لقاءات مجتمعية لترميم الفجوة في الساحل السوري

اجتماع أهالي قرية العديمة في ريف بانياس - 29 نيسان 2025 (محافظة طرطوس)

camera iconاجتماع أهالي قرية العديمة في ريف بانياس - 29 نيسان 2025 (محافظة طرطوس)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – حسن إبراهيم

نشطت لقاءات في الساحل السوري لتعزيز السلم الأهلي ونبذ الخطاب المشحون، سواء باجتماعات لجنة السلم الأهلي أو مبادرات فردية لشخصيات التقت وجهاء وأعيانًا من طوائف متعددة في الساحل.

فحوى اللقاءات كان الحديث عن مشكلات الأهالي في الساحل، وضرورات ضبط الأمن ومحاسبة المعتدين وتسليم مجرمي الحرب، وترميم الفجوات الاجتماعية، بعد أحداث شهدها الساحل في آذار الماضي.

إعادة بناء الثقة

كان من بين اللقاءات، في نيسان الماضي، زيارة الدكتور السوري في الفكر الإسلامي عبد الكريم بكار لمدينة اللاذقية، ولقاؤه مع مجموعة من وجهاء وأعيان المدينة.

المدير التنفيذي لمركز “مقاربات للتنمية السياسية”، مؤيد حبيب، وأحد حاضري اللقاء، قال لعنب بلدي، إن الزيارة كانت من صلب عمل منظمة “متحدون ضد العنصرية والطائفية” التي أسسها الدكتور بكار عام 2022، وهدفها مكافحة التعصب الطائفي والعنصري بجميع أشكاله، والعمل على تعزيز قيم التسامح والمواطنة، وتضم حوالي 100 عضو من 16 دولة.

وذكر أن الهدف كان إلقاء بعض المحاضرات في اللاذقية، بعد دعوة وجهها الدكتور فداء المجذوب المقيم في اللاذقية، لاجتماع مع وجهاء ومثقفين من الطائفة العلوية والسنية، مضيفًا أنها مبادرة فردية وغير رسمية.

وأوضح حبيب أن الحضور كان متنوعًا من أطباء ومهندسين وإعلاميين، وشهدت الجلسة “أريحية” في الطرح مع التأكيد على أن المجتمعين “ليسوا السلطة”، إنما جزء من الحل من خلال فتح جبهة ثقافية حوارية، مع مطالب بمنع التقسيم، ومحاسبة المجرمين.

خلال الاجتماع، قال الدكتور بكار، إن فتح صفحة جديدة يتطلب محاسبة المجرمين الذين أجرموا بحق الشعب السوري، مع ضرورة الاعتذار من قبل الواقفين في الصف الخاطئ، ولم تتلطخ أيديهم بالدماء، ما يعزز إعادة بناء الثقة بين السوريين.

وأضاف حبيب أن جوانب من الحوار حملت بعض التوتر، لكن 80% منها كان إيجابيًا، مع طلب المجتمعين لقاءات ثانية واستضافة بالقرى العلوية، ودعوة لمشايخ ووجهاء من كل المدن السورية، وكذلك للمفتي أسامة الرفاعي بالزيارة، لافتًا إلى أن الوجهاء أعربوا عن رفضهم لتحركات فلول النظام السابق، ورفض الفتنة والاقتتال.

ويرى حبيب أن السلم الأهلي لا يتم إلا بمثل هذه اللقاءات، لما فيها من تقريب وجهات النظر، و”حشر الفلول وأتباعهم والمجرمين في زاوية، وأن يكونوا منبوذين من كل أطياف الشعب السوري”.

ولفت إلى صعوبة هذه المهمة، مشبهًا الحوارات واللقاءات بـ”النحت في الصخر”، وأن استمرارها يترك أثرًا إيجابيًا، لأن المجتمعات تتأثر بالنخب والمثقفين والأعيان، مؤكدًا على ضرورة استمرارها.

لجنة للسلم الأهلي

وفق رصد عنب بلدي، زادت وتيرة اللقاءات والاجتماعات في الساحل السوري، خلال آذار الماضي الذي شهد موجة عنف، أسفرت عن مقتل 1562 شخصًا في سوريا، بدأت شرارتها بكمين من مسلحين موالين للنظام المخلوع أو من تصفهم الحكومة السورية بـ”فلول النظام”، استهدف عناصر الأمن في الحكومة.

وفي آذار الماضي، أصدر الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، قرارًا بتشكيل لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي في سوريا، مؤلفة من حسن صوفان، والدكتور أنس عيروط، والدكتور خالد الأحمد، وهي مكلفة بثلاث مهام رئيسة:

  • التواصل المباشر مع الأهالي في الساحل السوري للاستماع إليهم.
  • تقديم الدعم اللازم للأهالي في الساحل السوري بما يضمن حماية أمنهم واستقرارهم.
  • تعزيز الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحساسة.

عضو لجنة السلم الأهلي، الدكتور أنس عيروط، قال في حديث سابق لعنب بلدي، إن الهدف الأساسي من عمل اللجنة هو تقديم الدعم المعنوي من خلال توطيد الأمن بين أفراد المجتمع بمختلف طوائفه وأديانه، وتقديم الدعم المادي من خلال الإغاثة لسد حاجة المحتاجين، وقد أشار إليهما باقتباس من القرآن الكريم: “الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف”.

وأضاف أن أدوات السلم الأهلي كثيرة، ومن أهمها بث قنوات ومنصات التواصل الاجتماعي بين مختلف شرائح المجتمع، وفتح باب الحوار من خلال عمل ندوات أو مجالس اجتماعية، وتكثيف اللقاءات، فهي بدورها كفيلة بتقريب وجهات النظر وإصلاح سوء التفاهم وإزالة الفجوة.

وزاد تنسيق الوجهاء مع الجهات الحكومية، وفق الإعلانات الرسمية، خاصة بما يتعلق بتسليم السلاح وحصره بيد الدولة.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة