وحدة تنسيق مكافحة تنظيم “الدولة” تبدأ مهامها في دمشق

اجتماع وزراء خارجية الأردن وسوريا والعراق ولبنان وتركيا في عمّان لإطلاق مركز عمليات مكافحة تنظيم الدولة - 9 من آذار 2025 (الخارجية السورية \إكس)

camera iconاجتماع وزراء خارجية الأردن وسوريا والعراق ولبنان وتركيا في عمّان لإطلاق مركز عمليات مكافحة تنظيم الدولة - 9 من آذار 2025 (الخارجية السورية \إكس)

tag icon ع ع ع

أعلنت وزارة الدفاع التركية بدء مهام وحدة التنسيق المكونة من تركيا وسوريا والأردن في دمشق لمكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وقال المتحدث باسم الدفاع التركية زكي أكتورك، في مؤتمر صحفي اليوم، الخميس 29 من أيار، إن وحدة التنسيق المشتركة لمكافحة تنظيم الدولة، بدأت مهمتها في سوريا في 19 من أيار الحالي، وتم تعيين أفراد من تركيا في وحدة التنسيق.

وأضاف أكتورك أن “الأجندات اللامركزية والانفصالية في سوريا لن يُسمح بها مطلقًا بالتعاون مع الحكومة السورية”، مشيرًا إلى أنه فيما يخص التوافق بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، فإن أنقرة تتابع هذه العملية عن كثب، لضمان تحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين.

وأكد أكتورك أن موقف تركيا لم يتغير في ما يخص ضرورة وجود الجيش السوري فقط كهيكل مسلح وحيد في البلاد، وكذلك فيما يتعلق بدمج “قسد” ضمن الجيش السوري.

الدفاع التركية تحدثت كذلك عن تفاصيل عملياتها العسكرية، حيث تم القبض على 156 شخصًا، منهم 6 أعضاء في منظمات إرهابية، على الحدود السورية التركية خلال الأسبوع الماضي.

ومنذ الأول من كانون الثاني الماضي، تم القبض على 2335 شخصًا على الحدود، إضافة إلى تدمير 132 كيلومترًا من الأنفاق في منطقة العمليات السورية في تل رفعت و108 كيلومترات في منطقة منبج.

عمّان.. ترتيبات سابقة

في آذار الماضي، اجتمع في العاصمة الأردنية، عمان، وزراء خارجية الأردن وسوريا والعراق ولبنان وتركيا، بالإضافة إلى وزراء الدفاع ورؤساء هيئات الأركان، ومديري أجهزة المخابرات.

جرى خلال الاجتماع الاتفاق على إطلاق مركز عمليات مشترك للتنسيق والتعاون في مكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية”، ودعم الجهود ومنابر العمل الإقليمية والدولية القائمة، للقضاء على التنظيم وما يمثله من خطر على أمن سوريا والمنطقة والعالم، والتعامل مع سجون عناصره.

وفي 20 من أيار الماضي، قالت مجموعة العمل التركية- الأمريكية المشتركة بشأن سوريا، إنها سترفع مستوى التعاون بين أنقرة وواشنطن في سوريا، للحفاظ على وحدة الأراضي السورية.

وقالت مجموعة العمل في بيان، “ناقش الوفدان أولويات البلدين المشتركة تجاه سوريا، بما في ذلك رفع العقوبات بما يتماشى مع تعليمات ترامب، ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره”.

في المقابل أكدت سوريا تنسيقها مع العراق في مختلف المجالات، وذلك على لسان وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، الذي زار العاصمة العراقية بغداد الجمعة 16 من أيار، للمشاركة في القمة العربية.

وقال الشيباني عقب وصوله إلى بغداد، “أمننا مشترك مع العراق ولدينا تنسيق عالٍ منذ تحرير سوريا في 8 كانون الأول 2024”.

وأضاف الشيباني أن التنسيق بين سوريا والعراق لن يكون على المستوى الأمني فقط، بل بكل المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية.

واعتبر الشيباني أن “ما يضر سوريا يضر العراق وما يضر العراق يضر سوريا… ونحن نعيش في جغرافيا واحدة”.

بدوره أكد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، أن العلاقات بين لبنان وسوريا بدأت تأخذ منحى إيجابيًا.

وأشار عون، إلى أن إدارته ستباشر باتخاذ خطوات لتطوير العلاقات وبحث القضايا المشتركة بين لبنان وسوريا، ومنها ترسيم الحدود و”الترانزيت” (نقل البضائع عبر البلدين) ومنع التهريب ومكافحة تنظيم الدولة.

وبدأت العلاقات السورية- اللبنانية تأخذ منحى مختلفًا بعد سقوط النظام السابق، وتجمع بين البلدين قضايا عديدة، من أبرزها الحدود المشتركة.

وتحاول الحكومتان السورية واللبنانية ضبط هذه الحدود وإيقاف حالة الفوضى بينهما، إذ يعلن الجيش اللبناني باستمرار عن إغلاقه معابر غير شرعية بين الجانبين.

نشاط تنظيم “الدولة”

عاد تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى شيء من نشاطه خلال الأسابيع القليلة الماضية، مهاجمًا الحكومة السورية و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مع اختلاف في الأسلوب.

في 19 من أيار الحالي، قُتل عنصر “قسد” وأصيب آخر بجروح، إثر هجوم شنته مجموعة من تنظيم “الدولة الإسلامية”، استهدف نقطة تتبع لـ”قسد” في بلدة البحرة بناحية هجين الواقعة شرقي دير الزور.

وقالت “قسد”، إن هجوم تنظيم “الدولة” هو العاشر من نوعه منذ مطلع الشهر الحالي، مشيرة إلى أن الهجمات المتوالية للتنظيم على نقاطها العسكرية “تعكس التحديات التي تواجهها وتبرز أهمية عملها في ضرب جذور الإرهاب والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة”.

نصيب الحكومة السورية من هجمات تنظيم “الدولة” كان مختلفًا، فهو لم يهاجمها مباشرة، وإنما أسس خلايا له داخل المدن، ما يهدد بتنفيذ ضربات محتملة، بعد دعوات تنظيم “الدولة” المتكررة لما بعرف بـ”المهاجرين” (المقاتلين الأجانب) للانضمام إلى صفوفه.

أحدث مواجهة بين الحكومة السورية وتنظيم “الدولة”، جرت في حي الحيدرية، من أحياء حلب الشرقية، في 17 من أيار الحالي، وأسفرت عن مقتل أحد عناصر التنظيم واعتقال أربعة آخرين، إضافة إلى مقتل عنصر من الأمن العام.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة