مركز ربيع الطفولة.. هدفنا «رسم ضحكة طفل»

tag icon ع ع ع

حنين النقري – دوما

أنشأ مجموعة من الناشطين مركز «ربيع الطفولة» في مدينة دوما في بداية آذار من هذا العام، في محاولة لتخفيف الآثار السلبية للحرب على الأطفال، من خلال تطبيق برامج من الدعم النفسي.
يعمل المركز تحت شعار «رسم ضحكة طفل» على دورات متتالية لمجموعات من الأطفال تتراوح أعمارهم من الخمس سنوات إلى 12 سنة، بلغ عددهم قرابة 600 طفل وزعوا على 11 دورة.
بدأ المشروع -المستقل عن أي جهة سياسية أو ربحية- بتأهيل كوادر شابة للتعامل مع المشاكل النفسية، أشرف عليها خبراء في علم النفس ومدرسين من المدينة، بالتعاون مع المركز الإغاثي الثوري.
ينظم فريق العمل مرحلتين من الدعم في كل دورة؛ وتخبرنا حنان -إحدى مؤسسات المشروع- بأن المرحلة الأولى تبدأ بتعبئة استمارة تعريف للطفل تشمل وضعه الأسري ومعلومات أساسية، يعتمد الفريق عليها للقيام بتمارين تتغلب على المشكلات الأساسية التي تتعلق غالبًا بـ «القصف والحرمان من النشاطات الاجتماعية». وتتمثل هذه التمارين بأنشطة مختلفة أهمها الرسم المشترك بين الأطفال -الذي يعزز روح العمل الجماعي لدى الأطفال-، والرسم على الوجوه إذ يستطيع الأطفال من خلاله التعبير عما يشعرون به.
واعتمادًا على نتائج هذه المرحلة، تبدأ المرحلة الثانية التي تهتم بالأطفال الذين لديهم مشاكل نفسية خلفها فقدان أحد أفراد الأسرة أو مشاهد العنف اليومية، وفيها ينتقل الطفل إلى «برنامج بالتعاون مع استشاريين للعلاج النفسي»، وتخبرنا حنان عن الطفلة نور التي ترسم دائمًا عائلتها «وكلهم ماسكين ايدين بعض» رافضةً استشهاد والدها، إذ تطلب من أمها يوميًا «جيبيلنا أب، كل الأولاد عندهم آباء»، وتضيف حنان بأن هذه الحالات تخضع لبرنامج نفسي مخصص ضمن المرحلة الثانية.
ثم يكمل الفريق الاستمارات بمقارنة الحالة النفسية قبل الدورة وبعدها، ودراسة مدى التحسن على نفسية الطفل، بالإضافة لبيانات تختص بالحالة الصحية والطبية في محاولة لاستدراكها من قبل الأهل.
وبعد انتهاء دورته العاشرة نظم المركز ندوة للأهالي لمناقشة الإرشادات حول آليات التدخل لمواجهة الانعكاسات النفسية على الأطفال في ظروف الكوارث، وسبل معالجة هذه المشاكل داخل الأسرة.
وفي مبادرة جديدة، نظم المركز دورة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في دوما خلال شهر نيسان، لكن الدورة تطلبت جهدًا كبيرًا في ظل غياب الخبرة الكافية.
فيما يعاني المركز أولًا من قلة الإخصائيين النفسيين لمتابعة كل الحالات والاهتمام بها، ويحاول الفريق استدراك هذا النقص بدورات تدريبية مستمرة عبر الانترنت، كما يتعرض الأطفال لمخاطر القصف اليومي على المدينة خلال نقلهم من وإلى المركز، بالإضافة إلى صعوبة الحصول على دعم مالي يغطي احتياجات التدريب.
يذكر أن مدينة دوما ترزح تحت حصار مع أخواتها في الغوطة الشرقية منذ قرابة العام، وتتكرر عمليات القصف وغارات الطيران الحربي على المدينة في ظل تمركز قوات الجيش الحر فيها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة