ناحية أخرى. وذكر سامر أن سيارات نقل البضائع تتعرض للنهب في بعض الأحيان من قبل الحواجز الأمنية، ومن اللصوص المنتشرين في مختلف المناطق بسب انعدام الأمن، وتبقى صعوبات توفير العلف هاجسًا آخر لدى مربي الدجاج. وأضاف أيضًا أن الكثير من مربي الدواجن تعرضت طيورهم إلى نفوق بأعداد كبيرة خاصة في الأماكن غير المستقرة بسب أصوات قذاف المدافع والانفجارات، حيث تتجمع الطيور فوق بعضها عند خوفها ما يؤدي الى اختناقها ومن ثم موتها.
ولعل هذا الوضع السيّء لم ينعكس فقط على أصحاب المداجن من حيث خسارة عملهم، بل انعكس بشكل مباشر على المواطن، على شكل ارتفاع مباشر في أسعار البيض والفروج. الذي لم يعد متوافرًا في الأسواق وأصبح بعيدًا عن متناول الكثير من العائلات السورية. وفي جولة لمراسل «عنب بلدي» على الأسواق بدمشق تبين أن سعر كيلو الفروج النيء يتراوح بين 400 و450 ل.س، في حين كان سعره لا يتجاوز 250 ل.س قبل عام. أما بالنسبة للفروج الجاهز والذي كان يعتبر وجبة في متناول مختلف شرائح المجتمع السوري لم يكن ليتجاوز ثمنه الـ 300 ل.س، إلا أن سعره اليوم ارتفع أكثر من الضعف ليترواح اليوم بين 750 ل.س إلى 800 ل.س وأحيانًا أكثر.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :