تهديد إيراني بإغلاقه.. ما أهمية مضيق “هرمز”

مضيق هرمز منفذ بحري لمعظم دول الخليج العربي 15 حزيران 2025 (فرانس 24)

camera iconمضيق هرمز منفذ بحري لمعظم دول الخليج العربي - 15 حزيران 2025 (فرانس 24)

tag icon ع ع ع

يثير ارتفاع وتيرة التصعيد العسكري والقصف المتبادل بين إسرائيل وإيران مخاوف من أن طهران قد ترد باستهداف أو إغلاق مضيق “هرمز” الاستراتيجي، أحد أهم الممرات المائية لعبور ناقلات النفط في العالم، خاصة بعد تصريحات عضو لجنة الأمن في البرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري، في 14 من حزيران الحالي، أن إغلاق المضيق قيد الدراسة.

وجاء هذا التهديد بعد الضربات الجوية الإسرائيلية التي بدأت باستهداف منشآت نووية وعسكرية داخل إيران، فجر الجمعة 13 من حزيران، ما تسبب في مقتل قيادات بارزة وعلماء نوويين.

يقع مضيق “هرمز” بين سلطنة عُمان وإيران اللتين تتقاسمان الرقابة على الحركات التجارية فيه، ويعد ممرًا بحريًا فاصلًا بين مياه الخليج العربي ومياه خليج عُمان وبحر العرب والمحيط الهندي، كما يُعتبر المنفذ البحري الوحيد للعراق والكويت والبحرين وقطر، ويبلغ عرضه 55 كيلومترًا، بعمق 60 مترًا.

يحظى مضيق “هرمز” بأهمية جيو-سياسية، ومكانة في العلاقات الدولية التي تحكم مسار تطور الأحداث في الشرق الأوسط، باعتباره أحد أهم الممرات المائية في العالم لمرور السفن المحملة بالنفط من مناطق الإنتاج الرئيسة في أهم منطقة لإنتاج النفط (الخليج العربي)، إذ صُنف واحدًا من الـ11 مضيقًا في العالم ذات الأهبية الاقتصادية والعسكرية العالمة.

يمر حوالي 40% من الإنتاج العالمي من النفط عبر مضيق “هرمز”، ويستوعب من 20 إلى 30 ناقلة نفط يوميًا، وفقًا للمركز الأوروبي لدراسة مكافحة الإرهاب والاستخبارات.

بدأت الحركة التجارية تنشط في مضيق هرمز في نهاية القرن الـ15 ومطلع القرن الـ16، عندما قرر الأوروبيون البحث عن طرق جديدة تصلهم بالشرق الأوسط والهند، لكن البرتغال وسعت احتلالها إلى الخليج العربي بهدف السيطرة على حركة التجارة تجاه الهند، لإرغام التجارة على اتخاذ ممر رأس الرجاء الصالح بدلًا من مضيق هرمز.

استعاد مضيق “هرمز” مكانته التجارية عندما وقع تحت السيطرة البريطانية في النصف الثاني من القرن الـ19، التي سعت إلى إقامة علاقات تجارية مع الهند عبر شركة الهند الشرقية، واستخدمت المضيق لمرور سفنها التجارية.

وازدادت أهمية مضيق “هرمز” عند افتتاح قناة “السويس” عام 1814، إذ تم إنجاز اتصال بحري بين البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي، وبذلك اكتمل ربط أوروبا بآسيا وإفريقيا بحرًا.

كما ازدادت أهميته بعد اكتشاف النفط بمنطقة الخليج العربي، وأصبح موضع رهان استراتيجي بين الدول الكبرى، التي تنافست للسيطرة عليه ونشر قواعدها العسكرية فيه، بدءًا من الاتحاد السوفييتي سابقًا إلى الولايات المتحدة التي سعت إلى إطلاق أساطيلها في مياه المحيط الهندي والخليج العربي، ووطدت علاقاتها السياسية والتجارية والعسكرية مع دول المنطقة لرعاية مصالحها والإشراف على طرق إمداد النفط، انطلاقًا من مضيق هرمز الذي تعتبره جزءًا من أمنها الوطني.

وفقًا للقانون الدولي الخاص بترسيم الحدود، يخضع مضيق “هرمز” لقانون بعرف بـ”منطقة أعالي البحار“، أي أنها منطقة لا تتبع السيادة الإقليمية لأي دولة، ولا يحق لأي دولة السيطرة على أي جزء منه، وإغلاقه يعد خرقًا للقوانين الدولية.

تصاعد التهديدات والخسائر بين إيران وإسرائيل

 



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة