
لقطة من مسلسل "يا أنا يا هي" الذي عرض في رمضان 2025 (قناة رؤيا)
لقطة من مسلسل "يا أنا يا هي" الذي عرض في رمضان 2025 (قناة رؤيا)
احتوت “مائدة” المشاهد السوري تنوعًا دراميًا في طرح المسلسلات التي عُرضت في الموسم الرمضاني الماضي، وتنوّعت تلك المسلسلات بين الكوميديا والدراما الاجتماعية والرومانسية والبيئة الشامية والفانتازيا.
ومن ضمن الأعمال الكوميدية، مسلسل “يا أنا يا هي”، وهو عمل كوميدي قصير مؤلف من 15 حلقة في موسمه الأول، على أن تتبعه خمسة مواسم أخرى، حسب الشركة المنتجة.
وتدور أحداث مسلسل “يا أنا يا هي” في إطار درامي اجتماعي كوميدي، حول “ناديا” (أمل عرفة) التي تجد نفسها في مواجهة مع “سوزان” (أمل دباس)، ابنة صاحب المنزل الذي كانت تعمل لديه بعد وفاته، لكن الأمور تتعقّد عندما تتعرض سوزان لحادث يفقدها ذاكرتها.
اختلفت آراء النقّاد حول العمل، فبعضهم اعتبره مسلسلًا جيدًا يقدم جرعة كوميدية اجتماعية غير مفتعلة، وبعضهم رأى أنه لا يليق بمكانة نجمتي العمل، خاصة أنهما تميزتا بالأدوار الكوميدية.
الناقد الفني عامر فؤاد عامر قال لعنب بلدي، إن مسلسل “يا أنا يا هي” يُعد إضافة مميزة للدراما الكوميدية العربية، إذ نجح في تقديم محتوى ترفيهي يحمل رسائل اجتماعية بطريقة خفيفة وممتعة.
وأشاد عامر بأداء الممثلين، وخاصة ثنائية أمل عرفة وأمل دباس، التي تُعتبر من أبرز عوامل نجاح المسلسل.
وقدّم المسلسل كوميديا ناعمة وغير صاخبة، بعيدة عن المبالغة أو الاستظراف، وهذا النوع قد لا يلفت نظر الجمهور العام الساعي إلى الضحك السريع أو الكوميديا الساخرة ذات الطابع الجريء، بحسب الناقد.
ولفت إلى أن أمل عرفة وأمل دباس قدّمتا أداءً ناضجًا فيه تلقائية وخبرة، خاصة في المشاهد الكوميدية المبنية على المواقف لا على النكت.
تراوحت ردود فعل المشاهدين على الكوميديا المقدَّمة، إذ جمعت الكوميديا السورية والأردنية.
ويرى الناقد عامر أن الكوميديا في المسلسل يمكن وصفها بأنها “كوميديا الموقف” بنكهة شامية-أردنية.
اعتمد المسلسل بشكل أساسي على المفارقات اليومية وسوء الفهم الذي ينشأ بين الشخصيات، خاصة نتيجة فقدان الذاكرة لدى شخصية “سوزان” واستغلال “ناديا” لهذا الموقف، وهذا النوع من الكوميديا يخلق مساحة خصبة للضحك من دون الحاجة إلى النكات المباشرة أو التهريج الزائد، وفقًا لعامر.
وأضاف أن أمل عرفة، بخلفيتها السورية الغنية بالكوميديا، وأمل دباس، بخبرة المسرح الأردني، شكّلتا توازنًا لطيفًا بين العفوية والاحتراف، يُضاف إلى ظهور عدد من الممثلين كعاصم حواط، وائل زيدان، جمال العلي، ووفاء موصللي.
لكن في بعض الحلقات، وُجد تكرار في الفكرة أو الموقف الكوميدي، ما أضعف عنصر المفاجأة، وجعل بعض المشاهد أقل حيوية، وهي مشكلة شائعة في الأعمال الكوميدية ذات الحلقات القصيرة، خصوصًا إذا كانت مبنية على حبكة واحدة مستمرة، بحسب عامر.
ورغم الكوميديا واجتماع بطلتي العمل، اللتين تحظيان بجمهور واسع إثر الأدوار الكوميدية العديدة لكل منهما، لم يحقق العمل نسب مشاهدة مرتفعة كما كان متوقعًا.
وعزا الناقد عامر ذلك إلى مجموعة من العوامل، منها الفني، ومنها التسويقي والإعلامي، فقد كان هناك ضعف في الترويج الإعلامي والتسويق.
وعُرض المسلسل في موسم رمضان، وهو موسم مزدحم جدًا بالأعمال الدرامية والكوميدية، وأمام أعمال ضخمة إنتاجيًا تُعرض على قنوات عربية ذات جماهيرية واسعة، لم يكن من السهل لمشروع متواضع نسبيًا أن يبرز.
وانفردت قناة “رؤيا” بعرض المسلسل، ولم يتوفر العمل على منصة رقمية عربية شهيرة مثل “شاهد” أو “نتفليكس”، أو حتى “يوتيوب”، ما قلّل من فرص انتشاره.
ولم يَغب أيضًا غياب “العنصر الفيروسي”، أي أنه لم تكن هناك مشاهد “ترندية” أو مقاطع تنتشر على السوشال ميديا بشكل واسع، كما يحدث مع بعض المسلسلات الأخرى، وهذا العنصر صار أساسيًا في رفع نسب المشاهدة اليوم، وفقًا لعامر.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى