
قراءة معمّقة للنساء السوريات حول الراهن والمستقبل والمفاهيم المتعلقة بهما
قراءة معمّقة للنساء السوريات حول الراهن والمستقبل والمفاهيم المتعلقة بهما
تناول بحث “قراءة معمّقة للنساء السوريات حول الراهن والمستقبل والمفاهيم المتعلقة بهما”، الصادر عن منظمة “النساء الآن” عام 2020، تجارب نساء سوريات في سياق الحرب والنزوح والشتات.
وعرض البحث مقابلات معمّقة مع مجموعة نساء من خلفيات جغرافية واجتماعية متعددة، بهدف تقديم قراءة نسوية نقدية للواقع السوري من منظور النساء أنفسهن، واستكشاف مواقفهن من قضايا أساسية مثل: الهوية، العنف، العدالة، السلام، والعودة.
بدأ البحث باستعراض كيفية تعامل النساء مع مسألة الهوية، مشيرًا إلى أن الهوية ليست ثابتة، بل تتغير بتغير السياقات السياسية والاجتماعية. تعرضت النساء لفرض هويات قسرية من أطراف النزاع، إلا أن كثيرًا منهن رفضن هذه التصنيفات، وسعين إلى تشكيل هويات بديلة تعبّر عن تجاربهن الذاتية. هذه العملية جاءت كرد فعل على التهميش والعنف، ولكنها أيضًا شكّلت مساحة مقاومة وانعتاق.
وفي محور العنف، يعرض البحث تجارب النساء مع أشكال متداخلة من العنف، تتراوح بين العنف الأسري، والعنف السياسي، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. كما يبرز العنف الرمزي الذي يُمارس ضد النساء عبر اللغة، التمثيلات الثقافية، وسياسات الإقصاء. وتُظهر المقابلات كيف أن النزوح والتهجير أفرزا تحديات جديدة، لكنهما في بعض الحالات مكّنا النساء من كسر القيود الاجتماعية والتقليدية.
أما في قضايا العدالة والسلام، فتنظر النساء إلى العدالة بوصفها مسارًا يتجاوز المحاكم والقرارات القانونية، ليشمل الاعتراف بظلم الماضي، والمحاسبة، والتغيير الاجتماعي. وترى المشاركات في البحث أن السلام لا يتحقق فقط بوقف إطلاق النار، بل بالعدالة الاجتماعية، والكرامة، والمساواة، وهناك إجماع بين النساء على أن أي تسوية سياسية لا تشملهن، أو لا تعطيهن دورًا حقيقيًا في صناعة القرار، ستُعيد إنتاج القمع بأشكال جديدة.
وفيما يخص العودة، تكشف المشاركات عن مخاوف عميقة تتعلق بالأمن، وانعدام الثقة تجاه النظام السياسي السابق، والظروف الاقتصادية والاجتماعية. فكثير منهن لا يرغبن بالعودة إلا إذا توفرت ضمانات حقيقية للكرامة، والأمان، والعدالة.
ونادى البحث بأهمية دمج أصوات النساء في جميع المراحل السياسية والاجتماعية المقبلة، والعمل على تمكينهن من لعب دور محوري في بناء مستقبل سوري عادل، تعددي، وشامل.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى