كيف اختلف العيد بين داريا وإدلب على أطفال “مدينة العنب”

camera iconأطفال من داريا يلعبون في إدلب - 13 أيلول 2016 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

زين كنعان – إدلب

طيارة طيارةيصرخ أحد أطفال مدينة داريا داخل مخيمه في ريف إدلب، فترى الجميع يتراكضون مختبئين. مشهدٌ رغم غرابته جسّد لعبة جديدة لأطفال مدينة العنب، يتراكضون فيها ضاحكين مستهزئينبالطيار الذي لم يتمكن من حصد أرواحهم لسنوات عدة مضت داخل مدينتهم.

يجد الطفل يامن (10 سنوات) متعتة في لعبة “الطيارة” كما يقول لعنب بلدي، لكنه يراها مختلفة عما كانت عليه في داريا، حيث كان يلعبها مع أصدقائه في قبو أحيط بالسواتر الترابية لفترة لا تتجاوز الساعتين في الصباح الباكر. ورغم أنه يستطيع اليوم اللعب في أي وقت يريده، إلا أنه يكرر مبتسمًا “بس العيد عنا بداريا أحلى”.

إشراقة اليوم الأول داخل المخيم

خرج أطفال داريا مع إشراقة أول أيام عيد الأضحى في إدلب، للعب في حديقة المخيم، غير خائفين من “عيدية” لطالما حملها النظام لهم خلال السنوات الأربع الماضية، متمثلة بعشرات الغارات الجوية والقذائف الصاروخية التي أمطرت الأحياء السكنية، كما طالت مقابر المدينة.

ولقي أطفال المخيم اهتمامًا ملحوظًا من قبل المنظمات الإنسانية، التي نظمت عددًا من النشاطات والمسابقات لهم، ووفق ما رصدت عنب بلدي خلال تلك النشاطات، فقد تأقلم بعض الأطفال مع وضعهم الجديد، وعاشوا فرحة العيد، لكن بعضهم مازال قلبه معلقًا بمدينته ويتمنى العودة رغم ما مر به وعائلته في مدينته.

وتقول الطفلة جودي (6 سنوات) لعنب بلدي إنها تعيش فرحة العيد لأول مرة، فهي لا تتذكر أجواء العيد قبل بدء الحملة العسكرية على مدينتها لصغر سنها حينها، أما خلال الحملة فكان الخوف من القصف أكبر من فرحة العيد.

بعض أطفال داريا الذين يقطنون قرى ريف إدلب، لم يمر العيد بقربهم، كما يصف ذووهم لعنب بلدي، ويقول شادي أبو سامر( 27 عامًا)، إن أجواء العيد اختفت عن قرية جرجناز التي يعيش فيها، بينما اقتصر العيد على بعض الزيارات، مشيرًا إلى أن الأطفال “لم يشهدوا من العيد إلا تناول الحلوى”.

ويرى أبو سامر أنه من المعيب أن يعيش وعائلته فرحة العيد، بينما أهالي إدلب والقرى المحيطة بها “حرموا منها لكثرة ما قدموه من شهداء قبل أيام، فقد فتحوا لنا منازلهم وخففوا عنا آلام النزوح وسنشاركهم عزاءهم اليوم”.

أجواء عيد الأضحى اختلفت بين العسكريين، ونظم “لواء شهداء الإسلام”حفلًا آخر أيام العيد، عرض فيه بعضًا من صور “شهداء” المدينة، ودعا بعض قادته في كلمة ألقوها خلال الحفل إلى ضرورة التجهيز للمرحلة المقبلة، بينما ختم الحفل بمظاهرة قالوا إنها لاستعادة ذكرى الثورة في سلميتها.

داريا استقبلت عيدها الأول بدون سكانها، ويشعر أهلها في الشمال السوري بإحساس جديد لم يعهدوه، بعد أن ركبوا قافلة النزوح التي لا تعرف موعدًا للعودة، متفائلين بضحكات أطفالهم التي ملأت أرجاء المخيم، وذكرتهم بأعياد مدينتهم التي غدت جزءًا من ماضٍ يتمنون عودته في أقرب وقت.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة