أول تصريح صحفي لـ “ولدي ماهر”.. فكط لا غير

camera iconصورة لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى جانب عقيلته، أسماء الأخرس، أدخل فيها المغني عمر سليمان (فيس بوك)

tag icon ع ع ع

“جاء عازار حبيب، ونصري شمس الدين، ووديع الصافي، وغيرهم، رحلوا، وبقي الكيصر”. القيصر هنا هو الفنان الشعبي السوري عمر سليمان، وكاتب العبارة مدير صفحة في “فيس بوك” يدعي أنه ولده ماهر.

تقدم صفحة “ولدي ماهر”، في موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، مادة ساخرة يومية تحيط بالأخبار والمستجدات التي تطرأ على الساحة السورية، بإدخال المغني عمر سليمان إلى قصصها وصورها، بطريقةٍ هزلية وغير متناسقة.

وتعتمد الصفحة في طرحها عددًا من الشخصيات النافذة في النظام السوري، وأبرزها رئيس النظام، بشار الأسد، وأسرته، أو الشخصيات الجدلية في المعارضة.

عنب بلدي أجرت حوارًا مع مدير الصفحة، الذي يستخدم لهجة الجزيرة السورية، بطريقة مبالغٍ فيها، مرتكزًا على عددٍ من المصطلحات التي وسمت باسمه حين يذكرها السوريون، مثل “فكط لا غير”، و”سوريا الحلوة”، و”الدكاترة”، و”الممرظ”، و”حميدو”.

ويقول المدير، الذي يبدو مطلعًا بدقة على الواقع السوري، إن فكرة الصفحة بدأت من خلال نقل الأخبار بطريقة هزلية غير منقولة من أي صفحات أخرى، بتفكير شخص يفتقر لأضعف مقومات التفكير المنطقي، كالمؤيدين الذين ينجرون وراء النظام السوري ضاربين بعرض الحائط المنطق والأخلاق والأحداث التي تجري على الأرض.

وتنعكس ثقافة “ولدي ماهر” في منشورات الصفحة، فهي تستعرض حقبةً من تاريخ سوريا غيّب عن الجيل الجديد، في عهد حافظ الأسد، ووزرائه وضباطه والمقربين منه.

يستفيد مدير الصفحة في منشوراته من شخصية المغني عمر سليمان، ومظهره غير المألوف للغرب (غطرة وعقال ونظارة شمسية)، والذي نجحت أغانيه الشعبية بأن تصبح ظاهرة تجتاح أوروبا وتحتفي بها أبرز وسائل الإعلام الغربية.

ويشير مدير الصفحة إلى أن المواد لاتستهدف أحدًا بالتحديد، بل كل من يستخف بعقلية الشعب السوري، حتى أن بعض المواد أحيانًا تكون فقط للمزاح مع بعض الشخصيات الإعلامية أو الوجوه البارزة، انطلاقًا من سياسة النقد البناء اللاذع.

وتخلّل حديثنا إلى “ولدي ماهر”، تصريحات تعكس شخصيته الغامضة والساخرة حتى اليوم، كأن يقول “أنا ما أحب المقابلات، أستحي، أني أعمل مقابلات بفلوس فكط لا غير”.

الصفحة لا تستثني أحدًا، وكل مادة يراها الأدمن مناسبة للنشر يكتب عنها بأسلوبه الخاص، بعيدًا عن النسخ الذي تلجأ إليه الصفحات الأخرى، وفق ما يقول.

وبالفعل لا تغفل الصفحة شخصيات مهمة على اختلاف المجالات العاملة فيها، سياسيًا واقتصاديًا ورياضيًا وعسكريًا وفنيًا.

وتحتل شماعة “الإرهاب”، التي تحجّج بها النظام السوري لقمع الثورة، جزءًا من منشورات الصفحة، إذ يفترض “ولدي ماهر” أنه موالٍ للنظام السوري ضد “الإرهاب”.

وحين طلبنا مقابلة معه للمرة الأولى ردّ “أنا ما أحب الصحفيين، لأنهم يحكون على الدكتور بشار”.

يتابع الصفحة اليوم أكثر من 45 ألف متابع، وسط تفاعل ملفتٍ من الإعجابات والمشاركات، لتصل إلى قائمة أعلى الصفحات الهزلية الساخرة التي تحاكي الوضع السياسي، بطريقة جديدة أخرجت كثيرين من واقعٍ سوريٍ مؤلم ورسمت ضحكاتهم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة