tag icon ع ع ع

برز اسم “غول مراد حليموف” للمرة الأولى في أيار 2015، كضابط طاجيكي رفيع ينضم إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”، لتعلن الولايات المتحدة الأمريكية عن مكافأة مالية ضخمة لمن يدلي بمعلومات عنه أواخر آب الفائت، بالتزامن مع معلومات توحي بأنه القائد العسكري الجديد للتنظيم.

وتولى حليموف، 41 عامًا، منصب كولونيل في وزارة الداخلية الطاجكستانية، كقائد للقوات الخاصة فيها، واعتبرته الصحافة الأمريكية والبريطانية أحد أكثر ضباط البلاد كفاءة في محاربة “المتطرفين”، ولجأ إلى دورات تدريبية في طاجكستان والولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 2003- 2014، بحسب ما قاله في تسجيل مصور العام الفائت، وهو ما أكدته واشنطن آنذاك.

وتحدثت الصحف الأمريكية سابقًا عن حليموف، بوصفه “أخطر ضباط داعش”، باعتباره يتمتع على امتداد سنوات بتدريبات عسكرية عالية من قبل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتدريبات قيادية وأمنية ضمن قوات “سوات” الأمنية الأمريكية، وفي صفوف فرق الشركة الأمنية الأمريكية الشهيرة “بلاك ووتر”.

اختفى الكولونيل حليموف في نيسان 2015، ما دفع سلطات بلاده للبحث عنه بحسب بيان رسمي، ليظهر في أيار بتسجيل مصور تعهد من خلاله بـ “الجهاد” ضد روسيا والولايات المتحدة، ومعلنًا انضمامه إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وتوجه حليموف في تسجيله “عالي الدقة” إلى الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمانوف “اسمعوا أيها الكلاب -الرئيس والوزراء- لو تعلمون فقط كم من أبنائنا وإخواننا هنا ينتظرون ويتوقون للعودة إلى طاجكستان لإعادة حكم الشريعة”.

تعتبر طاجكستان من أفقر دول آسيا الوسطى، والتي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي مطلع التسعينيات، ويحكمها رحمانوف منذ عام 1992، وانضم منها ومن باقي الدول الآسيوية مئات المقاتلين إلى التنظيمات المتشددة في سوريا والعراق، ولا سيما تنظيم “الدولة”، وتابع حليموف “قادمون إليكم باذن الله.. قادمون إليكم بالنحر”.

وفي 31 آب الفائت، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية رصد مكافأة قدرها ثلاثة ملايين دولار أمريكي، مقابل الإدلاء بمعلومات عن القيادي البارز غول مراد حليموف، وكانت أدرجته على قائمة “الإرهابيين” في أيلول 2015، كما أدرج في شباط الماضي في قائمة العقوبات الأممية ذات الصلة.

تؤكد حسابات مقرّبة من تنظيم “الدولة الإسلامية” أن حليموف تبوأ مؤخرًا منصب “وزير الحرب” خلفًا لأبو عمر الشيشاني، والذي قتل بغارة أمريكية في تموز الماضي، دون إعلان رسمي عن تسميته، الأمر الذي عزاه مختصون بالشأن الجهادي إلى مخاوف أمنية من استهدافه السريع، بعدما رصدت واشنطن مكافأة كبيرة لمن يأتي به حيًا أو ميتًا.

مقالات متعلقة