هل يخلط عرب آسيا أوراق المنافسة على مقاعد كأس العالم؟

tag icon ع ع ع

بدأت الصورة تتضح نسبيًا، حول هوية المنتخبات التي تقترب شيئًا فشيئًا من الحلم العالمي، في منافسة بين كبار قارة آسيا على أربعة مقاعد ونصف، حجزت لمنتخباتها في كأس العالم.

الجمهور الرياضي فقد الأمل في النسخ السابقة، وأعطى الترشيح مسبقًا للكبار الأربعة، اليابان وأستراليا وكوريا وإيران، ونصف مقعد يتنافس عليه باقي ما تبقى من المنتخبات بالدخول في متاهات الملحق.

كيف تبدو الترشيحات بعد انقضاء الجولة الثالثة من المرحلة الأخيرة من التصفيات المؤهلة إلى روسيا 2018، وهل هناك من يمكنه خلط الأوراق في مقبل الجولات، وأين يجد عرب آسيا أنفسهم بعد ثلاث مباريات شرسة خاضتها المنتخبات بكل ثقلها؟

الأخضر السعودي عينه على الصدارة

الأخضر، العراقة والتاريخ تشاهدها على أرض الملعب، المنتخب العربي الآسيوي الأكثر وصولًا إلى نهائيات كأس العالم برصيد أربع مرات، يحتل المركز الثاني خلف أستراليا في التصفيات، بعد أن كاد أن يخطف منها فوزًا ثمينًا في جدة في المرحلة الثالثة، لولا براعة الأستراليين واستعادتهم زمام الأمور، واقتناصهم نقطة بمثابة الفوز من أرض الأخضر السعودي.

تعتبر السعودية إلى الآن في مرحلة الأمان، وربما يمكن القول إنها وضعت نصف المقعد خلفها، وتنافس على أحد المركزين الأول أوالثاني، إذ تحتل حاليًا المركز الثاني بفارق الأهداف فقط عن الأسترالي المتصدر، وسيكون الصعود إلى المركز الأول محتملًا جدًا في حال تفوق الأخضر على الإمارات الثلاثاء المقبل، وتمكن الكمبيوتر الياباني من إيجاد نفسه والفوز على الكنغر ليعود إلى واجهة المنافسة.

المنتخب الإماراتي نصف مقعد ممكن

المنافسة على نصف مقعد مكسب كبير بالنسبة للإماراتيين في ظل مجموعة حديدة، تضعهم في مواجهة ثلاثة من كبار آسيا، فاحتلال الأبيض الإماراتي المركز الثالث يكسبه شيئًا من الثقة بالنفس قبل مواجهة السعودية، التي ستعتبر مفترق طرق للإماراتيين إذا ما أرادوا الحفاظ على حظوظهم بالابتعاد عن المركز الرابع الذي يجعلهم خارج المنافسة.

الأبيض تفوق على نفسه في بداية المرحلة الأخيرة من التصفيات بفوز غير متوقع على اليابان بهدفين مقابل هدف، خلط أوراق المجموعة، ووضع المنتخب الإماراتي في المركز الثالث متفوقًا على “الكمبيوتر” بفارق الأهداف.

العراق وقطر صفر نقطة

في الحقيقة، يمكن وضع المنتخبين العراقي والقطري في دائرة واحدة بعد انقضاء الجولات الثلاث الأولى، إذ لا يوجد برصيد المنتخبين أي نقطة إلى جانب تايلند، على عكس المتوقع تمامًا، فهذه النتيجة لا تعكس أداء المنتخبين خلال التصفيات.

بداية من العراق الذي تمكن من مجاراة المنتخب الياباني طيلة التسعين دقيقة في الجولة الثالثة، إلا أنه فشل في الاستمرار لأربع دقائق متبقية (بدل الضائع) ليخسر نقطة ثمينة كاد أن يحصدها من اليابانيين، وذات الحال بالنسبة للقاء السعودية، الذي سيطر فيه العراقيون على مجريات اللقاء ولكنهم خسروا بعد الدقيقة الثمانين بهدفين مقابل هدف.

ويبدو وضع المنتخب العراقي صعبًا، وسيواجه تايلند في المباراة المقبلة التي لن تغير نتيجتها شيئًا على جدول الترتيب.

وكان الاتحاد العراقي لكرة القدم قدم شكوى رسمية لدى الاتحاد الآسيوي للعبة ضد حكم مباراته أمام اليابان، الكوري الجنوبي كيم كونغ جين، متهمًا إياه بالتعاطف والانحياز الواضح مع المنتخب الياباني، ومساهمته في فوز اليابان بعد أن كانت المباراة تتجه نحو التعادل.

العنابي القطري هو الآخر صاحب الحظ السيئ في التصفيات، رغم التجهيزات واللاعبين الذين يرتكز عليهم المنتخب القطري، والآمال الكبيرة المعلقة على كوكبة يعتبرها القطريون مثالية في تاريخ البلاد، إلا أنهم خرجوا أيضًا خالي الوفاض من أي نقطة، رغم أداء مقنع وتهديفي ولكن دون جدوى.

بعد خسارة القطري من إيران في بداية المشوار بعشر دقائق قاتلة مكنت الإيرانيين من تسجيل هدفين، خسرت قطر من أوزباكستان بهدف مقابل لا شيء، وفشلت بالحفاظ على تقدمها أمام الشمشوم الكوري، بأداء رائع للقطريين طيلة المباراة، التي خسرها العنابي بثلاثة مقابل هدفين.

وتنتظر المنتخب القطري مباراة مفصلية أمام المنتخب السوري، وستكون بمثابة مفترق طرق للقطريين في التصفيات، وعليه ستتضح الصورة فيما إذا كانت قطر قادرة على الاستمرار في المشوار أم أنها فشلت في استغلال الظروف المثالية التي تمر بها التجربة.

وتعاقد الاتحاد القطري لكرة القدم مع المدرب الأوروغوياني خورخي فوساتي ليقود المنتخب، خلفًا لمواطنه كارينيو المقال من منصبه إثر الخسارة أمام إيران وأوزباكستان، لتكون الخسارة أمام كوريا هي الأولى للمدرب الجديد للمنتخب.

المنتخب السوري حصان المجموعة الأولى الأسود

بفوزه على التنين الصيني في عقر داره، أعاد المنتخب السوري نفسه إلى الواجهة، بأربع نقاط حصدها من شرق آسيا، واحدة من كوريا بتعادل ثمين عاد به لاعبو المنتخب من أرض الكوريين، وثلاث كانت نتيجة مباراة ممتعة اقتنصها السوريون من فم التنين الصيني واحتلوا المركز الرابع على سلم الترتيب.

إلى الآن لا شيء واضحًا فيما ينتظر المنتخب السوري، وعلى أي بطاقة يمكنه أن ينافس، ولكن يجب القول إنها المرة الأولى في تاريخ المتنتخب التي يحتل فيها المركز الرابع في الجولة الأخير من تصفيات كأس العالم.

مباراة قطر وسوريا الثلاثاء المقبل، ستحدد بشكل أدق مسار طريق المنتخب السوري في قادم الجولات، إذ تعتبر التصفيات الحالية أسهل تصفيات تخوضها المنتخبات على الإطلاق، ومن الممكن أن يحافظ المنتخب على مركزه في حال فوزه أو تعادله مع قطر، ويمكن أن يقفز إلى الثالث في حال الفوز، وخسارة أوزباكستان أمام الصين.

ويمكن أن يخلط فوز المنتخب السوري على قطر، الثلاثاء 11 تشرين الأول، أوراق المجموعة الأولى وتصبح المنافسة شرسة على المركز الثالث بينه وبين الخاسر من مباراة كوريا وإيران.

تحضيرات المنتخب السوري كانت الأقل من بين الفرق الـ 12 المتنافسة، ورغم ذلك تمكن من تقديم مستويات جيدة وتحقيق أربع نقاط ثمينة إلى الآن، وتتطلع الجماهير السورية إلى تحقيق إنجاز غير مسبوق لسوريا بالوصول إلى نصف مقعد في تصفيات كأس العالم.

كيف ستوزع الأربعة مقاعد ونصف على منتخبات آسيا

تتألف التصفيات الآسيوية لنهائيات كأس العالم 2018 من أربع جولات، وصلت المنافسات الآن إلى المرحلة الثالثة، والتي تعد الأخيرة للمنتخبات الـ 12 المتنافسة على أربعة مقاعد تكون من نصيب المركز الأول والثاني من المجموعتين A وB، إذ تتأهل المنتخبات الأربعة مباشرة إلى كأس العالم، بينما يبقى نصف المقعد من نصيب أصحاب المركز الثالث.

يواجه صاحبا المركز الثالث من المجموعتين بعضهما في مباراة فاصلة، تكون على شكل ذهاب وإياب يتأهل الفائز في حصيلة المباراتين إلى الملحق القاري، حيث يواجه ممثل الكونكاكاف في مباراتي ذهاب وإياب، يتأهل الفائز في مجموع المباراتين أخيرًا إلى كأس العالم.

في تصفيات كأس العالم السابقة التي جرت في البرازيل 2014، تأهلت منتخبات أستراليا واليابان وكوريا وإيران مباشرة بعد المرحلة الثالثة من التصفيات، بينما احتل الأردن وأوزباكستان المركز الثالث في المجموعتين، وتمكنت الأردن من التغلب على أوزباكستان في حصيلة نتيجتي ذهاب وإياب المباراة الفاصلة، لتتأهل إلى الملحق القاري.

واجهت الأردن في الملحق القاري منتخب الأوروغواي الذي كان صاحب المركز الخامس في تصفيات الكونميبول (اتحاد أمريكا الجنوبية)، وتغلبت حينها الأوروغواي على الأردن بخمسة أهداف مقابل لا شيء في مباراة الذهاب بينما انتهت مباراة الإياب بالتعادل السلبي، وتأهلت الأوروغواي إلى نهائيات كأس العالم، ليخسر عرب آسيا مقعدهم الوحيد.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة