أحدثكم عن داريا… دار الرؤيا

مقاتلون من فتح الشام في ريف حمص الشمالي

camera iconمقاتلون من فتح الشام في ريف حمص الشمالي

tag icon ع ع ع

عمر عبد المجيد

لاسم داريا معان كثيرة، فهي تعني باليونانية الملكة وبالفارسية الامبراطورة، كما أنها تعني ذات الخير والعطاء والمالك والثري، إضافة إلى ذلك تعني الدور (المساكن).

هناك حداثة تاريخية دينية يمكن لها أن تحل معنى اسم داريا، وهي أن شاؤول اليهودي وخلال قدومه من ايليا (القدس) إلى دمشق لاضطهاد المسيحيين، رأى رؤيا.. أنه نزل نور لامع من السماء سبّب له العمى وسمع خلالها السيد المسيح يخاطبه: شاؤول شاؤول، لماذا تضطهدني؟ وبسبب هذه الرؤيا تحول شاؤول من اليهودية إلى المسيحية وصار اسمه بولس الرسول، وكان المكان الذي حدثت فيه هذه الرؤيا هو المكان الذي يسمى اليوم مدينة داريا، فهل يعني اسمها “دار الرؤيا”؟ دار رؤيا شاؤول. فالمكان هومكان التحولات.. داريا دار التحول.

إنه أكثر المعاني منطقية، لأنه مرتبط بالتاريخ ويقوم على الربط بين الاسم والحادثة التاريخية، ومن هنا سوف تكون كل المعاني الأخرى للاسم داريا جاءت بعد حادثة شاؤول (بولس الرسول) وليس قبله.

واليوم تقدم داريا أنموذجًا رؤيويًا في معركتها ضد قوات النظام، فداريا قاتلت النظام دون أي ضجة إعلامية ترافق انتصاراتها عليه خلال السنوات الماضية، كما أنها لم تشتك أو تصرخ -كما تفعل بعض الجبهات- في حال اشتد عليها الحصار أو القصف، إضافة إلى أنها منطقة محاصرة من كل الجهات بقوات النظام وبمناطق مؤيدة له على خلاف بعض جبهات أخرى. إنها تقاتل بصمت، وتنتصر بصمت، وتنكسر بصمت، ولم يدخل إليها أي من العناصر الأخرى من خارج أهلها إلا، اللهم الجنود الذين انشقوا من جيش النظام والتحقوا بركب الثورة وهم في داريا، لذا فان النموذج الديراني هو نموذج من الممكن تعميمه على الجبهات الأخرى لأنه نقي وصادق وغير منحرف ومعتمد على نفسه بالدرجة الأولى.

هل ستستعيد داريا تاريخها من اسمها؟، ذلك هو الأمل المعقود على ثوار الجيش الحر الذين يقاتلون أعتى نظام في العالم، فأملنا أن تكون داريا هي دار الرؤيا، لأن انتصارها سيكون تحولًا مهمًا في مسار الثورة السورية، وستكون دارًا للرؤيا الجديدة لمسار الثورة.
إذًا، داريا لها أهمية عسكرية بسبب قربها إلى العاصمة دمشق، وقد كانت كذلك على مدار التاريخ، ولها أهمية دينية تاريخيًا لدى المسيحيين، والنظام يعرف جيدًا أهمية داريا عسكريًا ودينيًا، لذا فإن داريا هي أملنا الآن، أمل رؤانا بالحرية، وهي دارنا ودار رؤيتنا بالتحرر من عائلة الأسد ونظامها البشع.

داريا .. الملكة، الامبراطورة، ذات الخير والعطاء، دار الرؤيا، دار التحولات الكبرى، في مسار الثورة السورية نهجا وسلوكا وثقافة.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة