بعض الأهالي يعزفون عن شرائه 

الحطب يرتفع بنسبة 100% في الشمال السوري

سيارة حطب في ريف إدلب- أيلول 2016 (عنب بلدي)

camera iconسيارة حطب في ريف إدلب- أيلول 2016 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

طارق أبو زياد – إدلب

مع أولى قطرات المطر التي بدأت بالتساقط في مناطق متفرقة من الشمال السوري، أصبح تأمين مستلزمات التدفئة للشتاء المقبل ضرورة حتمية، لكن هذا الشتاء يحمل قسوة أشد من العام الماضي، ليست في انخفاض درجات حرارة، بل في تضاعف أسعار الحطب الذي يعتمد عليه معظم أهالي الشمال.

ارتفعت أسعار الحطب في الشمال السوري بنسبة 100% بالمقارنة مع العام الماضي، بحسب أسعار اطّلعت عليها عنب بلدي، فحطب الصنوبر “الناشف” بيع هذا العام بـ 45 ألف ليرة سورية للطن الواحد، مقابل 20 ألفًا في العام الماضي، بينما ارتفع سعر حطب الزيتون إلى 60 ألف ليرة هذا العام، مقابل 30 ألفًا العام الماضي أيضًا.

ورصدت عنب بلدي آراء بعض المواطنين في ريفي إدلب وحلب، فقال الحاج عباس محمود، وهو من أهالي مدينة أريحا في ريف إدلب، إنه تفاجأ بشكل كبير لدى ذهابه لشراء الحطب اللازم لهذا الشتاء، فالأسعار تغيرت جذريًا، وسيرهقه أمر الحطب هذا العام، لا سيما أنه يحتاج إلى ثلاثة أطنان للتدفئة، باعتبار أن عائلته كبيرة.

بينما امتنع سمير رشوان، وهو رجل أربعيني نازح من مدينة حماة إلى إدلب، عن شراء الحطب للشتاء، موضحًا أن سعره أصبح يوازي سعر برميل المازوت، بشكل تقديري،

ويقابل برميل المازوت بالتدفئة طنًا واحدًا من الحطب، وهو ما دعا رشوان للاستعداد لفصل الشتاء بشراء المازوت “الحطب أوفر من المازوت، لكن لم يعد هناك فرق يذكر في الوقت الحالي، فالتكلفة الزائدة التي سأدفعها للمازوت ستغنيني عن عناء حمله وتقطيعه وغيرها من الأمور المتعلقة بالحطب”.

لكن بعض الآراء تفضل الحطب “حتى لو صار الطن بمية ألف” لما يولده من حرارة تقي برد الشتاء، بما لا يقارن مع مدافئ المازوت أو الكهرباء.

لماذا ارتفع السعر؟

يعود ارتفاع أسعار الحطب هذا العام إلى ازدياد الطلب بشكل لافت قبيل فصل الشتاء مع ارتفاع وقود التدفئة، إضافة إلى صعوبة وجود أشجار يابسة، بعدما طالها القطع الجائر في الأعوام السابقة، بحسب ما أوضح فاروق الحموي، وهو تاجر حطب ينشط في ريف إدلب الغربي.

وساهم انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية بنسبة 30%، بين العام الفائت والجاري، بارتفاع سعر حطب التدفئة بشكل غير مسبوق، كما أفاد التاجر فاروق.

يأتي شتاء هذا العام صعبًا على السوريين، إثر تدهور واضح في البنية التحتية التي توفر الكهرباء والغاز والمحروقات للمواطنين في مناطق النظام، والاستعاضة عن كل ذلك بالحطب أو المحروقات المنتجة من مادة البلاستيك في مناطق المعارضة.

الحطب هو المادة الرئيسية التي يعتمد عليها السوريون للتدفئة في ظروف الحرب التي يعيشونها، إذ تمت الاستعاضة به عن مادة التدفئة التقليدية قبل الثورة (المازوت)، لانخفاض تكلفته وتوفره في السنوات الأولى من الحرب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة