بعد تدمير مساجدها.. الأسد يصلي عيد الأضحى في داريا

camera iconبشار الأسد ومسؤولين في نظامه بعد خروجهم من صلاة العيد في داريا - 12 أيلول 2016 (سانا)

tag icon ع ع ع

لم يمض شهر على تفريغ داريا من سكانها ونقلهم إلى إدلب (شمال سوريا) بعد اتفاق مقاتليها مع النظام السوري، حتى ظهر بشار الأسد في المدينة مؤديًا صلاة عيد الأضحى.

الأسد، وبرفقة أقل من خمسين شخصًا من أعضاء مجلس الشعب والحزب الحاكم، وبعض علماء الدين التابعين له، أدى اليوم، الاثنين 12 أيلول، صلاة عيد الأضحى في مسجد سعد بن معاذ، القريب في دوار أبو صلاح (الباسل) عند مدخل داريا.

ووصل الأسد إلى المدينة يقود سيارته الخاصة على عجلة من أمره، وقد نبهه أحد المصورين إلى ترتيب “ياقة” قميصه يقف في صف الصلاة.

ويقع مسجد سعد بن معاذ (وهو من المساجد المعدودة المتبقية في داريا) في المنطقة التي تسيطر عليها قوات النظام من المدينة منذ أربع سنوات، وتبدو عليه آثار قصف وأضرار أصابته منذ بداية الحملة العسكرية أواخر العام 2012، وتظهر الصور أن المسجد قد جهز بشكل سريع من أجل استقبال الأسد وإقامة صلاة العيد فيه.

خطبة العيد، التي ألقاها مفتي دمشق وريفها، عدنان الأفيوني، لم تخل من “التمجيد والتعظيم” لانتصارات بشار الأسد، معتبرًا إن “اختيار سيادة الرئيس الصلاة في هذا المسجد في داريا المباركة لهو إيذان عملي بإعادة الإعمار في هذه البلدة”.

وعقب الصلاة تجول الأسد في المدينة برفقة مسؤوليه، بحسب صور نشرتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، في محاولة منه لإظهار انتصار ولو كان معنويًا على المعارضة السورية، والمقاتلين الذين منعوا جيشه من التقدم لمدة أربع سنوات بالرغم من استهدافهم بجميع أنواع الأسلحة، بحسب ما كتب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقًا على الزيارة.

بعد تدمير مساجدها ..الاسد يصلي فيها

نظام الأسد دمر نسبة كبيرة من البنى التحتية للمدينة، بما فيها مساجدها، والتي يصل عددها لـ 40 مسجدًا، 10 منها قديمة وأثرية، بالإضافة إلى كنيستين تقعان في القطاع الأوسط من المدينة.

وتشتهر مساجد داريا بأسماء عددٍ من الصحابة كبلال بن رباح، عمر بن الخطاب، أنس بن مالك، وعثمان بن عفان، بالإضافة إلى جامع داريا الكبير.

وكانت مساجد المدينة نقطة استهداف للنظام منذ بداية الثورة السورية، بهدف قمع المظاهرات، ثم تحولت إلى هدفٍ للصواريخ المدفعية والغارات الجوية، ما أدى إلى دمار معظمها وحتى الأثرية منها.

وتعرضت مدينة داريا خلال السنوات الأربعة الماضية لأكثر من تسعة آلاف برميل وآلاف القذائف والصواريخ، أدت إلى تدمير ما يزيد عن 60٪ في المدينة بحسب ناشطي المدينة، من بينها عدد كبير من المساجد، في حين لم يبق أثرٌ لوجود بعضها كمسجد النبي “حزقيل” الذي فخخته قوات الأسد العام الماضي، ومسجد الصادق الأمين الذي جرف ليحل مكانه امتداد لمطار المزة العسكري.

وارتكبت ميليشيات الأسد مجازر جماعية في محيط مسجد أبو سليمان الداراني، أثناء المجزرة الكبرى في آب 2012، والتي زاد عدد ضحاياها عن 700 مدني.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة