بعد "درع الفرات"..

“الجيش الحر” قد يتوجه إلى الرقة وولادة فصائل جديدة في الحسكة

دبابات تركية في ريف حلب الشمالي 4 أيلول فرانس برس.

camera iconدبابات تركية في ريف حلب الشمالي 4 أيلول فرانس برس.

tag icon ع ع ع

عنب بلدي- خاص

تتسارع الأحداث وتزداد التلميحات العسكرية بخصوص المنطقة الشرقية في سوريا، بعدما نجحت تركيا في خطةتنظيفالشريط الحدودي من أي وجود لتنظيمالدولة الإسلامية، بتنسيق ودعم لفصائلالجيش الحر، والتي قد ترسم مخططات جديدة في الرقة والجزيرة.

خلال أسبوعين، أعلن عن تأسيس فصيلين يتبعان لـ “الجيش السوري الحر” من أبناء الجزيرة السورية، ويهدفان إلى محاربة حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي وتنظيم “الدولة الإسلامية” والنظام السوري على حد سواء.

وفي أواخر آب الفائت، أعلن عن تأسيس فصيل “أجناد الحسكة”، المنضوي وفقًا لبيان تأسيسه تحت راية “الجيش الحر”، والذي سيتركز نشاطه في المحافظة، شمال شرق سوريا، ويهدف إلى إعادة التوازن في المحافظة التي باتت حكرًا على معسكري النظام السوري وحزب “الاتحاد الديمقراطي”، إلى جانب وجود ضئيل حاليًا لتنظيم “الدولة الإسلامية”.

وأوضح الناطق باسم “أجناد الحسكة”، “أبو حسان الحسكاوي”، أن الغاية والسبب الجوهري لولادة الفصيل، هو أن “أبناء الحسكة تعرضوا لموجات عديدة من الظلم، من ظلم النظام إلى ظلم (داعش) إلى ظلم الانفصاليين الـ PKK ( في إشارة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي)”.

وأضاف أبو حسان في حديث إلى عنب بلدي أن “المنطقة محتقنة عمومًا، سواءً المجاهدين منهم والعوام المدنيين، فكيف السبيل لدفع هذا الظلم والخروج من بوتقة الاحتقان؟ السبيل هو إعادة تنظيم الصف وإعادة الهيكلة ورص الشباب وتكاتفهم”.

ويقود الفصيل الجديد “أبو حمزة الحسكاوي”، ولا يبدو أن نشاطه قد بدأ فعليًا، إلا أن الناطق باسمه أشار إلى تواصلهم مع الحكومة المؤقتة وفصائل عاملة من “الجيش الحر”، مؤكدًا أن أجناد الحسكة يؤمن بالأهداف التي أعلنها “دفع الظلم وردّ الحقوق المسلوبة، وأن ينعم بلدنا بالحرية والسلام”، مشددًا “سنحارب كل من يقف بوجه أهدافنا، مثلنا مثل أي فصيل ثوري على الأرض”.

كما أعلن الجمعة 9 أيلول، في مدينة جرابلس شمالي سوريا، عن تأسيس فصيل عسكري جديد يتبع لـ “الجيش السوري الحر”، تحت اسم “ثوار الجزيرة السورية”، وجاء في البيان الذي بثّه الفصيل، أنه يتبع الثورة السورية ويسعى لتحرير سوريا من “العصابات الإرهابية” التي حددها بحزبي “العمال الكردستاني”، و”الاتحاد الديمقراطي”، فضلًا عن تنظيم “الدولة الإسلامية”، وقوات الأسد.

وشهد العامان الماضيان غيابًا كاملًا لفصائل “الجيش الحر” عن منطقة الجزيرة السورية، بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ذات الغالبية الكردية، بشكل شبه كامل على محافظة الحسكة، مع وجود النظام في بعض المناطق، وتمركز التنظيم في أجزاء صغيرة منها.

تركيا توجه أنظارها إلى الرقة على غرار جرابلس

ونقلت صحيفة “ديلي صباح” التركية عن مصادر قولها إن تركيا ستدعم فصائل من “الجيش الحر” في عملية برية على مدينة الرقة، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وذكرت الصحيفة، الجمعة 9 أيلول، أن أنقرة ستزود الفصائل بالآليات العسكرية، وستتولى مع حلف الناتو التغطية الجوية للقوات، في حين ستشارك السعودية وقطر ومن يرغب من الدول العربية من خلال أسلحة ومعدات عسكرية، وفق الصحيفة.

وتأتي العملية على الرقة مع قرب التوصل لاتفاق بشن عملية عسكرية واسعة ضد التنظيم في العراق وسوريا، وأشارت الصحيفة التركية إلى أن اجتماع مجموعة “أصدقاء سوريا”، الذي جرى الأربعاء الماضي في لندن، تمخض عن حتمية العملية العسكرية، وأن الهجوم سيكون متزامنًا على الرقة والموصل.

وتوقعت الصحيفة بحث تفاصيل العملية كاملة في الفترة بين 13- 20 أيلول الجاري، على أن تتثبت نقاطها خلال قمة الأمم المتحدة التي ستنعقد في نيويورك في 19 أيلول، ونوهت “ديلي صباح” إلى أنه من غير المتوقع أن تشارك تركيا في العملية بقوة عسكرية كبيرة.

وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أكد في وقت سابق على أهمية شن عملية ضد التنظيم في البلدين “لضمان إمكانية القضاء على التنظيم الإرهابي، نظرًا إلى انتفاء مفهوم الحدود بين البلدين، وسهولة تنقل العناصر والتنظيمات بينهما”، داعيًا إلى ضرورة مشاركة دول عدة بدعم وإسناد العملية، ومشيرًا إلى أن “المسؤولية لا تقع على عاتق تركيا وحدها ولا يمكن مطالبة أنقرة بذلك”.

وكانت معركة الرقة طفت إلى السطح في وقت سابق من العام الحالي، وسط توقعات بأن تقودها قوات “سوريا الديمقراطية” التي تغلب “وحدات حماية الشعب” الكردية على تكوينها، إلا أنها توقفت إثر توجه القوات نحو منبج بتنسيق أمريكي.

وتبدو أنقرة مرتاحة نسبيًا بعد نجاح “درع الفرات” في اقتلاع جذور التنظيم على حدودها الجنوبية، وإيقاف زحف “الأكراد” من شرق الفرات وحتى عفرين، لتبدأ مرحلة جديدة بالتوجه إلى الرقة، وربما تدعم أي تحرك في الحسكة من شأنه إضعاف القوة المتنامية لأكراد “الإدارة الذاتية”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة